أمام السفارة التركية في تل أبيب كان يمكن امس لقاء شعب اسرائيل. شباب وشيوخ، علمانيون ومتدينون، اطفال، سياح – كلهم كانوا هناك، في المظاهرة التي نظمتها النواة الصلبة لمؤيدي حركة "بيتار". في ملابس سهرة وفي ملابس البحر، سيرا على الاقدام وعلى الدراجات. اولئك الذين جاءوا من بعيد وممن نظروا الى الشارع من الشرفة او اطلقوا زمامير السيارات. جاءوا ازواجا او في عصب، ولكن ايضا افراد. صديق يأتي بصديق. ما لم يفعله لنا جلعاد شليت، فعله الاتراك، شعب اسرائيل اخيرا خرج من البيت "بسبب الكرامة"، قال احد المتظاهرين. "مللنا". كانت هذه مظاهرة صاخبة. انفعال نوازع وغضب، ولكن ليس كراهية. جاءوا للاحتجاج على الاتراك، وتأييد اسرائيل والوحدة البحرية. بلا تهكم. بانفعال. "مقاتلونا ببساطة أبطال"، كتب على احدى اليافطات. انشدوا "الوحدة البحرية 13"، ولكن ايضا "لا نشرب القهوة التركية"، هتفوا بالعبرية وبالتركية. وبعد ذلك قالوا ان مبنى السفارة التركية كان على ما يبدو فارغا كل ذاك الوقت. هذا لم يغير شيئا لاحد. أمس في شارع هيركون شعب اسرائيل هتف لنفسه. ذكرنا بما كنا عليه ذات مرة. قبل "كله مشمول". قبل التملص من الخدمة وقبل الفساد. وليس أحدا آخر. كل واحد في شارع هيركون شعر امس بانه يقاتل على مرمرة، قاتل على مرمرة وانتصر. انتصر على اللا مبالاة، على انغلاق الحس، على الجلوس على الكرسي، على الرطوبة والطقس الخماسيني. "موحدون" ، طبع احدهم على قميصه. "معا". "أ" كان ذات مرة رجل الكوماندو البحرية. وقد تسرح من الجيش الاسرائيلي وهو الان يعمل في وحدة احتياط. عندما رأى صور ما كان على السفينة، قال لي غاضبا: "من بعثهم؟". المشكلة هي كيف وصلوا الى هذا الوضع. أنا اسأل القادة الكبار وليس المقاتلين أنفسهم الذين اجتازوا ساعات تدريب ويعرفون كيف يخرجون من مثل هذه المعركة دون أي خدش. وعن المظاهرة قال "أ": "لا نحتاج الى عناق الناس. الوحدة لا تحتاج الى عناق. فهي منذ الان توجد في المعركة التالية". "أ" على ما يبدو كان محقا. فمقاتلو البحرية لا يحتاجون الى مظاهرات بل نحن نحتاجها. هم لديهم رفاق السلاح. لديهم التمسك بالمهمة اما نحن ولزمن طويل فليس لدينا شيء. لعل الاسطول لم يدخل الى غزة ولكن مقاتلي الوحدة البحرية دخلوا الى شعب اسرائيل مباشرة الى قلبه. هذا الاغلاق، أمس، فتح.