بعد ساعات من الدراما في قلب البحر وجه مسافرو "مرمرة" للنزول من دكة السفينة الى ميناء اسدود. ولم تنتظر قوات الامن لحظة فاجتاحت السفينة بحثا عن أدلة عن المعركة الليلية – وفوجئوا للعثور على يوميات الرحلة كتبها بعض من المسافرين. وقد ساعدت هذه الشهادة كثيرا محققي مركز التراث الاستخباري في محاولة لفهم حجوم المقاومة. "لن نسمح بدخول القوات الاسرائيلية"، كتب المسافر الاول في اثناء الرحلة. "ليس لدي سلاح كي أتصدى للجنود، ولكن عندي مفاجآت. السفينة انقسمت الى مجموعات وجبهات. يجب الامتناع عن الاستفزاز واتخاذ المقاومة بوسائل سلمية. ولكننا سنقاوم من داخل السفينة. نحن نقوم بالاستعدادات ابتداء من مساء اليوم. التحذير والتوجيه يأتيان من الاتراك. الطاقم الطبي جاهز لتقديم الاسعاف الاولي في حالة الاصابة. وقد اكتشفت يوميات شخصية اخرى لمسافر غير معروف، وجاء فيها: "هناك خيارات تركية ستفاجىء الاسرائيليين". في مواضع اخرى كتبت بالعربية وجد تطرق لنقاش جرى في السفينة قبل سيطرة مقاتلي الوحدة البحرية 13، وزعم فيه بانه في ذات اللقاء قسم الفريق الى خلايا جديدة، "تضم اناس باجساد ضخمة". ووجه المشاركون في النقاش حول قواعد السلوك في حالة اعتقال المسافرين لدى قوات الجيش الاسرائيلي. وكتب ذات المسافر بالعربية: "لا مجال للكيان الصهيوني بيننا. اذا ما اعتقلنا يجب التعامل معهم كعدو: رفض التوقيع على أي شيء، الاعتراف باي محكمة او الاعتراف بهذا الكيان او بالقضاء في هذا الكيان".يوميات اخرى، كتبت بالتركية تحت عنوان "يوميات غزة"، كتبت خطيا في الليلة بين 30 و 31 ايار، حين اجتاحت الوحدة البحرية السفينة: "في الساعة 19:30 عقدت جلسة لاعطاء تعليمات لخلايا الامن والتدخل السريع. وصدرت تعليمات لكيفية ملاءمة احزمة النجاة، وكيفية اعتمار كمامات الغاز، والاهم – كيفية التصرف اذا ما كان هناك تدخل او هجوم اسرائيلي. رؤساء المجموعات واعضاء خلاياهم تموضعوا للحراسة في القاطع المخصص لهم. نحن تلقينا المسؤولية عن القاطع العلوي: جوانب الطابق الثاني في القسم اليمين الخلفي. كان يتعين علينا أن نستعد للدفاع عن النفس. كيف؟ فقط بعصي وقناني زجاج. وبمعونة الله نحن نخطط للوصول الى مياه غزة في محيط الساعة 7:00. كنا في حالة تأهب. في حوالي الساعة 23:00، بدأت تظهر حول السفينة اضواء غير مشخصة". مقطع من يوميات مسافر آخر أشار الى دور رئيس الـ IHH بولنت يلدريم. "حتى الصباح ستكون لنا حرب اعصاب"، صرح يلدريم على السفينة، "يوجد هنا اناس من أكثر من 50 دولة. اذا ما اعتقلوا فان كرامة 50 دولة ستداس. نحن نريد ان يمنع الدخول الى السفارة الاسرائيلية في اسطنبول وأنقرة . ونحن سنقوم بالدفاع عن أنفسنا من هنا. نحن نعرف ان لهذا ثمن ونحن مستعدون لان ندفعه. نحن لن نأخذ خطوة الى الوراء. في هذه اللحظة اسرائيل تتصرف بقرصنة في المياه الدولية. فهل سينظر العالم اليها وهو متفرج؟".