خبر : حمّاد: القيادة الفلسطينية جادة بتحقيق المصالحة وعلينا اغتنام تحولات مهمة تجري

السبت 05 يونيو 2010 12:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
 حمّاد: القيادة الفلسطينية جادة بتحقيق المصالحة وعلينا اغتنام تحولات مهمة تجري



القاهرة / جدد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، اليوم، التأكيد على أن القيادة الفلسطينية جادة في إنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني، لإيمانها التام بأن في ذلك مصلحة وطنية عليا. وقال في تصريحات له في القاهرة، القيادة الفلسطينية تواصل بذل جهود صادقة لتحقيق المصالحة بتزامن مع قيامها بدور رائد لإقناع الجانب الإسرائيلي والولايات المتحدة، أنه دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، فأن المنطقة ستتجه نحو عنف لا يحمد عقباه. وشدد المستشار حمّاد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف الأعمال العنصرية والاستفزازية التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، والمتضامنين معه. وقال: ’مصر تؤكد للإسرائيليين أنهم يتوهمون إن اعتقدوا أنهم بواسطة القوة يمكن أن يحققوا أهدافهم التوسعية، كما أنها تقول للولايات المتحدة إن ’دعمكم لإسرائيل لم يعد دعما لوجودها، بل أصبح دعما للتوسع والاستعمار، وهذا لا يمكن قبوله لا عربيا ولا إسلاميا ولا دوليا’. وأوضح أن الشقيقة الكبرى مصر، بدعمها للقضية الفلسطينية، تتعاطى بمسؤولية وبعقل وبفهم حقيقي لموزارين القوى لما هو ممكن، وأضاف: هذا ما نحتاجه الآن، تماشيا مع بيت الشعر العربي الشهير ’العقل قبل شجاعة الشجعان’، لأن في ذلك تكمن السياسة الصحيحة. ونفى بأن يكون قد حدث تراجع في ملف المصالحة الفلسطينية، وقال: بقينا بنفس المكان، ولم يحصل تراجع، والمصالحة طريقها واضح، ولا يكتنفها الغموض، فالخطوة الأولى المطلوبة لإنهاء الانقسام يكمن بتوقيع حركة حماس على الورقة المصرية كما هي. وشدد على ان القيادة الفلسطينية تدعم كل جهد عربي، أو من أي دولة صديقة يصب في إقناع حماس بالتوقيع على الورقة المصرية، ويصب في إنهاء حالة التشرذم. وتابع حماد: عندما نشر خبر حول لقاء الرئيس الروسي مديفيدف، خالد مشعل، سُئلنا ما هو رأيكم؟ وجوابنا كان ’نرحب بأي لقاء يتم، خاصة من قبل أصدقاء نحن متأكدون ماذا يقولون’، ولا يتخيل أحد أن روسيا العضو في اللجنة الرباعية الدولية سيقول لخالد مشعل مثلا ’أرفض الموافقة على خطة خارطة الطريق’، لأن هذه الخطة من صياغة اللجنة الرباعية. وقال: إذا كانت حركة حماس تريد أن تصغي إلى الأصوات الصديقة، والعاقلة، وليس المزاودة، فهذا أمر ندعمه، فالاستماع لصوت تركيا مثلا، أو روسيا أمر جيد لأن مثل هذه الدول تحث حماس على القبول بالورقة المصرية، وبإلاعلان عن موافقتهم على خطة خارطة الطريق، وتطالب بالعودة للوحدة الفلسطينية. وأعاد حماد التأكيد على أن الملاحظات التي تتحدث عنها حماس بين الحين والآخر على الورقة المصرية، تبقى أصغر بكثير من القضية الفلسطينية، ومن وجود آلاف العائلات في العراء التي تنتظر إتمام المصالحة للبدء فعلا بإعمار ما خلفه الاحتلال. وتساءل: هل بعض الملاحظات تبرر عدم الموافقة على الورق؟!