غزة / سما / نظم تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة لقاء سياسيا بعنوان المصالحة الوطنية و التوافق الداخلي، بالشراكة مع مؤسسة ألف بالمه السويدية (The Olof Palme International Center) ضمن مشروع السلام الداخلي(Peace at home). وحضر اللقاء ممثلون عن الفصائل الوطنية والإسلامية وشخصيات سياسية و مهتمين و تحدث في اللقاء النائب الدكتور فيصل أبو شهلا رئيس لجنة الرقابة العامة وحقوق الإنسان بالمجلس التشريعي, و الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية ، والدكتور إبراهيم أبراش الكاتب والمحلل السياسي ووليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني. و أكد المتحدثون خلال اللقاء على ضرورة إنهاء الانقسام و تحقيق المصالحة الفلسطينية و السعي لملمة الشمل وإنجاح الحوار والخروج من مطب الانقسام والصراع وإعادة اللحمة بشتى الطرق.وأكد هؤلاء أن المستفيد الأكبر من الانقسام ونتائجه هو من حقق مصلحة اقتصادية، من خلال التعامل مع الدول الإقليمية والدولية ودر الأموال عليهم، مؤكدين أن الانقسام يصب في مصلحة إسرائيل للتهرب من استحقاق إقامة الدولة الفلسطينية. كما أكدوا إن نجاح الحوار يتطلب من الجميع دون استثناء العمل على ترسيخ دعائمه, ، ومطلوب من كل غيور على وطنه وعلى مصلحة شعبة أولا وقبل كل شيء أن يكون أمينا في رسالته وأمينا في كلمته وأمينا في طرحة.و أكدوا على ضرورة تبني إستراتيجية واضحة لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية بما يضمن مواجهة استحقاقات المرحلة.وشدد المتحدثون على أن الظرف الفلسطيني الحالي لا يحتمل استمرار الانقسام، معتبرا أن الشعب والمواطن العادي هو المتضرر الوحيد من الانقسام. ودعوا إلى تكثيف الجهود من أجل الوصول لاتفاق وطني ينهي الحالة السائدة، منتقدين في الوقت ذاته وجود أطراف أخرى تعمل بشكل واضح لجهات دولية، مشددا على ضرورة وأهمية أن يكون القرار وطني مستقل. وقال أبو شهلا أن حركة فتح لا ولن تتخلى عن مسؤولياتها ولها رؤيتها, مستعرضا تاريخ حركة فتح .وأكد أن حماس شركاء لنا في الأرض و الحكم والثوابت منوها إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات دعا الجميع للمقاومة لأنه كان يلاحظ هذا الخطر القادم للشعب.وتطرق أبو شهلا إلى قضية الانتخابات، مؤكدا انه ليست جزء من المؤامرات ولا ننسى أن عباس انتخب من الشعب ضمن قوانين دولية واضحة.وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس دعا للحوار والتواريخ تشهد ومنهم من تقدم ومنهم من اعتذر.وأكد على أهمية م ت ف باعتبارها ممثل لكل الشعب الفلسطيني لابد من وضع لجنة جيدة فصالية بين الحكومتين لجراء انتخابات واضحة وأعيد واكرر أن مبادرة الرئيس الأهم هي التوقيع على كافة الأوراق التي من شأنها تحقيق مصالح الشعب .وقال أن الوثيقة المصرية هي البداية ولا بد من التمسك بها لأنها الأمثل والقرارات الأمثل فيها من مصلحة الجميع التمسك بالرؤية بان هذه السلطة الوطنية هي المشروع الصحيح وان هذا الانقسام يسئ بنا.نقول أن الكلمة و الرأي للشعب ليقول كلمته عبر صناديق الاقتراع , والانتخابات ستكون محصل لما يريده الشعب الذي يراه مناسب له.وطالب بعدم وضع العصا في العجلة وعدم عرقلة الأيادي الممدودة للحلول الجيدة، مؤكدا إيمان حركة فتح بان الوضع بحاجة لإصلاح جيد والتوجه لمصلحة الشعب وبناء طريق ومؤسسات الشعب وتحقيق رؤية واضحة ليعرف الجميع انه فلسطين لها الحق. أكد أبو شهلا أن الانقسام هو صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة أن يتم وضع سقف زمني للحوار.وقال أن حركة فتح لم تتخل عن مسؤولياتها منذ أن انطلقت وتأسست مؤكدا أنها قادت ولا تزال تقود المسيرة لتحقيق المشروع الوطني.ودعا أبو شهلا إلى المحافظة على السلطة الوطنية كونها انجاز وطني يجب أن يحافظ الجميع عليه.وطالب أبو شهلا حركة حماس بالتوقيع على الورقة المصرية لإنهاء حالة الانقسام، مؤكدا أن إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من الانقسام.