رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يصل الاسبوع القريب القادم على نحو مفاجىء في زيارة الى واشنطن وسيلتقي الرئيس الامريكي باراك اوباما – هذا ما قالته أمس مصادر اسرائيلية اطلعت على التفاصيل. وسيعقد اللقاء يوم الثلاثاء، بعد زيارة نتنياهو الى كندا. واليوم يلتقي نتنياهو في مكتبه رئيس طاقم البيت الابيض رام عمانويل، الذي يتواجد في اسرائيل في اجازة عائلية. التقدير في القدس هو أن عمانويل سيقدم لنتنياهو الدعوة للقاء مع الرئيس اوباما في البيت الابيض. عمانويل وعائلته تجولوا أمس في قواعد الجيش الاسرائيلي في شمالي البلاد. وصباح أمس وصل رئيس طاقم البيت الابيض الى قاعدة قيادة المنطقة الشمالية في صفد ومن هناك واصل بالمروحية الى قاعدة سلاح الجو في حتساريم. وبعد ذلك عاد في المروحية الى مهبط غيبور قرب كريات شمونا، وتنزه مع عائلته في جبل بنطال شمالي الجولان، حيث أجرى استطلاعا بالناظور نحو القنيطرة، جبل الشيخ والجليل. ويقلع نتنياهو يوم الخميس الى باريس، حيث يشارك في مؤتمر منظمة التعاون الاقتصادية (OECD) التي تنضم اليها اسرائيل. ويوم الجمعة سيصل نتنياهو الى تورينتو للقاء الطائفة اليهودية وللمشاركة في مسيرة التأييد لاسرائيل. ويوم الاحد سيصل نتنياهو الى كندا ويلتقي او اوتوا رئيس الوزراء. وحسب مصادر اسرائيلية، فان الادارة معنية بعقد لقاء بين نتنياهو واوباما قبل وصول رئيس السلطة ابو مازن الى الولايات المتحدة بعد بضعة اسابيع، على خلفية العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. في الاسابيع الاخيرة بذل البيت الابيض جهودا كبيرة للتصدي لهذا الانتقاد. فقد التقى الرئيس اوباما الاسبوع الماضي اعضاء كونغرس وسناتورات يهود، وشدد على التزامه بالعلاقات مع اسرائيل وبأمنها. مستشارا الرئيس، دنيس روس ودان شبيرو أجريا محادثات مشابهة مع زعماء يهود. اضافة الى ذلك قررت الادارة تحويل ميزانية اضافية لتطوير منظومة الدفاع ضد الصواريخ "قبة حديدية" لتجسيد التزام الرئيس بأمن اسرائيل. واشارت المصادر الى أن واشنطن معنية ببذل كل جهد مستطاع للطي في النسيان فشل اللقاء الاخير بين الرئيس اوباما وبين نتنياهو في البيت الابيض في شهر اذار. وقد عقد اللقاء في حينه دون حضور وسائل الاعلام بل ولم تنشر صورة مشتركة للرجلين. وقد فسر الامر في حينه كمحاولة من اوباما لاهانة نتنياهو وذلك خلافا لزعماء عرب مختلفين وصلوا الى البيت الابيض وحظوا باستقبال حار ومغطى اعلاميا. ذاك اللقاء كشف عن خلافات حادة في الموضوع الفلسطيني ولا سيما حول البناء في شرقي القدس. فنتنياهو لم يصل مستعدا للقاء ولم يعطِ الرئيس اوباما أجوبة للايضاحات التي طلبها بشأن مواقفه من المسيرة السلمية. في البيت الابيض تخوفوا من وضع يعقد فيه لقاء مع عباس، والذي يرمي الى اظهار تأييد اوباما له، فتجرى مقارنات مع اللقاء الفاشل الاخير مع نتنياهو. في مثل هذه الحالة فان الازمة بين اسرائيل والولايات المتحدة قد تحتدم أكثر فأكثر وهكذا ايضا الانتقاد على الادارة. يوم الاثنين تحدث المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل بشكل ايجابي للغاية عن نتنياهو في خطابين القاهما في واشنطن. فقد أثنى ميتشل على الخطوات التي اتخذتها حكومة نتنياهو، كتجميد للبناء في المستوطنات وازالة العديد من الحواجز في الضفة الغربية. وكان ميتشل تحدث في مناسبتين مختلفتين عن خططه بالنسبة للنزاع. في المناسبة للاحتفال بمرور 25 سنة على معهد الولايات المتحدة للسلام قال انه "مع أنه لا يوجد نزاعان متشابهان" الا انه اشار بانه في ايرلندا الشمالية ساعده جدا تحديد موعد لاتفاق السلام بين الكاثوليك والبروتستانت. وقال ميتشل ان تاريخ هدف من هذا النوع يمكن أن يساعد في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وقال: "سيكون لنا موعد نهائي في اللحظة التي نقوم بها في هذه الانتقالة". متطرقا الى الانتقالة من محادثات التقارب الى المفاوضات المباشرة. في ذات المساء حضر ميتشل ايضا مناسبة في المدرسة اليهودية الوحيدة في واشنطن لعقد حديث قصير مريح عن المسيرة. وألمح ميتشل بانه لا يستبعد امكانية مشاركة حماس في المحادثات. وقال ان "التاريخ هو مرشد غير كامل. يوجد الكثير من النماذج التي شاركت فيها ثورات عنيفة اعتدلت حدتها في السياق وكذا تلك التي انتخبت في انتخابات ديمقراطية وكان اول شيء فعلته هو التأكد الا يكون انتخابات اخرى كهذه بعد ذلك. لا يمكن قول اذا كان هذا سيحصل أم لا ولكن يجب أن نجرب. ولا نقصد ولا ننوي التنازل عن مبدأ الديمقراطية". وعن زيارة السناتور جون كيري الى دمشق قال: "حاول التشجيع، مثلي، على محادثات مباشرة بين سوريا واسرائيل. نحن نعمل بكد في محاولة لتحريك المسيرة الى الامام". وأمس في خطاب في الكنيست تطرق نتنياهو لاول مرة الى الاتفاق النووي بين تركيا، البرازيل وايران فقال: "هذه مناورة خداع ايرانية مكشوفة هدفها صرف الانتباه الدولي عن العقوبات في مجلس الامن ضد ايران. هذا اقتراح عابث، لان ايران تبقي في يدها ما يكفي من اليورانيوم لانتاج سلاح نووي".