"الانتفاضة الثانية كانت احدى اخطاء حياتنا"، هكذا اعترف أمس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في مقابلة مع التلفزيون المصري. وقال: "ياسر عرفات لم يرغب في أن تندلع انتفاضة ولكنه ما كان بوسعه أن يوقفها". وقال رئيس السلطة في المقابلة ان لديه الشجاعة للتوقيع على اتفاق دائم للسلام مع اسرائيل يضع حدا للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين مرة واحدة والى الابد. ومع ذلك فقد اشار بانه سيكون ملزما بان يقر مثل هذا الاتفاق في استفتاء شعبي. وحسب اقواله، اذا اقتنعت حكومة نتنياهو بان السلام يخدم مصالح اسرائيل، فستكون حاجة الى اسبوع واحد بالاكثر لحل كل المسائل. وروى ابو مازن بانه في لقائه الاخير مع المبعوث الامريكي جورج ميتشل تلقى منه 16 سؤالا بالنسبة لمسألتي الحدود والترتيبات الامنية وان في نيته أن يرد عليها في غضون نحو اسبوع. واوضح بانه سيوقف المفاوضات اذا ما استؤنف البناء في المستوطنات. وروى رئيس السلطة ايضا بان مصر والاردن يوافقان على مرابطة قوة دولية في اراضي الدولة الفلسطينية، ولكنهما يرفضان مرابطة قوات منهما في الاراضي الفلسطينية أو مرابطة قوات دولية في اراضيهما لحماية الحدود. وقال ابو مازن: اذا ما فشلت محادثات التقارب، فسنتوجه الى مجلس الامن وسنقول "فشلنا، جدوا لنا حلا". اما بالنسبة للمقاطعة الفلسطينية للمنتجات من المستوطنات انه منذ الان يقاطع الاوروبيون منتجات المستوطنات، وسيكون "عارا فلسطينيا" اذا لم يفعل الفلسطينيون ذلك بأنفسهم. وقال انه يعارض استخدام القوة ضد حماس مثلما يعارض استخدام القوة ضد اسرائيل. بالنسبة للتحقيق في موت عرفات، قال ابو مازن ان "الفرنسيين اطلعوا السلطة الفلسطينية بانهم لم يجدوا مؤشرات في دم عرفات على أي سم يعرفونه. ومع ذلك فقال، كانت هناك تهديدات كثيرة على حياة عرفات "وانا ايضا لست محميا تماما". وعاد ابو مازن ليوضح مجددا بانه ليس في نيته التنافس في الانتخابات القادمة في السلطة الفلسطينية، وانه معني بقضاء وقته مع العائلة والاحفاد. وقال انه لن يعتزل منصبه قبل الانتخابات القادمة واضاف بانه لا يخاف مكافحة الفساد حتى بثمن المس بحياته.
