غزة / سما / أكدت صحف إماراتية، صباح اليوم، على ضرورة عدم السماح للمفاهيم الإسرائيلية بأن تسود وتصبح هي المحرك للسياسة والدبلوماسية في المنطقة. وبينت أن من الأهداف الثابتة للحكومات الإسرائيلية في كل العهود والمراحل، أن يظل الوضع جامداً لفترة طويلة لا تتحرك فيه عملية السلام. وتناولت الصحف في مقالاتها الافتتاحية ’أسطول الحرية’ الذي يضم تسع سفن مساعدات إنسانية تهدف لكسر الحصار على قطاع غزة، ويحمل 700 مشارك من أكثر من 60 دولة من بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية، موجهةً شكرها لهؤلاء الذين يمثلون الضمير العالمي الذي لا يزال فيه عرق ينبض ويفيض بالحياة والكرامة ويرفض الاستسلام والخضوع لجبروت الأقوياء. واستعرضت الصحف كذلك موضوع ’مناورة نقطة تحول 4’ الإسرائيلية التي تحاكي، سقوط صواريخ ’ قد تطلقها سوريا وحزب الله ’، مؤكدة أن المناورة ولحظتها غير اعتيادية وهي الأكبر في تاريخ إسرائيل سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، فإسرائيل تعاني من عزلة متزايدة آخر تجلياتها كان طرد دبلوماسي إسرائيلي من أستراليا أمس بينما تسعى إلى التملص من التزامات المفاوضات. وقالت صحيفة ’ الخليج ’: هي ساعات وتدور معركة على سطح الماء بين الخير المطلق والشر المطلق بين العالم المتمسك بالحق والعدالة والسلام والحرية وبين عالم آخر لا يعيش إلا على الحروب والدمار والدماء ، هي مواجهة غير متكافئة بين ’ أسطول الحرية’ والقوات الإسرائيلية ولكن لا بد منها للتأكيد مرة أخرى على أن الحق يستحق الثمن الذي يدفع من أجله وأن الدم يمكن أن ينتصر على السيف. وتحت عنوان ’مواجهة بين الخير والشر’، قالت الصحيفة: إن هؤلاء الذين يخوضون عباب البحر الأبيض المتوسط من اسطنبول إلى غزة بسفن مستأجرة محملة بالأدوية والمواد الغذائية لنقلها إلى الشعب المحاصر منذ سنوات، يدركون تماماً أن إسرائيل أغلقت البر والبحر والجو وعزلت القطاع عن العالم ولو كان في يدها لمنعت الهواء من الوصول إليه. وأوضحت أن ناشطين من دول عدة ما زالوا قيد إنسانيتهم وضمائرهم لم يحتملوا صمم العالم وصمته إزاء جريمة العصر التي ترتكب بحق مليون ونصف المليون فقرروا ركوب البحر في أسطول صغير لكسر الحصار وليؤكدوا أن هناك في هذا العالم من يرفض هذه الاستباحة لآدمية الإنسان وأن النظام العنصري المستأسد بقوته وبالدولة الأعظم لن يستطيع أن يكون بمنجاة من المحاسبة والوقوف أمام محكمة الضمير والأخلاق الإنسانية، عندما تواجه بوارج إسرائيل السفن المسالمة المحملة بالدواء والغذاء وهي تحاول الوصول إلى طفل يواجه الموت لنقص في الدواء، وشيخ مقعد أعياه المرض وأم تنتظر بعض الطحين لتصنع منه رغيفاً يسد الرمق ويسكت أطفالها الجوعى. وأضافت هي ساعات وتبدأ المواجهة في بحر غزة بين القبطان والقرصان بين من يحمل الأمل لإزالة الألم وبين من يحمل المدفع ليمارس هوايته في الحصار والقتل والهمجية، هي ساعات وتدور معركة على سطح الماء بين الخير المطلق والشر المطلق بين العالم المتمسك بالحق والعدالة والسلام والحرية وبين عالم آخر لا يعيش إلا على الحروب والدمار والدماء. وأكدت أنها مواجهة غير متكافئة ولكن لا بد منها للتأكيد مرة أخرى على أن الحق يستحق الثمن الذي يدفع من أجله وأن الدم يمكن أن ينتصر على السيف، مشيرةً إلى أن هؤلاء الذين