حتى اليوم اكتفوا بالاحتجاجات الصاخبة. اما الان فجاءت مرحلة العقوبات: تركيا تخطط لخطوات احتجاج حادة بدعوى أن اسرائيل لم تعتذر عن احداث الاسطول وغير مستعدة لان تدفع التعويضات لمصابي "مرمرة". العلاقات مع احدى الدول الصديقة التاريخية المقربة من اسرائيل في المنطقة، والتي تدهورت بثبات في الاشهر الاخيرة، تصل الان الى درك اسفل غير مسبوق. السفير التركي، الذي اعيد الى دولته بعد احداث السيطرة على الاسطول، لا يعود حاليا الى اسرائيل. وحسب التقارير الحالية، ليس مؤكدا على الاطلاق بان يعود لاحقا ايضا: فالاتراك يعتزمون تخفيض مستوى العلاقات الى مستوى "مكلف" فقط. وفي تركيا نشر أمس عن الغاء صفقة الطائرات بدون طيار مع اسرائيل، بقيمة 180 مليون دولار. وحسب الاتفاق، فان طواقم اسرائيلية مكثت مؤخرا في تركيا لتدريب الطواقم المحلية على تشغيل الطائرات كجزء من الاتفاق. في اعقاب الاحداث اعيدت الطواقم الى البلاد والاتراك ادعوا بان اسرائيل خرقت بذلك الاتفاق ولهذا فانه سيلغى. تقارير اخرى تكشف النقاب عن أن الاتراك يفكرون بالحظر على السفن الاسرائيلية الرسو في موانىء الدولة، وضع مصاعب في وجه رجال الاعمال الاسرائيليين وعدم تشجيع السياحة الاسرائيلية. وفي السياق تخطط محافل في الدولة لرفع دعاوى قضائية ضد اسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاب، والتصويت ضد اسرائيل في المحافل الدولية. "واضح اليوم ان اردوغان يريد فقط تصعيد العلاقات مع اسرائيل"، قال امس مسؤولون كبار في وزارة الخارجية. "مرحلة إثر مرحلة سيدهورها – حتى قطع العلاقات". التخوف في اسرائيل هو أن يبحث اردوغان عن ذريعة لدهورة العلاقات. في القدس يدعون بانه داخل تركيا بدأت تنطلق انتقادات حادة جدا على خطوات رئيس الوزراء. في هذه الاثناء يدور الحديث عن احتجاجات هادئة، الا أنهم في اسرائيل يستمدون التشجيع من أن هناك عناصر غير قليلة داخل تركيا لا تفهم لماذا يدهور اردوغان العلاقة، ويحتمل ان يكون هذا هو ما سيوقف الانجراف. وتنطلق في الدولة تعابير قاسية من جهات المعارضة تدعي بان اردوغان يرد دون أي توازن ويرتبط بايران. وحسب تقارير اخرى، نقل الامريكيون رسائل حادة جدا الى الاتراك على الارتباط مع الايرانيين. أمس، بعد اسبوعين سمحت وزارة الخارجية لابناء عائلات المبعوثين الدبلوماسيين الى اسطنبول وأنقرة للعودة الى تركيا، وذلك بعد أن أخلتهم سرا. وقد اتخذ القرار بعد تقويم للوضع اجري في الوزارة. وشرحت مصادر في الوزارة بانه كانت هناك صعوبة جمة لقطع العائلات، ولما كان هدوء نسبي في المظاهرات وفي الاجواء الحماسية ضد اسرائيل – تقرر اعادة الامور الى مجراها الطبيعي. في هذه الاثناء، تتسع المقاطعة على اسرائيل وتصل ايضا الى دول تعتبر صديقة لها. محافل في حكومة ايطاليا خضعت لضغط عربي وقررت عدم دعوة اسرائيل الى اجتماع دول البحر المتوسط الذي سينعقد في ميلانو الشهر القادم، رغم أنها عضو في هذا المحفل. وهذا يثير الغضب الشديد في اسرائيل، التي تحاول ممارسة الضغط على ايطاليا لالغاء القرار. ابعاد اسرائيل عن الاجتماع الذي سيشارك فيه ممثلون من 26 دولة بما فيها الدول العربية، هو مبادرة نائبة وزيرة الخارجية الايطالية ستيفانيا غبريئيلا انستاسيا كركاسي. وقبيل الدعوة أعلن العرب بانهم يشترطون مشاركتهم بعدم دعوة اسرائيل، فخضعت كركاسي الى الضغط. وعندما حاولت محافل اسرائيلية استيضاح الامر معها، تملصت. وتقول محافل سياسية ان هذا قرار غريب على نحو خاص، على خلفية حقيقة أن ايطاليا هي المكافحة الاولى ضد فرض المقاطعات على اسرائيل.