غزة / سما / أكد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد ان المصالحة الوطنية الفلسطينية لن تتحقق طالما بقيت أسيرة لمسيرة التسوية الهزيلة مقللا في ذات الوقت من زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية "عمرو موسى" الي غزة . وقال الهندي في تصريحات إذاعية" إن زيارة عمرو موسى جاءت متأخرةً سيما وأن القطاع مرَّ بأحداث كبيرة قبل ذلك كالحرب الصهيونية الأخيرة، والإجرام الذي يمارسه كيان الاحتلال بشكل مستمر على الفلسطينيين دون أن يتحرك أحد من العرب أو الجامعة لعربية".مضيفاً"الزيارة كانت لرفع العتب، سيما وأن تركيا أحرجت الجميع في مواقفها التضامنية الكبيرة مع القضية الفلسطينية". وأوضح الهندي "أن موقف الأتراك والمتضامنين الذين جاؤوا عبر البحر، وضحوا بدمائهم نصرةً لأهالي غزة لا يتساوى على الإطلاق مع الموقف العربي، الذي لا يخرج عن حد التصريحات التي تهدف عادةً لتفريغ حالة التوتر والاحتقان، وأحياناً تكون في سياق المؤامرة على الشعب الفلسطيني". وشدد الهندي على أن ما فعلته تركيا ودول أخرى والمنظمات الإنسانية التي شاركت في تنظيم أسطول "الحرية" كان بمثابة معركة دفاع عن الشعب الفلسطيني، في حين أن ما تفعله الجامعة العربية يفتح منافذ أخرى للحصار. وأوضح د. الهندي أن أهالي غزة بحاجة إلى الحرية أكثر من حاجتهم إلى الدواء والمواد الغذائية، لذا يتوجب على الجامعة العربية التي أخذت قرارات كثيرة ومتعددة برفع الحصار عن القطاع أن تفعل هذه القرارات الورقية. وفي سؤاله عن المصالحة الوطنية، بيَّن الدكتور الهندي أنه طالما بقيت هذه القضية أسيرةً لمسيرة التسوية التي ماتت وانتهت فمن الصعب تحقيق اختراق فيها، قائلاً:" مسيرة التسوية تضع عقبات كثيرة أمام ملف المصالحة، وتجاوز مرحلة الانقسام معناه العودة إلى ترتيبات تناسب العملية السياسية الميتة في الأصل". ودعا الدكتور الهندي في سياق حديثه إلى استمرار قدوم الأساطيل إلى غزة، كون ذلك يضع قضية فك الحصار على صفيح ساخن. ورأى الهندي أن الزيارة المرتقبة للمبعوث الأمريكي الخاص إلى المنطقة السيناتور جورج ميتشل، تهدف إلى إعطاء إيحاء أن هنالك مسيرة سياسية وبالتالي أن المجزرة التي استهدفت أسطول "الحرية" في عرض البحر باتت خلف الظهر. كما ورأى أن هذه الزيارة تهدف إلى إيجاد صيغ تشرعن حصار غزة وتدوله، ناهيك عن دورها في إيجاد مخارج لكيان العدو في مسألة لجنة التحقيق التي شكَّلها حول استهداف الأسطول الدولي. وفي تعليقه على كشف سلطات الاحتلال لمخطط استيطاني جديد في القدس عشية هذه الزيارة، قال الدكتور الهندي:" هذه لطمة جديدة على وجه المفاوض الفلسطيني والموقف العربي الذي الداعم لبدء تفاوضه مع "إسرائيل" ..". وعن طبيعة علاقة الجهاد الإسلامي بمصر، قال الدكتور الهندي:" ليس من مصلحة أحد أن تكون هناك قطيعة"، مؤكداً في السياق أن اختلافهم مع السلطات المصرية حدث عقب اعتقال مجموعة من كوادر حركته -غالبيتهم كانوا في رحلة علاج - وهم في طريق العودة لغزة في السجون المصرية. وأضاف:" نبذل جهداً لعلاج القضية، ونأمل أن يقفل هذا الملف بصورة إيجابية قريباً ".