بيت لحم / سما / أطلع محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، وفدا من كبار الضباط في قوى الأمن والجيش النمساوي على صورة الأوضاع الفلسطينية في ظل الإجراءات الإسرائيلية، التي تعيق كل نواحي الحياة. واستعرض حمايل صورة الأوضاع في بيت لحم بشكل خاص والأرض الفلسطينية بشكل عام، مبينا الممارسات القمعية الإسرائيلية بمختلف أشكالها، التي تعيق كل الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل عادل يؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لتعيش جنبا إلى جنب وفق الرؤية التي أصبحت الآن مطلبا عالميا. وأوضح ما يعانيه شعبنا من قهر واضطهاد يتمثل في مواصلة الاستيطان ومصادرة الأراضي وبناء الجدار العازل والتوغلات اليومية والحواجز والسيطرة على مصادر المياه وتعذيب الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. ودعا كافة الجهات الدولية بما فيها النمسا إلى الوقوف عند مسؤولياتها، لإجبار الجانب الإسرائيلي للتوقف عن ممارساته، التي لا تؤدي إلا إلى زيادة الكراهية وإشعال فتيل الحرب في المنطقة، وبالتالي عدم الاستقرار في العالم أجمع، لأن منطقة الشرق الأوسط شكلت على مدار العصور سببا في الحروب والنزاعات، فعدم الهدوء سيؤثر على العالم أجمع. وعلى صعيد محافظة بيت لحم، أشار المحافظ حمايل إلى ما تعانيه المحافظة من إغلاق وحصار يتمثل في الجدار والاستيطان والسيطرة على الأراضي الزراعية وسلب وسرقة مصادر المياه، إضافة إلى المعيقات الإسرائيلية في وجه الجهود التي تبذلها السلطة لتحسين وتطوير الأوضاع السياحية والاقتصادية. وقدم شرحا عن الجهود الأمنية التي بذلتها السلطة الوطنية لضبط الأمن وفرض السيطرة، رغم المعيقات الإسرائيلية، التي تشكل العائق الأكبر أمام بسط الأمن سيطرته على كافة المناطق الفلسطينية، وأن أبرز هذه العوائق تتمثل بعدم سماح إسرائيل للأجهزة الأمنية بالعمل في مناطق BوC ، وعدم قيام الاحتلال بدوره هناك وفق الاتفاقيات، وبالتالي ترك تلك المناطق مفتوحة للهاربين والفارين من وجه العدالة. وشدد على أنه رغم ذلك استطاعت الأجهزة الأمنية تحقيق إنجازات في فرض الأمن في مختلف المناطق الفلسطينية، وبشهادة مختلف الجهات الدولية التي تراقب وتدعم تطور هذه الأجهزة. وبحث حمايل مع الوفد النمساوي إمكانية التعاون والتواصل، مثمنا الجهود الأوروبية والدولية للنهوض بالواقع الأمني والاقتصادي، مشددا على أهمية إيجاد حل جذري لجميع المشاكل، والذي يتمثل في إزالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية. بدوره، قدم البريغادير جنرال سيكيور كابوك رئيس الأكاديمية الأمنية في النمسا، شرحا مفصلا عن الوفد وهدف زيارته للأرض الفلسطينية، موضحا أن الوفد يضم ضباطا رفيعي المستوى من مختلف قوات الأمن النمساوية، إضافة إلى أن عددا كبيرا من أعضائه سيتخرجون من الأكاديمية الأمنية الأسبوع المقبل، وسيتقلدون مناصب رفيعة المستوى في مختلف القطاعات الأمنية، ومن المهم أن يتعرفوا على حقيقة الواقع في هذه المنطقة. وشكر رئيس الأكاديمية المحافظ حمايل على حفاوة الاستقبال وحرارة اللقاء، مثمنا الجهود الفلسطينية الرامية إلى تحقيق السلام في هذه المنطقة، مشددا على دعم النمسا لهذا التوجه. وفي نهاية اللقاء، قدم الضيف للمحافظ حمايل درعا تقديرية لاستضافته الوفد، فيما قدم المحافظ للوفد درعا تقديرية، تمثل مدينة بيت لحم وكنيسة المهد مولد رسول المحبة والعدل والسلام والحرية. وضم الوفد النمساوي عددا من الضباط وخريجين الأكاديمية، ويرافقهم ممثل النمسا لدى السلطة الوطنية، اوسكار فوستنغا، وكان باستقبالهم إلى جانب المحافظ، القائم بأعمال مدير عام الشؤون العامة بالمحافظة منذر عميرة، وصالح صبح مدير مكتب المحافظ ومنجد جادو مسؤول دائرة الإعلام. وزار الوفد مخيم عايدة للاجئين، حيث استقبله كريم الوعرة من مركز شباب عايدة الاجتماعي، الذي قدم له شرحا مفصلا عن واقع الحياة في المخيم، وأهمية قضية اللاجئين بالنسبة للشعب الفلسطيني، باعتبارها جوهر الصراع، وتجول الوفد في شوارع وأزقة المخيم واطلع على الظروف الحياتية فيه. كما زار كنيسة المهد واستمع إلى شرح مفصل عن أهميتها الدينية والتاريخية والاقتصادية، وتجول في شوارع مدينة بيت لحم وساحة المهد.