غزة / سما / أكد د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس هيئة العمل الوطني على أن إنهاء الصراع في المنطقة وإقامة السلام العادل والشامل يتحقق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس. وأضاف د. الأغا أن الممارسات الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلي المتواصل والاستمرار في مصادرة الأراضي والاستيطان تشكل عقبة حقيقية أمام الجهود الدولية المبذولة لإقامة السلام في المنطقة على أسس حل الدوتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قراري مجلس الأمن 242 و 338 وقرار الحمعية العام 194 . جاءت أقوال د. زكريا الأغا في المسيرة التي نظمتها صباح اليوم الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي في قطاع غزة على الحدود الشرقية لمدينة غزة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لحرب حزيران لعام 1967 بمشاركة القوى الوطنية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وحشد غفير من المواطنيين . وأوضح د. الأغا أن حرب حزيران الذي أقدم فيها الاحتلال الإسرائيلي على احتلال ما تبقى من أرض فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية وجنوب لبنان وضعت الشعب الفلسطيني أمام تحديدات تاريخية كبيرة فرضت عليه خيار المواجهة مع العدو . وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني استطاع بعقيدته الراسخة بحتمية النصر أن يلجم تمادي المشروع الاحتلالي الصهيوني للمنطقة وتمكن من إعادة كرامة هذه الأمة عبر نضاله المتواصل التي كانت فيها معركة الكرامة حداً فاصلاً ما بين الهزيمة واستعادة زمام المبادرة والنصر وكان لها الأثر الأكبر في صياغة معادلة الصراع في المنطقة من جديد ووقف المد الاحتلالي الإسرائيلي وأطماعه التوسعية. واستنكر د. الأغا في كلمته الجريمة البشعة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أسطول الحرية داخل المياه الدولية التي راح ضحيتها عدد من الشهداء وإصابة العشرات بجروح مختلفة في صفوف المتضامنين الذين قطعوا آلاف الأميال للتضامن مع أبناء شعبنا في قطاع غزة ورفع الحصار في تحدي إسرائيلي صارخ لكل القرارات الدولية والمواثيق والمعاهدات المنادية لحماية حقوق الإنسان . وأكد على أن هذه الجريمة كشفت الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وتعرية وجهها القبيح أمام المجتمع الدولي وكل أحرار العالم بانها حكومة قتل وإرهاب مشدداً على أن هذه الجريمة تؤكد على حقيقة واحدة أن الاحتلال الإسرائيلي بات خطراً على الإنسانية جمعاء. وحيا د. الأغا المتضامنين الأجانب من كافة دول العالم وخاصة الأتراك الذي قدموا نموذجاً رائعاً في الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة ، مقدماً تعازيه لأسر الشهداء الذي سقطوا في هذه الجريمة مؤكداً على ان الشعب الفلسطيني لن ينساهم وسيحتفظ لهم بالحضور الدائم باعتبارهم شهداء الحق والحرية والسلام . ودعا المجتمع الدولي ملاحقة مرتكبي جريمة أسطول الحرية وتقديمهم للعدالة الدولية وإلزام إسرائيل بعملية سلام حقيقية تؤدي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام التي تضع حدا للاحتلال الإسرائيلي وتمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في العودة والحرية والاستقلال . وأكد د. الأغا على إن الرد العملي للجريمة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية واستمراره بفرض الحصار والعدوان علي شعبنا هو تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وإنهاء الانقسام داعياً القوى الوطنية والإسلامية تحمل مسؤولياتها وبذل كل جهد لتحقيق المصالحة بعد ان اتخذت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية قراراً يقضي بإرسال وفد مشترك إلى غزة لتحقيق المصالحة . وأعرب عن امله أن ترد حركة حماس على هذه الخطوة بموقف إيجابي يرحب بقدوم هذا الوفد ، وان تبدأ على الفور لقاءات وحوارات متواصلة بين الجانبين لا تتوقف حتى تنتهي من بحث كل الأمور العالقة والتوافق على موقف موحد ليتم التحرك بعده للقاهرة لاستكمال توقيع الورقة المصرية والإعلان رسمياً انتهاء الانقسام والبدء على الفور في تنفيذ الورقة المصرية بإشراف جمهورية مصر العربية والجامعة العربية آخذين في الاعتبار ما تتوصل إليه من توافقات في حوارات غزة خلال عملية التنفيذ . وتابع د. الأغا ": في نفس الوقت الذي تجري فيه هذه اللقاءات في غزة وتهيئة الظروف والأجواء المناسبة لإنجاح هذه اللقاءات يتم اتخاذ قرار مشترك في غزة ورام الله بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين ووقف كل الممارسات التي تتناقض مع حقوق الإنسان والحريات العامة وذلك تحت إشراف لجنة وطنية يتم تشكيلها بالتوافق بين الأطراف المعنية ويجب ان يكون هناك سقف زمني للانتهاء من عملية الإفراج عن المعتقلين السياسيين" . واوضح أن استمرار الاعتقال السياسي وصمة عار في جبيننا كفلسطينيين وإهانة لكل مبادئنا وقيمنا ولتضحيات شهدائنا وعذابات أسرانا ، مشدداً على أن الاعتقال السياسي يجب أن يتوقف على الفور وإلى الأبد ، والعمل على صياغة ميثاق شرف يلتزم به الجميع يحرم ويجرم هذه الممارسات التي لا يقبل بها عقل ولا يقرها منطق . واكد د. الأغا على ضرورة تأسيس لمرحلة جديدة تسودها التآخي والمحبة ، والتوافق على برنامج موحد يلبي حقوق شعبنا في العودة والحرية والاستقلال ، ويكون قادراً على مواجهة التحديات والحصار وسياسة الصلف والعدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا . من جهته أكد أبو الوليد الزق المنسق العام للحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني أن المسيرات المناهضة للحزام ستتواصل في كل محافظات قطاع غزة لتأكيد رفض شعبنا للاحتلال الإسرائيلي ، مشيراً إلى أن هذه المسيرة تنظم اليوم في ذكرى حرب حزيران 5 يونيو لعام 1967 .