خبر : خفايا العون الامريكي السري لاسرائيل لمساعدتها بشأن التحقيق في الهجوم على قافلة الحرية

الأربعاء 16 يونيو 2010 09:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
خفايا العون الامريكي السري لاسرائيل لمساعدتها بشأن التحقيق في الهجوم على قافلة الحرية



غزة / سما /انهمكت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بقيادة مستشار الامن القومي جيم جونز بقوة في صدور قرار الحكومة الاسرائيلية لتعيين "لجنة عامة مستقلة" للتحقيق في مجزرة "اسطول الحرية" الذي كان متوجها الى غزة، وحثت اسرائيل على الاسراع في العملية قبل اي محاولات ضغط في الامم المتحدة. وقالت مجلة "فورين بوليسي" الاميركية ان الاسبوع الماضي شهد تفاعلات محمومة على مستوى عال بين كبار المسؤولين في الادارة الاميركية ونظرائهم الاسرائيليين. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، وان نائب الوزيرة جيم شتاينبيرغ والموفد الخاص جورج ميتشيل وغيرهما لم تنقطع اتصالاتهم عبر الهاتف مع الجانب الاسرائيلي. كما ان باراك تحدث الى نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن الذي كان يقوم بجولة في المنطقة. واضافت المجلة تقول انه تم التوصل الى التفصيلات النهائية في اليومين الاخيرين بين البيت الابيض ومكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، وبصفة خاصة بين جونز ومستشار الامن القومي الاسرائيلي اوزي اراد، حسب مسؤول اسرائيلي. وكان مجلس الامن القومي اكثر نشاطا من وزارة الخارجية مع وجود مدير الامن القومي دان شابيرو في اسرائيل لتقديم العون والسفير الاسرائيلي مايكل اوين الذي قام بدور الوساطة ايضا، حسب ما ذكر هذا المسؤول. وكانت الرسالة التي بعث بها المسؤولون الاميركيون تتسم بانها ثنائية. فهم كانوا يريدون اولا قيام اسرائيل بتعيين اعضاء دوليين في اللجنة من ذوى الصدقية. وقد انضم اليها ويليام ديفيد تريمبل من ايرلندا الشمالية، وكين واتكن، القاضي السابق والمحامي العام في القوات المسلحة الكندية. اما الجانب الاخر من رسالة اوباما الى الاسرائيليين فكانت "استعجلوا الاجراءات". فهم كانوا يريدون من اسرائيل ان يلتئم شمل اعضاء اللجنة وان يتم الاعلان عنها قبل اسبوع من الموعد الذي اعلن الاسرائيليون فيه عن اكمال استعداداتهم. الا ان المسؤولين الاسرائيليين قالوا ان المشاورات التفصيلية والموسعة مع المسؤولين في ادارة اوباما هي التي استغرقت وقتا طويلا. وقال المسؤول الاسرائيلي ان "ما كنا نشعر به هو انهم كانوا يأملون في ان يعلن عن هذه اللجنة على عجل، وان ننتهي من هذه المهمة لنتركها خلف ظهورنا. ولا يستطيع احد الان ان يدعى ان اسرائيل لم تقم بتشكيل لجنة تضم اعضاء دوليين". ويبدو واضحا الدور المباشر والمركزي الذي قام به جونز، لانه المسؤول الذي يشتبه على نطاق واسع (وان لم يتأكد ذلك) بانه المصدر وراء التقارير التي افادت ان البيت الابيض ابلغ القادة الاجانب انه ينوي مساندة اجراء تحقيق دولي منفصل اذا أطلقته الامم المتحدة. وقد نشر النبأ محرر "ويكلي ستاندرد" ويليام كريستول، لكن البيت الابيض ما لبث ان نفاه، ما تسبب في مشاعر قلق واسعة في اروقة الحكومة الاسرائيلية، وقالت مصادر دبلوماسية انه يحتمل ان يكون ذلك محاولة من البيت الابيض للضغط على اسرائيل للاسراع في هذا الموضوع. وتحدث الناطق بلسان الخارجية الاميركية بي كراولي عن ادعاءات كريستول الاثنين الماضي. وتعهد بان تدعم الولايات المتحدة التحقيق الاسرائيلي، لكنه رفض القول بان الولايات المتحدة ستؤيد ما يمكن ان يقترحه الامين العام للامم المتحدة بان كيمون في الاسابيع القادمة. وقال كراولي: "نقف الى جانب اسرائيل، وسنعلن موقفنا بقوة ضد اي اجراء احادي او متحيز تتخذه اي منظمة دولية. وليس لدي علم بان الامين العام اتخذ اي قرار بشأن اجراءات يمكن ان تتخذها الامم المتحدة. ومع ذلك فاننا نستمع الى ما يفكر به الامين العام وبعدها نتخذ قرارنا". وهذا النوع من المضاربة هو بالضبط ما يخشى منه كثير من انصار اسرائيل، من امثال اللجنة الاميركية الاسرائيلية للعلاقات العامة (أيباك). وقالت اللجنة في بيان صادر عنها ان: "أيباك تدعو ادارة اوباما الى العمل بحزم في الامم المتحدة والمواقع الدولية الاخرى لحجب اي اجراء يمكن ان يعزل اسرائيل بما في ذلك التحقيق الذي يدعو اليه الامين العام". كما اشارت اللجنة الى بيان البيت الابيض الذي صدر يوم الاحد بشأن اللجنة وهو البيان الذي رأت فيه "أيباك" انه اتسم بالفتور لانه اشتمل على تحذير مقتضب لاسرائيل الى جانب كلمات التأييد. على انه لا يزال هناك الكثير من القلق بين الاسرائيليين بشأن الدور الرئيس الذي يقوم به جونز في تشكيل سياسة الادارة الاميركية تجاه اسرائيل. فهناك اعتقاد سائد بان جونز والسفيرة لدى الامم المتحدة سوزان رايس يدفعان الادارة لموقف اكثر تشددا في مواجهة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. بينما بايدن ودينس روس والى حد ما جورج ميتشل يطالبون بموقف اكثر تحسسا بالنسبة للموقف السياسي لنتنياهو. من جانب اخر، فان الحكومة التركية لا تشعر بالرضى تجاه اللجنة الاسرائيلية، وقد تعهدت بان تقوم بتحقيقاتها الخاصة. وقال كراولي ان ذلك من حق تركيا. اما المسؤول الاسرائيلي فقال ان اللجنة الاسرائيلية تشكلت "لإرضاء تركيا".