ركبوا المخاطر معظمهم ليسوا عرباً ولا ينطقون بالضاد ولا تربطهم بأهل القطاع روابط الدم والقربى والتاريخ والجغرافيا، لكنهم رفضوا الصمت أمام المحرقة الكبرى وتحركوا لينقلوا إلى العالم حقيقة إسرائيل، هؤلاء ليسوا أبناء عمومة وخؤولة للشعب المحاصر في القطاع لكنهم تحركوا لأن الذين يجب أن يقوموا بهذا الدور قرروا التقاعد من كل أدوارهم حتى الإنسانية منها. ووجهت ’الخليج’ في ختام مقالها الإفتتاحي الشكر لهؤلاء الذين يمثلون الضمير العالمي الذي لا يزال فيه عرق ينبض ويفيض بالحياة والكرامة ويرفض الاستسلام والخضوع لجبروت الأقوياء. بدورها، دعت صحيفة ’أخبار العرب’، إلى كسر الجمود ومقاومة حالة الكساح والشلل، مؤكدة أنه جزء من حركة المقاومة المتسعة والمتضامنة كي لا يكون الجمود سلاحاً لهزيمة القضية العربية، مشيرة إلى أن القوافل التي تأتي من غرب أوروبا أو من تركيا ليست مهمتها الوحيدة هي إحراج إسرائيل، إنما كسر الجمود والرتابة بجانب اختراقات مهمة تقوم بها فرق وجماعات الدبلوماسية الشعبية الأكثر فاعلية وتأثيراً من الدبلوماسية الرسمية التي تعمل على تجميد الوضع حسب ما تريد إسرائيل. من جانبها، قالت صحيفة ’ أخبار العرب ’ من الأهداف الثابتة للحكومات الإسرائيلية في كل العهود والمراحل أن يظل الوضع جامدا لفترة طويلة لا تتحرك فيه عملية السلام .. لأن الجمود في صالح بناء المستوطنات الإسرائيلية وخلق واقع جديد في الأراضي المحتلة، وتعميق اليأس في نفوس العرب وإفساح المجال لنشوب خلافات وصراعات بينهم. .وأضافت الصحيفة تحت عنوان ’يصعب تجميد الوضع’ أن إسرائيل مارست تلك السياسة في أزمنة سابقة حتى أنها جعلت المحللين يصفون تلك الأوضاع بحالة ’ اللاسلم واللاحرب ’ بعد أن كانت حالة الحرب هي السائدة وحديث الحرب هو الطاغي في الساحات العربية المختلفة. وأشارت إلى أنه عندما ضاق العرب بحالة ’ اللاسلم واللاحرب ’، اشتعلت الحرب ثم أعقبتها مفاوضات سلام انتهت إلى عقد اتفاقيات ومعاهدات ثم أعقب ذلك حالة جمود طويلة تخللتها حروب صغيرة ومحدودة حاول عبرها الفلسطينيون واللبنانيون تحريك الوضع وتفعيل المقاومة كي لا يستمر على ما هو عليه مدركين أن ذلك في مصلحة إسرائيل على المدى الطويل. ونوهت إلى أنه الآَن يبدو الوضع في حالة جمود على الرغم من كثافة الحركة الدبلوماسية والتحركات المكوكية التي يقوم بها مبعوثو الرئاسة من كل دولة ومنظمة دولية، وقد نجحت الحكومة الإسرائيلية الحالية أن تخلق من تلك التحركات ’حالة جمود ’ أو ما يشبه حالة ’ محلك سر’ حركة ولكن في مكان واحد دون أي تقدم. ورأت أن هذا الوضع ساعدت فيه الإدارة الأمريكية المصابة بالحيرة تجاه الوضع في الشرق الأوسط، فهي عاجزة عن فعل أي شيء لا ترضاه إسرائيل وهو ما يؤدي إلى جمود المبادرات وثبات التحركات في هامش ضيق يحبس كل الجهود في ما يمكن تسميته ’مجرد تحركات’، وبالطبع لا يمكن لوضع في مثل حالة الشرق الأوسط أن يتجمد في نقطة أو درجة معينة لأن التناقضات حادة والمطالب واضحة والحقوق عارية ومكشوفة والصراعات قائمة والقوى الفاعلة ترفض أن تصبح رهينة الوضع المتجمد.