القاهرة / نفي الأثري المصري المشهور عبد الرحيم ريحان مدير منطقة أثار نويبع المصرية الادعاءات التي نشرتها صحيفة ’جيروزاليم بوست’ الإسرائيلية على لسان العالم الإسرائيلي ’عمانويل أناتي’ والتي ادعى فيها أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام، وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل ’كركوم’ الموجود في صحراء النقب في أراضي الـ1948م، وليس جبل الطور الموجود في جنوب سيناء. وادعى أناتي أن قساوسة الفاتيكان تقبلوا نظريته، ويستعدون الآن لتغيير وجهة الحجاج المسيحيين في العام المقبل. وأكد ريحان في تصريحات نشرتها الصحف المصرية الصادرة اليوم، أنه قام بتحقيق طريق خروج بني إسرائيل بسيناء بناء على الأدلة والشواهد الأثرية، معتمداً على التفسير التاريخي للنصوص المقدسة، ومقارنتها بالأحداث التاريخية، والشواهد الأثرية الباقية من خلال عمله الميداني، ويؤكد أن منطقة الجبل المقدس الموجود بها جبل موسي حالياً هي المحطة الرابعة التي تشمل جبل الشريعة ’جبل موسى’ وشجرة العليقة المقدسة التي ناجي عندها نبي الله موسي ربه. وقال: هذه هي المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوي عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها، ونظراً لارتفاع هذه المنطقة، فحين طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى طعاماً آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام، وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى، وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآني ’اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم’ البقرة 61. وأضاف: الهبوط يعني النزول من مكان مرتفع، ونظراً لارتفاع هذه المنطقة ايضا فقد كانت شديدة البرودة؛ لذلك ذهب نبي الله موسى طالباً للنار ليستدفئ بها أهله في رحلته الأولى لسيناء ’إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون’ القصص 29. وتابع المؤرخ المصري: كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر، ولا يعطي ثماراً وفشلت محاولات إنباته في أي مكان بالعالم، ما يؤكد أنها الشجرة التي ناجي عندها نبي الله موسى ربه وهي شجرة العليقة المقدسة. ويضيف ريحان: أن المحطة الأولى في خط سير رحلة الخروج بسيناء هي عيون موسى، والثانية سرابيت الخادم، والثالثة طور سيناء حيث ترك نبي الله موسى شعبه لمدة أربعين يوماً لتلقي ألواح الشريعة عابراً أودية سيناء من منطقة الطور الحالية إلى منطقة الجبل المقدس ’منطقة سانت كاترين حالياً’، وهو الطريق الطبيعي الذي تعرف عليه نبي الله موسى أثناء رحلته الأولى وحيداً لحكمة إلهية حتى يسير فيه مع شعبه في رحلته الثانية، ليتلقي ألواح الشريعة عند الجبل المقدس. وتابع: كان لجبل الشريعة مكانة عظيمة في المسيحية، حيث أنشأوا أشهر دير علي مستوى العالم، والذي أخذ شهرته من موقعه في حضن هذا الجبل، وهو دير طور سيناء الذي أنشأه الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي.