خبر : السلطة تضغط على الولايات المتحدة: لن نكتفي ببادرات طيبة اسرائيلية../هآرتس

الأربعاء 26 مايو 2010 11:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السلطة تضغط على الولايات المتحدة: لن نكتفي ببادرات طيبة اسرائيلية../هآرتس



 ترفض السلطة الفلسطينية البحث مع اسرائيل ومع الادارة الامريكية في الافكار لخطوات بناء ثقة من جانب اسرائيل. ويطالب الفلسطينيون الادارة الامريكية بالضغط على اسرائيل للانسحاب من مناطق واسعة في الضفة ونقل المسؤولية الامنية عن كل المدن الفلسطينية اليها دون مفاوضات. هذا ما أفادت به مصادر فلسطينية لصحيفة "هآرتس".  وشدد مسؤولو السلطة في المحادثات مع المبعوث الامريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل على أن السلطة غير معنية بعد اليوم ببادرات طيبة تدار حولها مفاوضات امنية طويلة، مثل نقل نابلس بل وحتى نقل مدن نابلس، طولكرم وقلقيليا معا الى السلطة، حسب الصيغة القائمة اليوم في جنين. السلطة تصر الان على ان تعود السيطرة في هذه المناطق لتكون مطلقة في يدها وتتقلص الى الحد الادنى الصلاحية الاسرائيلية للعمل فيها. أما اسرائيل فتعارض الامر وموقف الولايات المتحدة في هذه المسألة لم يتضح نهائيا.  قبل نحو سنتين ونصف السنة تم في منطقة جنين انتهاج مشروع خاص في اطاره قلصت اسرائيل نشاطها في المنطقة واعطت السلطة الفلسطينية حرب عمل واسعة فيها. وقد جاء الامر برعاية ومساعدة الادارة الامريكية وباشراف المنسق الامني الامريكي، الجنرال كيت دايتون. في المدينة وفي الرحاب القروي فيها حشدت قوات تدربت في الاردن تحت اشراف رجال دايتون وبعد مخاضات عسيرة، يعتبر الان المشروع من كل الاطراف نجاحا واضحا. ولكن، حتى الان لم ينجح الفلسطينيون، الاسرائيليون والامريكيون في التوصل الى اتفاقات بشأن نقل مزيد من المناطق الى المسؤولية الامنية للسلطة او أي بادرات طيبة اخرى. وقال مسؤول فلسطيني لـ "هآرتس" اننا "لم نبحث على الاطلاق في خطوات بناء ثقة وليست لدينا نية لعمل ذلك. الامر لن يصبح بديلا عن المفاوضات على التسوية الدائمة". في السلطة يخشون من أن يفسر نقل المسؤولية الامنية جزئيا عن مدينة مثل نابلس كبادرة طيبة استثنائية من جانب اسرائيل، بينما يواصل الجيش الاسرائيلي العمل في نطاق المدينة. واشتكى المسؤولون الفلسطينيون من أن الجيش الاسرائيلي يواصل تنفيذ الاعتقالات في نطاق المدن الفلسطينية، وحتى في جنين مما يعرض السلطة بشكل ساخر في نظر السكان. بل انهم يسمون اقتحامات الجيش الى المدن "بالزيارات". وعليه، فانهم يطلبون اعادة الوضع الامني في الضفة الى سابق عهده، مثلما في فترة ما قبل الانتفاضة الثانية.  حسب اتفاق اوسلو ب، يسمح لقوات الامن الاسرائيلية بدخول المناطق أ التي تحت سيطرة السلطة فقط في نطاق "المطاردة الساخنة" إثر الارهابيين. ويوجد في جهاز الامن خلاف في مسألة حجم الصلاحيات التي ينبغي نقلها الى السلطة. بعض من كبار رجالات الجيش والمخابرات الاسرائيلية يخشون من أن تكون الخطوة مبكرة اكثر مما ينبغي، رغم التحسن الكبير في التنسيق الامني والانخفاض المتواصل في حجم الارهاب في الضفة. ولكن في ضوء التحسن الواضح في اداء قوات امن السلطة، يمكن التقدير بان الادارة الامريكية ستضغط على اسرائيل للعودة الى خطوط ايلول 2000 مثلما تفترض خريطة الطريق. والى ذلك، علمت "هآرتس" بان المنسق الامني الامريكي الجنرال كيت دايتون يوشك على انهاء مهامه في المنطقة في الخريف القادم بعد خمس سنوات. وكان يفترض بدايتون أن ينهي مهام منصبه بعد نحو سنة ولكنه بقي في وظيفته في اعقاب طلبات متكررة من جانب الادارة الامريكية. كما علم ايضا ان في نية الادارة الامريكية استبداله بجنرال آخر برتبة مشابهة لدايتون لم ينشر اسمه بعد.  اعتزال دايتون في هذا التوقيت أثار مخاوف عديدة في الجانب الفلسطيني من أن تكون في نية الادارة الامريكية تقليص تدخلها في ما يجري في المنطقة. في الجانب الفلسطيني لا يزالون لا يعرفون من سيحل محل دايتون.  ويحظى المنسق الامريكي بتقدير شديد في السلطة وفي اسرائيل، رغم محاولات بعض كبار الفلسطينيين تخفيض مستوى الاهتمام من حيث العلاقة معه. قوات امن السلطة تسميها منذ الان محافل اسلامية بانها "جيش دايتون" في ظل التلميح بشبكة العلاقات بين الادارة الامريكية والسلطة الفلسطينية. في الادارة الامريكية وفي الاسرة الدولية يولون للجنرال القديم النجاح الكبير لقوات امن السلطة في اعادة الهدوء الى مدن الضفة وقدرة الاجهزة الفلسطينية على التصدي للتهديد الاسلامي. التحسن الواضح في شكل عمل قوات الامن الفلسطينية ينبع حسب التقديرات من التدريبات التي اجتازتها كتائب قوات الامن الوطني في الاردن بمساعدة واشراف امريكي. وكذا كتيبة واحدة من الحرس الرئاسي. وبالاجمال، استثمرت الولايات المتحدة في التدريب منذ 2007، مقدار 392 مليون دولار في المساعدات الامنية للفلسطينيين.