ودعت، العرب إلى ضرورة تعزيز وحدة الفلسطينيين أولاً ثم جمع الأصدقاء من الدول القريبة والبعيدة وإدخال عناصر جديدة في الصراع مع الإسرائيليين وعدم السماح للمفاهيم الإسرائيلية أن تسود وتصبح هي المحرك للسياسة والدبلوماسية في المنطقة، وضمن هذه المعينات ما نراه من جهود لكسر الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين وقد ساهمت دول ومنظمات وجمعيات وأفراد ووسائل إعلام في جعل الحالة غير جامدة والسفن والحملات والقوافل التي تأتي من غرب أوروبا أو من تركيا ليست مهمتها الوحيدة هي إحراج إسرائيل، إنما هي لكسر الجمود والرتابة بجانب اختراقات مهمة تقوم بها فرق وجماعات الدبلوماسية الشعبية الأكثر فاعلية وتأثيرا من الدبلوماسية الرسمية التي تعمل على تجميد الوضع حسب ما تريد إسرائيل. وقالت ’ أخبار العرب ’: فليكن كسر الجمود ومقاومة حالة الكساح والشلل جزء من حركة المقاومة المتسعة والمتضامنة كي لا يكون الجمود سلاحاً لهزيمة القضية العربية. أما صحيفة ’ البيان ’ فحذرت من أن خلفية ’ نقطة تحول 4 ’ التمرين الذي بدأ أمس ويستمر خمسة أيام وحجمه وشموليته غير المسبوقة، فضلاً عن ظروفه المختلفة وما رافقه من رسائل تطمين في كل الإتجاهات يشي بأن الأمور في حقيقتها ليست كما تزعم الحكومة الإسرائيلية مما يستدعي الحيطة والحذر من النوايا والمقاصد الكامنة وراء هذه العملية. وتحت عنوان ’تطمينات إسرائيلية ملغومة’ حذرت الصحيفة من محاولات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسويق مناورة ’ نقطة تحول 4 ’ على أنها إجراء دفاعي إعتيادي، مؤكدة أن خلفية هذا التمرين الذي بدأ أمس ويستمر خمسة أيام وحجمه وشموليته غير المسبوقة، فضلاً عن ظروفه المختلفة وما رافقه من رسائل تطمين في كل الاتجاهات يشي بأن الأمور في حقيقتها ليست كما تزعم الحكومة الإسرائيلية مما يستدعي الحيطة والحذر من النوايا والمقاصد الكامنة وراء هذه العملية. وأوضحت أن المناورة ولحظتها غير اعتيادية وهي الأكبر في تاريخ إسرائيل سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، فإسرائيل تعاني من عزلة متزايدة آخر تجلياتها كان طرد دبلوماسي إسرائيلي من أستراليا أمس، بينما تسعى إلى التملص من التزامات المفاوضات.وأضافت أنه على الصعيد الإقليمي بلغ خطابها التحريضي أقصى الحدود وسط معطيات من هذا النوع ومن الطبيعي أن يندرج هذا الإستعداد والتحضير في خانة دق طبول الحرب وفي أحسن الحالات في خانة الإرباك والإستدراج. وأشارت إلى زعم نتنياهو الذي انصرف إلى توزيع عبارات التهدئة في كل اتجاه بأن المناورة ’ روتينية ’ وأن إسرائيل غير معنية بالحرب، منوهة إلى أن العملية تحاكي حالة حرب شاملة من إجلاء مئات آلاف السكان من مدنهم وقراهم والتدرب على التعامل مع حالات انهيار لمبان ومستشفيات وتدمير لقواعد ومخازن عسكرية ومقرات القيادة والبنى التحتية وتمديدات المياه والاتصالات وغير ذلك من الأمور ذات الأبعاد الدفاعية على اختلافها. وقالت: إن نفس الرسالة لإزالة الشكوك تولى وزير الجيش الإسرائيلي إيهود باراك الترويج لها ونفى نية شن حرب، زاعماً أن إسرائيل، التي تجري سنوياً هذه المناورة منذ 2006، تسعى لتحقيق الهدوء والسلام لكن حسب تعليله عليها ’ أن تكون مستعدة ’.وتساءلت ’ البيان ’ في ختام إفتتاحيتها: إذا كانت هذه المناورة سنوية عادية فلماذا الآن هي بهذا الشمول والحجم غير الاعتياديين ولماذا حملة التهدئة واستدعاء السفراء الأجانب، أليس لأن هناك ما يدعو إلى التشكيك المشروع الدولي والعربي بالنوايا الإسرائيلية؟.