يلبسون ملابس السبت الاحتفالية، متزينون بايمان عميق ومتفجر، ترافقهم جموع غاضبة ومتحمسة، ويسارعون الى ان يثبتوا للجميع بان الادمور هو الذي يقرر وليس محكمة العدل العليا – من المتوقع ظهر اليوم ان يسير 86 من الاهالي من عمانويل مباشرة الى المعتقل. اذا لم يتحقق حل وسط في اللحظة الاخيرة سيتم ادخال عشرات الاباء والامهات الى السجن. بناتهم تواصلن حاليا الدراسة منفصلات عن التلميذات الشرقيات، كما اصروا، ولكن ابتداء من يوم غد كل ابنائهم – ليس اقل من 250 – سيبقون وحدهم. الحرب الطائفية واصرار الاهالي الاصوليين من عمانويل على الفصل بين الاشكناز الغربيين وبين الشرقيين أصبحت حرب ابادة ضد محكمة العدل العليا وسلطة القانون في دولة اسرائيل: بعد أن اعلن أهالي التلميذات بانهم يرفضون اطاعة قرار محكمة العدل العليا الذي طلب منهم وضع حد للتمييز، من المتوقع غدا لـ 43 زوجا من الاهالي ان يسجنوا على مدى اسبوعين – الرجال في سجن معسياهو والنساء اغلب الظن في سجن نافيه ترتسا. يشار الى أن قرار محكمة العدل العليا لا يوضح بشكل لا لبس فيه اذا كان الحبس ينطبق على الزوجين في كل عائلة. ولكن في كل الاحوال، في الشرطة وفي مصلحة السجون يستعدون لان يسجن الابوين. الذهاب الى السجن لن يمر اغلب الظن بهدوء: في الجمهور الاصولي سارعوا الى الاعلان عن "ام كل المظاهرات" التي في اطارها سينطلق عشرات الاف الاصوليين الى معركة "الدولة امام الشريعة". 500 دولار لمن يذهب الى السجنسافر موالون كثيرون أمس الى منزل الادمور من سلونيم، الذي سمعوا منه عن اقوال تعزيز قبيل ذهابهم الى السجن وكذا 500 دولار لكل عائلة تبرع بها سخي. "نحن نسير من أجل كل الجمهور الاصولي"، قال الادمير. "منذ عهد ستالين لم يسبق أن كانت كراهية كهذه للدين. هذا ضيع لهم العقل". وبعد ذلك سافروا الى بيوتهم كي يحزموا أمتعتهم قبيل السفر الى السجن اليوم. في الساعة 12 ظهرا سيصعدون الى الباصات وسيسافرون الى بني براك، حيث ينعقد مهرجان احتجاجي بمشاركة شخصيات عامة، سياسيين وجموع المتظاهرين. ومن هناك يسافرون الى العاصمة، حيث ينعقد هناك ايضا مهرجان كبير يشارك فيه عشرات الالاف، بمن فيهم قادة القطاع الاصولي بما في ذلك الحاخام يوسيف شالوم اليشيف.هذا المهرجان الاحتجاجي سيتحول عمليا الى مسيرة غضب في اثنائها ترافق الجماهير الـ 86 أم وأب من شارع بار ايلان نحو المسكوبية، حيث سيعتقلون. "نحن نسير بفرح كي ننفذ ارادة الرب كما أمرنا اسيادنا"، قال أمس موشيه ملوبسكي، 32 سنة، أب لست اطفال، بينهم ابنتان في "بيت يعقوب". وانضم الى اقواله ايضا يوسف فيسفش، 34 سنة، أب لاربعة: "صوت التوراة هو فوق صوت المحكمة". عضو المجلس يشعيا ايخلر، 40 سنة، اضاف: "استحق الاهالي قدسية السماء ونحن سننفذ ما يأمرنا به اسيادنا بتفان. لن يخيفونا بحبسهم وتعذيبهم ولن يكسروا روحنا. اجتزنا المنفى وصمدنا فيه وفي هذه التجربة سننجح ايضا". في الشرطة يستعدون لمظاهرات جماهيرية وسينتشرون اليوم بقوات معززة من نحو 10 الاف شرطي لمنع أعمال الشغب. زعماء الاصوليين وان كانوا وعدوا الا ينجروا الى العنف الا انهم في شرطة القدس لا يخاطرون وفي اعقاب حالات وقعت في الماضي يستعدون لاعمال اخلال بالنظام، رشق حجارة وزجاجات نحو الشرطة، احراق حاويات قمامة واغلاق الطرق. تعقيبا على الاحداث قال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "في هذه اللحظة المصيرية، عندما تقف دولة اسرائيل أمام مخاطر وجودية من جانب اعدائنا، فان ادعو كل الاطراف ذات الصلة الى ابداء ضبط النفس، احترام القانون وحل المشكلة بالطرق السلمية والودية". وأمس استمرت لقاءات ومداولات للوصول الى حل وسط في اللحظة الاخيرة. اريه درعي التقى الادمور من سلونيم واقترح عليه حلا مركبا للمشكلة الا ان الادمور رفض. الحاخام عوفاديا يوسيف في حديث امس مع رئيس شاس ايلي يشاي، أعرب عن اسفه للوضع: "كان صحيحا منذ البداية العمل بطريقة اخرى وحل المسألة بطريقة ودية". كما اعرب الحاخام يوسيف عن غضبه من تدخل محكمة العدل العليا وعن نيته اصدار كتاب يدعو الى الاحتكام فقط في المحاكم الحاخامية وعدم التوجه الى الهيئات القضائية للدولة. وفي مجلة "يوم ليوم" التي تعد لسان حال شاس نشر أمس بانهم في شاس يدعون بان "ادخال الاهالي الى السجن سيعمق الشرخ في الشعب".