، مضيفا: حركة فتح كان لديها ملاحظات ووقعت على الورقة آخذة بنصائح الأشقاء، ورغبة منها بإنهاء الإنقسام. وأكد أن إسرائيل تستفيد كثيرا من الانقسام، وتستغل ذلك للحديث عن عدم وجود شريك، وقال: في ظل ما نشهده في تحول بالمواقف في أوروبا لصالح قضيتنا، وبداية تحول في الولايات المتحدة، علينا ألا نترك موضوع الانقسام وكأنه عبارة عن ’خشبة في الحلق’، ومن هنا يجب أن ينتهي بأسرع وقت ممكن، وهذا ما تسعى إليه القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، ومصر الراعية للحوار. وأضاف: ما نأمله هو الاحتكام لصوت العقل من قبل حركة حماس بأسرع ما يمكن، ونحن سنبقى متفائلون بأن تحقيق الوحدة سيحصل بأسرع وقت ممكن. وأشار المستشار حماد إلى أن الدخول بمحادثات التقريب كان بقرار لجنة المتابعة العربية، وبموافقة اللجنة المركزية لحركة فتح، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية باستثناء الجبهة الشعبية التي تحفظت على ذلك، وأن القيادة دخلت بهذه المحادثات بناء على الثوابت الوطنية ودون التفريط بأي حق. ولم ينف وجود حالة تشاؤوم بشأن إمكانية إحداث اختراق كبير في عملية السلام؛ لأنه ما ساد في الماضي أنه عندما تقول إسرائيل لا تتراجع الولايات المتحدة، وقال: لكن هذا الموضوع لا يمكن أن يكون أبديا فالسيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأميريكي لعملية السلام، قال جملة من المفيد التفكير بها ’أنا قضيت سبع سنوات بالوساطة بالنسبة لموضوع إيرلندا، لم أنجح، وفي آخر 24 ساعة نجحت’. وتابع المستشار حماد: إذن الجهود التي تبذل الآن حقيقية، وصحيح أنه لا يوجد تقدم الآن؛ بسبب التعنت الإسرائيلي، لكن هذا التعنت يزداد عزلة حاليا وبشكل مضطرد في العالم وبما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية. وأوضح أن القيادات العسكرية الأميركية تدلي بتصريحات مهمة بهذا الشأن، مشيرا إلى أن رئيس هيئة الأركان، وقائد القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط قالا ’إن حياة الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان تعتمد على مدى جهود واشنطن في حل القضية الفلسطينية، وعدم الإستمرار بالظهور وكأننا نقف إلى جانب إسرائيل ومنحازين لها’. وقال: (25%) من أعضاء الكونغرس الأميركي يهود، ولأول مرة يحصل أن عدد من اليهود الأميركان، ومن ضمنهم مجموعة ’جي ستريت’ الممثلة بـ34 عضو كونغرس يهودي أميركي يتخذون موقفا مضادا لمضاد لموقف ’الإيباك’(المجموعة المناصرة لإسرائيل والتي ظهرت في أوروبا). وقال: ’هناك تطورات حقيقة علينا معرفة كيف نتعامل معها؟، وكيف نعمق ما يحدث وبشكل يخدم قضيتنا؟، ونعرف كيف نبقى يقظين؟، وألا نتعجل الأمور، وأن نبقى متمسكين بثوابتنا ونطور التحولات القائمة الآن، مع جهد عربي فعل’. وأكد المستشار حماد أهمية عودة المجموعة التي تشكلت في الجامعة العربية عقب حرب أكتوبر عام 1973م، تحت اسم ’الدعوة العربية’، حيث رصدت إمكانات مالية كبيرة للعمل الإعلامي تحت اسم صندوق ’الدعوة العربية في الخارج’، وقال: الآن وقت عمل مثل هذا الصندوق، فهناك تحولات علينا أن نستغلها ونطورها بما يخدم قضية فلسطين والقضايا العربية.