دمشق ـ انشأ عدد من الشباب السوريين مؤخرا صفحة على الموقع الاجتماعي العالمي الـ ’فيس بوك’ لمجموعة مناهضة للداعية الاسلامي السوري المعروف راتب النابلسي الذي يُعتبر من ابرز الدعاة الوسطيين للتعاليم الاسلامية.وقامت فكرة المجموعة على رفض سماع احاديث الشيخ النابلسي في وسائل النقل العامة (الميكرو والسيارات العمومية). ويزداد عدد اعضاء المجموعة التي حملت اسم (ممكن اركب ميكرو او تكسي وما اسمع النابلسي) بشكل مطرد رغم حداثة انشائها مع توقعات بانشاء صفحة مضادة تحمل اسم ’انا احب النابلسي’، وتبث اذاعة القدس من دمشق برنامجا اذاعيا يوميا يعاد عدة مرات يقدمه الشيخ راتب النابلسي مستعرضا موضوعات شتى تتصل بالاسلام وقيمه ودعوته للانسان كي يكون سويا في فكره وسلوكه.وتلقى دروس راتب النابلسي استماعا واسعا لدى شرائح كثير في المجتمع السوري، وتبدو وسائل النقل العامة دليلا على قبول خطاب النابلسي من خلال الاعداد الكبيرة من سائقي تلك الوسائل الذين يتابعون برنامج النابلسي ودروسه عبر اذاعة القدس، الامر الذي رفضه البعض واعتبروه فرضا واقحاما على رغباتهم في الاستماع خلال ركوبهم لوسائل النقل تلك فانشأوا مجموعتهم المذكورة.وعموما يقدم الداعية النابلسي في احاديثه الاذاعية خطابا اجتماعيا تربويا مستندا على تعاليم دين الاسلام اكثر منه خطابا دينيا محضا، ويبتعد النابلسي عن القضايا الخلافية ويبث افكاره بأسلوب بسيط مفهوم بعيد عن الفلسفة العميقة الامر الذي ربما قرّبه كثيرا من شريحة تبدو بمعظمها في مستوى تعليمي ليس عاليا.وشكلت صفحة المجموعة التي ترفض سماع النابلسي مساحة واسعة لتبادل الاراء والتعليقات حول دعاة الدين والخطاب الديني وحرية الاستماع، اضافة لامور حياتية اخرى في سورية، وكشفت سحر جبريل نائبة مدير عام اذاعة القدس ان البرنامج الذي يبث فيه النابلسي دروسه للمستمعين هو اكثر برامج الاذاعة استماعا استنادا لاستطلاعات واتصالات وردت للاذاعة. واوضحت جبريل لـ’القدس العربي’ ان الاذاعة تلقت عروضا كثيرة من فعاليات اقتصادية لرعاية هذا البرنامج اعلانيا، لكن الشيخ النابلسي رفض ان تكون هناك رعاية مالية لبرنامجه فالتزمت اذاعة القدس برغبته ورفضت كل العروض الاعلانية. وقالت جبريل انه من حق المجموعة رفض الاستماع لبرنامج النابلسي، لكنه لا يمكن لاحد ان يلغي الآخر اي انه من حق الراغبين بخطاب النابلسي الاستماع له ايضا.وتعرف اذاعة القدس عن نفسها كاذاعة فلسطينية عربية تبث من دمشق انشئت في العام 1987 وبثت بشكل تجريبي في البداية لكن انطلاق الانتفاضة الفلسطينية جعل فترة البث التجريبي قصيرة. وتقول جبريل ان برامج الاذاعة ومضمونها الاعلامي يزاوج بين الوطنية والدين خدمة للهدف العام الذي انشئت من اجله على طريق تحرير الارض والانسان.ولدى النابلسي موقع الكتروني شخصي على شبكة الانترنت، كما ان لديه صفحة على الـ ’الفيس بوك’ ذاته تضم آلاف المعجبين. وتشير تقارير اعلامية الى تنامي المد الديني في سورية في السنوات الاخيرة، وتدلل على هذه الفكرة نسبة المبيعات الكبيرة التي تحققها اشرطة الكاسيت والاقراص المضغوطة الدينية من جهة وتفوق الكتب الدينية على مستوى المبيعات في معارض الكتب التي تقام بسورية.