خبر : ملوح : الانقسام السياسي الحاصل الآن هو بسبب هيمنة "فكرة البديل"

الثلاثاء 25 مايو 2010 12:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ملوح : الانقسام السياسي الحاصل الآن هو بسبب هيمنة "فكرة البديل"



رام الله / سما / شدد نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح على ضرورة تحديد ملامح المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الحاضر، مؤكدا ان الاولوية القصوى هي لبرنامج التحرر الوطني ومقاومة الاحتلال. واكد ملوح خلال الجلسة الخامسة من مؤتمر مركز بدائل الرابع والتي خصصت لليسار الفلسطيني، ان ما يشغل اهتمام اليسار هو، قضية التحرر الوطني، والتعددية السياسية الديمقراطية من خلال نظام سياسي تعددي يحترم الشراكة وتداول السلطة في اطار ديموقراطي. وقال ملوح "ان هناك مسؤولية ملقاة على عاتق اليسار الفلسطيني كتبني الموضوع الاقتصادي والاجتماعي ، اضافة الى الحديث عن كافة القضايا ذات الاهمية كالتنسيق الامني مع الاحتلال، والذي يضر بحركة التحرر الوطني، وحالة الهيمنة على منظمة التحرير، مؤكدا اننا بحاجة الى منظمة على مقياس واحتياجات الشعب الفلسطيني، وليس على مقياس فئة بعينها." واوضح ملوح" ان اليسار الفلسطيني لم يكن سببا في الانقسام السياسي الداخلي، ولم يلجأ الى السلاح من اجل حل الخلافات الداخلية ، والتي كنا حريصين دوما على مناقشتها وتداولها بالطرق المناسبة، انطلاقا من ان صراعنا وحربنا بالدرجة الاولى مع الاحتلال،" مشيرا الى "ان الانقسام الفلسطيني هو انقسام في المنهج وتتحكم به المصالح الفئوية الحزبية، والعوامل الاقليمية والدولية." واضاف " ان الانقسام السياسي الحاصل الان هو بسبب هيمنة "فكرة البديل" عن منظمة التحرير في اذهان البعض، ومحاولة البعض الاخر الهيمنة عليها والاستئثار بمقدراتها، مما خلق حالة من التصادم نشهد نتائجها الان بانفصال سياسي وجغرافي بين شقي الوطن، مؤكدا انه لم يجرأ اي تنظيم سياسي في السابق على اعلان نفسه بديلا عن المنظمة والتي كانت هوية وبرنامج احتوى الشعب الفلسطيني بكافة فئاته." وحول ماضي المنظمة ومستقبلها، قال ملوح" ان منظمة التحرير الفلسطينية التي انطلقت في العام 1965 شكلت نقلة نوعية للشعب الفلسطيني ، لانها اوجدت لاول مرة منذ العام 1948 اطار شرعي يمثل الشعب والقضية الفلسطينية، ووحدت كافة اطيافة واحزابه الوطنية باستثناء التيار الفلسطيني الاسلامي". واضاف"حققت المنظمة انجازات كبيرة في الماضي، حيث ابرزت الهوية الفلسطينية، وبينت للعالم طبيعة وملامح القضية الوطنية، وحصلت على الاعتراف الدولي بها، على الرغم من وجود الاختلافات العميقة بين فصائلها الا انها بقيت داخل اطارها الى الان." وبين ملوح" ان منظمة التحرير الفلسطينية دخلت في اشكاليات مختلفة ضمن علاقتها مع الانظمة العربية والاقليمية والدولية، حيث كانت جزءا من التحالف الدولي الصيني السوفياتي، وحركة التحرر العالمي، ومع هذا دافعت عن اهدافها ومصالحها." وعن تجربة اليسار الفلسطيني، واسباب تراجعه على الساحة الفلسطينية اعتبر ملوح "ان الاستقطاب الفلسطيني، والوضع الذاتي لليسار (عبارة عن مجموعة من الفصائل والتنظيمات المختلفة)، والتي كانت تفضل مصالحها الفئوية الحزبية في كثير من الاوقات على المصالح الوطنية ساهم بأضعاف اليسار الفلسطيني، اضافة الى الانقسامات الذاتية وتغير الوضع الدولي والاقليمي، والانقسام السياسي الداخلي، والنزاع على السلطة ." واضاف " ان السلطة لعبت دورا في رسم السياسة الفلسطينية، ومكوناتها ، وبالتالي اصبح هناك اهتماما بالسلطة والاستئثار بمناصبها على حساب الاهداف والمصالح الوطنية، مما همش دور المنظمة واضعف قوتها، وهذا الامر ساهم ايضا في تراجع اليسار ". واشار ملوح" الى ان الاجتهادات حول الوطنية والقومية كانت وما زالت تتفاعل لدى المتابعين للقوى اليسارية، داعيا الى ضرورة المحافظة على الوطنية الفلسطينية ، مع الحرص على استمرار العلاقة القوية مع البعد القومي الوطني" موضحاً " انه مع ادراكنا اننا نعمل من خلال اطار فلسطيني لكن متيقنين ان ذاك الاطار غير قادر على تلبي مطالبنا واهدافنا." ورأى ملوح " انه في ظل الانقسام الداخلي، والتمزق السياسي، والسلبية والانكفاء على المصالح الشخصية، وفقدان الثقة فيما بيننا، فأن اليسار بقياداته ومؤسساته الحزبية، وجمهوره ، مطالب بالتوحد والارتباط بالمصلحة الوطنية." واعترف ملوح بوجود اشكاليات عميقة داخل اليسار الفلسطيني، كان من نتائجها ارتكاب اخطاء جسيمة، كعدم توحيد ادوات الفعل والعمل خلال مرحلة التحرر الوطني، وتعويل الجبهة الشعبية على الحل السياسي خلال سبعينات القرن الماضي، لكن ذلك الامر لم يمس موقفنا من القضية الفلسطينية، ومنظمة التحرير وحقوق الشعب الفلسطيني، واسرائيل كدولة احتلال." واضاف ملوح" ان برنامج الجبهة الشعبية اخذ المتغيرات الفلسطينية، والدولية في عين الاعتبار، لكنه لم يتغير في الجوهر بأعتباره برنامج حركة يسارية تحررية، ديموقراطية تعددية".