الضغوط استبدلت بالمداعبات، وشبكة العلاقات الباردة بين اسرائيل والولايات المتحدة آخذة في السخونة: بعد التصريحات الايجابية الاخيرة للرئيس اوباما ومبعوثه ميتشل تجاه اسرائيل وبعد لقاء الرئيس بالوزير ايهود باراك والقرار بتحويل ملايين الدولارات لمشروع "قبة حديدية" – وصلت أمس الدعوة الرسمية للقاء قمة في البيت الابيض. والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس برئيس طاقم البيت الابيض رام عمانويل، الذي يعتبر في محيط نتنياهو كمن يؤثر على اوباما لتبني سياسة انتقادية تجاه اسرائيل. غير أن اللقاء دار بالذات في اجواء حارة ومليئة بالابتسامات. عمانويل، الذي يستجم هذا الاسبوع في اسرائيل بمناسبة احتفال سن البلوغ لابنه زاك، سلم نتنياهو في اثناء لقائهما دعوة شخصية للقاء مع اوباما يوم الثلاثاء من الاسبوع القادم في واشنطن. تسليم الدعوة الى نتنياهو تمثل ذروة التغيير في موقف ادارة اوباما من نتنياهو: في الاسابيع الاخيرة غير البيت الابيض استراتيجيته تجاه اسرائيل بعد أن فشلت هجمة الضغوط في احراز اهداف الرئيس. وشرح أمس مصدر كبير في البيت الابيض بانه "بدلا من الضغط على نتنياهو النهج الان هو معانقته. ولكن الميل هو ذات الميل: تحقيق نتائج. هذا لم ينجح بالقوة، فلعله ينجح اكثر بوسائل ناعمة وبعناقات". ولكن من المهم أن نتذكر بان التغيير في النهج الامريكي ينبع ايضا من اعتبارات السياسة الداخلية. فقد بردت أمس محافل سياسية رفيعة المستوى الحماسة وقالت ان التغيير في المعاملة لاسرائيل هو في الغلاف وليس في الجوهر. سبب آخر للدعوة المفاجئة الى واشنطن هو الدعوة التي تلقاها رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن: فقد أعلن البيت الابيض أمس بان الرئيس اوباما يتوقع زيارة ابو مازن الذي سيصل الى واشنطن في الاسبوع الثاني من شهر حزيران. اللقاء السابق بين اوباما ونتنياهو انتهى بنتائج مريرة، وفي اسرائيل رأوا ذلك اهانة. التقدير هو أن من المهم للبيت الابيض الان اصلاح الانطباع السابق، والا فان الاستقبال الحار الذي سيحصل عليه ابو مازن سيقارن باللقاء البارد السابق مع نتنياهو. بعد أن دعا عمانويل نتنياهو الى البيت الابيض انتقل الحديث بينهما الى مستويات اقل رسمية واكثر فكاهة: "بنبرة شخصية، باسم عائلة عمانويل بودي أن أقول بان هذه كانت رحلة رائعة لكل العائلة"، قال رئيس طاقم البيت الابيض. "في ضوء حقيقة اني قضيت زمنا طويلا في بلاد ميلادي، كان مهما لي أن أُري ابنائي البلاد وان اعرضهم لتاريخها عن كثب، وقبل كل شيء للامر الاهم في البلاد – للناس الذين كانوا دافئين على نحو غير عادي وصادقين جدا في محبتهم لعائلتي بشكل عام ولزاك، عريس سن البلوغ على نحو خاص. هذا جاء من القلب، ولا يمكن لاي أب ان يأمل لابنه باحتفال سن بلوغ اكثر من الاستقبال الحار الذي تلقاه من الشعب في اسرائيل. الان، اذا كان بوسعنا أن نقنعه بان يعد فروضه المنزلية، فسنسر كثيرا". "هذه تبدو مهمة مستحيلة"، اجاب نتنياهو، "ولكن رأينا باننا قادرين على أن نفعل المستحيل". فاجابه عمانويل: "صحيح جدا. أنا جاهز لان اتلقى كل نوع من المساعدة. ومع ذلك، فقد كانت هذه رحلة رائعة، وكل اعضاء الادارة والرئيس بشكل خاص ينتظرون زيارتك في الاول من حزيران. شكرا