وقال ان الرئيس عباس تعهد بأخذ كل ملاحظات حركة حماس في حين توقيعها، مشيرا إلى أن آليات التطبيق والتنفيذ مضمونة وبإشراف عربي.وشدد أبو شهلا على أهمية الوسيط المصري مؤكدا أن الوثيقة المصرية هي البداية.وشدد على ضرورة إعادة الاعتبار للشعب من خلال العودة للتعددية السياسية والديمقراطية ، ووقف كافة الحملات الإعلامية لأنها تأجج الصراع الداخلي.وطالب أبو شهلا باستغلال التعاطف الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. من جانبه قال الدكتور احمد يوسف يجب التعاطي مع الورقة المصرية من اجل إنهاء الانقسام و استعادة الوحدة الوطنية لأنها انجاز على طريق المصالحة و أرضية صالحة للاستثمار و تعطي مشروعنا الوطني دفعة للأمامو قال يوسف أن المصالحة خيار استراتيجي لدي حركة حماس أن الجرح الداخلي لم يكن بيد معينة ولكن الوضع السابق والحالي هو الذي سمح بهذا الواقع ومازلنا نؤكد أننا ما لنا بخير وستتحول الأشياء للأفضل.و نحن في حماس نقول أن المصالحة هي حماية للوضع الراهن ولنجاح هذه المصالحة هناك أشياء كثيرة.وأكد أن حماس لا تلغي موقف فتح وباقي الفصائل ولا ننكر أنها جزء من الوطن وهي قوى متأصلة مع الشعب ولها الدور والاجتهاد السياسي.إذا بقينا على حالنا فالاحتلال سيكون له السبق بأخذ غزة من الحصار وغيره.تأتي وثيقة التوافق للمصالحة الوطنية بعد ما جرى من خلافات مسلحة وغيرها. و أكد انه لا مصالحة وطنية بدون توافق وطني, ولكن المطلوب اليوم هو التوافق مع الجميع للوصول للقناعة المهمة وهي بناء الوطن وتقرير مصير الشعب اليوم.وقال ان عمليات التحريض ستكون مقدمة لحرق المشروع الوطني.وأكد على ضرورة وأهمية الاستعانة بالدول الأخرى لتقوية المشروع الوطني ونحن بحاجة لأي جهد دولي مضيفا انه لا مصالحة وطنية صالحة بدون الانجازات الدولية لإخراج الروح السيئة من المشروع الوطني للوصول للطريق المرضي للجميع.وعبر عن تفاؤله من المستقبل بخصوص المصالحة مؤكدا وجود حراك ومباحثات في هذا الإطار. وفي كلمة له أكد أبراش أن الانقسام يتعزز وترسخ لاعتبارات متعددة منها يتعلق بإسرائيل لأنها مستفيدة وتعزز هذا الانقسام والفصل الجغرافي جعل الورقة بيد إسرائيل.وأشار إلى وجود هناك قوى وطنية معنية بالأمر الواقع بل أصبح تصور لدى بعض الأنظمة العربية والقوى أن الأقسام جزء من التسوية الخفية، كما أشار إلى وجود أطراف إقليمية معنية بالانقسام.وقال إن الانقسام نكبة لا تقل عن نكبة عام 48، محذرا من الإحساس بالنكبة يتعمق في كيان كل فلسطيني.وقال أن مصطلح المصالحة أصبح يدور في قاعدة تقاسم السلطة وهنا ارتبط مفهوم المصالحة بالسلطة وبإعادة الاعتبار للسلطة.وأوضح أن الورقة المصرية أصبحت متجاوزة واستمرار المراهنة عليها شكل من إشكال المراهنة على الوهم.وقال يجب التفكير بدلا من تطبيق الورقة المصرية بإعادة الاعتبار للمشروع الوطني .وقال انه يمكن إعادة بناء المشروع الوطني لان حركة فتح استطاعت أن تؤسس المشروع الوطني في فترة الستينات حينما كان الوضع اعقد من الآن.وقال إذا نظرنا إلى فلسطين من نافذة غزة سيصاب بالإحباط والذي سينظر من نافذة السلطة في الضفة سيصاب بالإحباط.الانقسام يقف حائلا إمام التعاطف الدولي مع القضية الوطنية الفلسطينية. سياسات الدول هي مؤامرات وما هو مخفي أكثر من المعلوم أما وليد العوض فقد طالب الشباب بان تقدموا يتقدموا راية المشروع الوطني من التهاوي.وطالب بتحرك شعبي و جماهيري من أجل إنهاء الانقسام و استعادة الوحدة وقال أن الجميع متمسك بحق العودة ولكن الخلاف حدث وتعمق عندما بدا في سلطة لان لها مكاسب ونمت مجموعات المصالح وبدا الجميع يتحدث عن مكاسبه وعن ذلك اختلفنا ونسعى جميعا لمعالجة أثاره إلى أن وصلنا إلى وثيقة المصالحة التي أعدتها مصر بعد ثمانية شهور من الحوارات.وقال أن الجميع أدى استعداده للتعاطي الايجابي مع الورقة المصرية.وأشار إلى أنه ومنذ زمن نسمع حالة من التردد عن التوقيع على الورقة المصرية.وقال هناك مجموعات مصالح تريد أن يبقى الوضع كما هو وليس في قطاع غزة فقط.