القدس المحتلة / سما / وصلت المناورة الشاملة التي تقوم بها إسرائيل (نقطة تحول 4) في هذه الأيام إلى ذروتها بعد أن دخل كل مواطني إسرائيل ضمن نطاق المناورة, حيث سمعت صفارات الإنذار في مناطق مختلفة من إسرائيل ليدخل بعدها الجمهور الإسرائيلي إلى الملاجئ الخاصة والعامة. كما دخلت الجهات الحكومية المختلفة من وزارت ومجالس محلية حيث بلغ عدد الجهات الحكومية التي دخلت في المناورة 400 جهة، بالإضافة إلى رجال الأعمال وأصحاب الشركات التي تلعب دورا مؤثرا في الاقتصاد الإسرائيلي. وشاركت المجالس المحلية العربية في تمرين الجبهة الداخلية من إنقاذ وإسعاف والأعمال الإرشادية. وتريد إسرائيل من هذه المناورة فحص جهوزية الجبهة الداخلية في حال تعرضت لهجمات صاروخية من جهات مختلفة (إيران, سوريا, حزب الله, حماس) ، كما أرادت إسرائيل إرسال رسالة إلى كل الجهات المعنية في المنطقة وخاصة منظمة حزب الله بان إسرائيل جادة في استخدام خيار القوة في مواجهة الحزب، وان هذا الملف يمثل أولوية للحكومة الإسرائيلية. إلا أن مناورة (نقطة تحول 4) لم تخلو من ثغرات كبيرة في أدائها، حيث صرح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي (متان فلنائي) المسئول الأول عن المناورة أن إسرائيل غير جاهزة بشكل تام لسقوط صواريخ غير تقليدية بسبب قلة وعدم كفاية الأدوات اللازمة للوقاية والحماية. كما تحدث المصادر الإسرائيلية عن أن هناك نسبة عالية من اللامبالاة في التعامل مع المناورة، حيث لم يستجب للمناورة حوالي 50% من السكان، وخاصة في الأحياء التي يسكنها اليهود المتدينون. وتبين من نتائج المناورة عدم جاهزية معظم الملاجئ في إسرائيل سواء الملاجئ الخاصة أو العامة، كما اشتكت مناطق واسعة من إسرائيل بعدم سماعهم لصفارات الإنذار التي انطلقت كجزء من المناورة، مثل مدينة القدس. واحد الإخفاقات المهمة للمناورة هو عدم اشتراك المجلس الوزاري المصغر في فعاليات المناورة بحجة مناقشة مواضيع في الائتلاف الحكومي. ويبدو من كل ما سبق أن إسرائيل ستبقى تعيش حالة حرب واستنفار مع الرفض المستمر لإعادة الحقوق العربية لأصحابها، وان التهديدات التي تواجهها إسرائيل هذه المرة تبدو الأكثر خطورة وجدية منذ قيامها.