القدس المحتلة / سما / جرى، اليوم، في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي بقاعة جمعية الشابات المسيحية في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، لقاء وحوار مفتوح بحضور محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، وسلوى هديب وكيلة وزارة شؤون المرأة، وسمير طرمان رئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة بمديرية التربية والتعليم في القدس المحتلة، وبمشاركة عدد كبير من الاختصاصيين ومن ممثلي المؤسسات النسوية والأهلية في القدس. واستهلت حليمة أبو صلب مديرة المركز في القدس اللقاء بكلمة رحبت فيها بالحضور، واستعرضت واقع المرأة الفلسطينية في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلية التي تستهدف كل قطاعات الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى إن المواطنين في القدس لا يحملون جوازات سفر فلسطينية، وإنما بطاقات هوية إسرائيلية مؤقتة، وبالتالي لا يملكون أي شكلٍ من الحقوق المدنية والسياسية وغيرها. وأشاد محافظ القدس بدور المرأة في القدس بخاصة وفي عموم الوطن بشكل عام، وقال إنها اقتحمت العديد من الميادين الهامة وكانت متميزة فيها فهي الشهيدة والمناضلة والأسيرة والوزيرة والمحافظة وغيرها. وقال إن هناك طاقات كبيرة جداً في النساء يجب أن تستثمر بالشكل الصحيح، لافتا إلى أهمية وجود مثل هذه المؤسسات داخل حدود بلدية الاحتلال المُصطنعة لتفعيل مختلف النشاطات في المدينة وعلى كافة المستويات، معربا عن استعداد المحافظة للتعاون الكامل مع المؤسسات والمراكز النسوية وبرامجها وفعالياتها. وأشارت مها أبو دية رئيسة مركز المرأة إلى أن الهدف من هذا اللقاء هو التشاور ومحاولة تشبيك علاقات وتحقيق التكامل في عمل مشترك بين المؤسسات ذات الاهتمام الواحد. وبيّنت الحصار الذي يعيش فيه أهل القدس، والذي أدى إلى نقل عمل المركز مؤقتاً إلى خارجها قبل أن يعود إليها المركز وسط المدينة، ولفتت إلى المحاصرة الاحتلالية غير المرئية التي تتمثل في ماهيّة وكيفية استغلال الهوية، وأوضحت أن الاحتلال يحاصر المواطنين في كل شيء فهو يُحصّل الضرائب المتعددة دون تقديم خدمات مقابلها في ظل شوارع مهترئة وبنى تحتية سيئة في المدينة. ودعت إلى العمل كأفراد ومجتمع لإفشال مخططات الاحتلال والتصدي لها، والعمل بنفس الأسلوب الذي يستخدمه الاحتلال ولكن بما يكفل التصدي لمخططاته وخاصة فيما يتعلق بالجغرافيا. وطرحت هديب فكرة للعمل عليها بعد بلورتها للرد على أساليب الاحتلال الإسرائيلي في سرقة التراث الفلسطيني تتمثل بلبس الثوب الفلسطيني بدل الجلباب، وذلك لتعزيز الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال سرقتها. وقالت: ’أتمنى أن تتبلور الفكرة بشكل مهني وعلى أعلى المستويات’. مشيرة إلى أهمية تضافر الجهود بين مختلف مؤسسات المجتمع الفلسطيني الرسمية والأهلية وعلى أعلى المستويات. وبيّنت أهمية تعزيز دور المرأة الفلسطينية في القدس خاصة وأنها تتحمل أعباء وتبعات سياسات الاحتلال في المدينة كسائر أفراد العائلة الفلسطينية، لافتة إلى مخططات الاحتلال الجديدة في طرد وإبعاد عشرات الشخصيات الفلسطينية الاعتبارية من مدينتهم القدس كخطوة على طريق ترحيلٍ جماعي وقسري لسكان المدينة وتهويدها بالكامل؛ الأمر الذي يستدعي النهوض بدور المرأة وتمكينها من الصمود، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية هي حاملة الراية وحامية الهوية وأساس الصمود والثبات. واستعرضت منال الجعبة من مركز المرأة ’مشروع ورقتي’ للتعاون مع البرنامج الإقليمي ’اقتدار’ بمشاركة كل من لبنان، ومصر، والأردن، فلسطين والمغرب، كما شرحت بإسهاب مشروع مكافحة العنف ضد المرأة ’تكامل’ وهدفه تقديم الخدمات القانونية والصحية والاجتماعية للنساء ضحايا العنف وتمتين تبادل الخبرات. أما سلوى دعيبس، من مركز المرأة، فتحدثت عن توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ضد المرأة الفلسطينية بما فيها نساء القدس، وبتعاون عدد كبير من المتطوعات لمختلف محافظات الوطن، وتقديم ما يتم جمعه من شهادات حيّة حول انتهاكات الاحتلال إلى هيئات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق المرأة والإنسان في العالم. ودار نقاش كبير بين الحضور بمشاركة عدد من النساء، ومن المختصين النفسيين والتربويين، وتم الاتفاق على عقد المزيد من هذه اللقاءات لتحقيق الأهداف الطموحة.