خبر : العيون متجهة نحو البحر../ يديعوت

السبت 29 مايو 2010 01:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العيون متجهة نحو البحر../ يديعوت



              هذا اللقاء يبدو في هذه اللحظة محتما: مقاتلو الكوماندو البحرية ووحدة "متسادا" في مصلحة السجون، ملثمون منعا لتشخيصهم، وامامهم مئات النشطاء المؤيدين للفلسطينيين، الكثيرين منهم مجهزون بالكاميرات.             في اسرائيل استكملت أمس الاستعدادات لحملة "رياح سماوية" التي ترمي الى منع اسطول الاحتجاج من تحطيم الحصار على غزة. تعليمات لقوات سلاح البحرية لوقف السفن ولكن عمل ذلك بشكل يلحق اقل قدر من الضرر الاعلامي لاسرائيل.             ويضم الاسطول ثماني سفن، تقل نحو 800 شخص. وآخرها ستغادر أمس تركيا في طريقها الى الجنوب. وفي اسرائيل يستعدون لوصول السفن ابتداء من هذا الليل، ولكن التقدير هو أنها ستحاول الوصول معا الى المياه الاقليمية لاسرائيل في النهار وليس في الليل، أغلب الظن صباح الغد، وذلك كي يكون ممكنا التقاط الصور وبثها لكل العالم في حالة السيطرة على السفن. ولهذا الغرض يوجد في كل سفينة طاقم تصوير والنشطاء أنفسهم مزودون بكاميرات وهواتف خلوية.             في اللحظة التي يقترب منها الاسطول من شواطىء اسرائيل ترتبط به سفن سلاح البحرية وتدعوه الى العودة على أعقابه. اذا ما رفض منظمي الاسطول التوقف كما هو متوقع ان يحصل، فستسيطر القوات على السفن، بما فيها الكوماندو ووحدة متسادا في مصلحة السجون ووحدة "عوكتس" المزودة بأجهزة اكتشاف المواد المتفجرة. وستمشط السفن بحثا عن مواد متفجرة، وسائل قتالية او نشطاء ارهاب وبعد ذلك سيقتادوهم الى ميناء اسدود. في اطار التدريبات تدربت القوات على الهبوط من مروحيات الى السفن.             قبيل الحملة أعلن عن "وقف الاجازات" في سلاح البحرية. وقائد السلاح، اللواء اليعيزر مروم (تشيني)، أرشد المقاتلين ووجههم الى عدم الانجرار وراء الاستفزازات والعمل بحساسية – طالما الامر لم يمس المهمة. ولهذا الغرض تم تجنيد رجال احتياط من الكوماندو البحرية افتراضا بأن يكون المقاتلون الكبار اكثر خبرة في التصدر لشكل أكثر اتزانا للنشطاء. في اطار المحاولات لتقليص الضرر الاعلامي يعتزمون في الجيش الاسرائيلي ايضا تشويش البث الاعلامي من السفن.             في ميناء اسدود اقيمت في الاونة الاخيرة خيمة ضخمة بهدف استيعاب مئات النشطاء. مع وصول السفن الى الميناء سينتقل المسافرون ليجتازوا فحصا أمنيا بجهاز الكتروني وبعد ذلك سيرافقهم الجنود الى المنصات المحوسبة لوزارة الداخلية. موظفو الوزارة سيبلغون النشطاء بأنهم مبعدون من البلاد. اولئك الذين يوافقون منهم على المغادرة سيقلون بالباصات وسيسافرون الى مطار بن غوريون، ومن هناك سيعودون الى بلدانهم على حساب دولة اسرائيل. من لا يوافق على التوقيع على امر الابعاد سيعتقل وينقل الى سجن بئر السبع ليبعد في وقت لاحق من اسرائيل. المنطقة النقية التي اقيمت حول منشأة الاعتقال سيحرسها ضمن آخرين رجال وحدة "يسم" الخاصة في الشرطة.             شحنة المساعدة الى سكان غزة، التي توجد على متن السفن، ستنقل الى القطاع من خلال مديرية التنسيق والارتباط بعد أن تجتاز فحصا أمنيا.             وزير الدفاع ايهود باراك تحدث أمس مع بعض وزراء الخارجية الاوروبيين، بمن فيهم وزير الخارجية اليوناني، الايرلندي والقبرصي، وقال لهم ان الاسطول هو استفزاز سياسي واعلامي – وليس حملة انسانية. في بيان رسمي نشرته اسرائيل أمس أوضحت بانه منذ كانون الثاني 2009 سمح بالدخول الى غزة لاكثر من مليون طن من المؤن الانسانية، التي تتضمن الغذاء، مواد البناء، الملابس والادوية وغيرها.             وأعلنت السلطات القبرصة امس على نحو مفاجىء بأنها لن تسمح لاسطول الاحتجاج بالعبور في مياهها الاقليمية او الرسو في موانئها. وجاء البيان في اعقاب مكالمة هاتفية اجراها باراك مع وزير الخارجية القبرصي ورسائل نقلها مدير عام وزارة الخارجية يوسي غال الى سفير قبرص في اسرائيل. من المعقول الافتراض مع ذلك بأن خلفية القرار القبرصي هو حقيقة ان خصمها التركي يقف خلف الاسطول.             في اسرائيل اعربوا عن الرضى من القرار وقالوا ان "هذا صوت عملي، اخلاقي، منطقي وواقعي، وخسارة ان تركيا واليونان لم تتصرفا مثل قبرص". وأضافت المصادر السياسية في القدس تقول "هذا انجاز صغير لاسرائيل لا يمكنه ان يوقف الاسطول ولكن ربما سيتمكن من تأخيره لعدة ساعات".