القاهرة / ذكر تقرير دولي صادر في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، أن الفترة ما بين الخامس والحادي عشر من الشهر الجاري شهدت تصعيدا للمستوطنين وسلطات الاحتلال سواء في مدينة القدس، أو بقية أرجاء الضفة الغربية المحتلة. ووفق تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ’أوتشا’ أن حدة التوتر قد زادت في حي سلوان بالقدس الشرقية في الفترة من 5 إلى 11 مايو الجاري، في أعقاب الزيارة التي قام بها برلمانيون إسرائيليون من الجناح اليميني إلى مستوطنة ’بيت يوناتان’ في ظل تواجد مكثف للقوات الإسرائيلية. وأوضح التقرير الذي وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة اليوم، أن اشتباكات وقعت خلال هذه الزيارة ما بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال لإسرائيلي، أطلقت خلالها قنابل الغاز المسيل للدموع، وألقيت الحجارة ولم يبلغ عن وقوع إصابات إلا أن التقارير أفادت باعتقال فلسطيني. وذكر تقرير ’أوتشا ’ أن القوات الإسرائيلية قد أصابت 24 فلسطينيا خلال الفترة السابق ذكرها ويمثل هذا العدد ارتفاعا ملحوظا مقارنة بعدد الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال الأسبوع الماضي نحو 14 فلسطينيا، بينما نفذت القوات الإسرائيلية 137 عملية بحث داخل القرى والبلدات الفلسطينية، وهو ما يعد ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالمعدل الأسبوعي لعدد العمليات التي نفذت منذ مطلع هذا العام. وسجل وقوع خمسة حوادث متصلة بمستوطنين استهدفت الفلسطينيين، وأسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين، وأضرار بممتلكاتهم بالمقارنة بتسعة حوادث في الأسبوع السابق من بينها تدفق مياه المجاري مستوطنة ’بيتار عيليت ’ في الأراضي الزراعية التي يمتلكها فلسطينيون من قرية ’نحالين’ في بيت لحم للأسبوع الثاني على التوالي، ما نتج عنه تدمير الممتلكات الزراعية بحجة عدم قدرة محطة معالجة مياه المجاري على استيعاب كميات المياه العادمة التي تنتجها المستوطنة. وذكر التقرير أن مجموعة من المستوطنين أغلقوا ما يسمى بشارع رقم 60 في محافظة رام الله للاحتجاج على هدم مبنيين في مستوطنة ’ حشمونيم’ وذلك في إطار استراتيجية ’بطاقة الثمن ’. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أنهى تواجده في حاجز تفتيش ’راس عطية ’ المقام على الجدار عند قلقيلية بعد انتهاء أعمال تحويل مسار الجدار حول مستوطنة ’ألفي منشي’ ويعيد المسار الجديد الربط ما بين ثلاث قرى (ما يزيد عن 800 نسمة) كانت تقع في المنطقة المغلقة، غير أنه يبقي جزءا من أراضيها داخل الجيب الذي يشكله الجدار بينما يبقى تجمعان سكنيان معزولان ما بين الجدار والخط الأخضر. وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من عدم تنفيذ أي عملية هدم في المنطقة ’ج’ بالضفة الغربية للأسبوع الرابع على التوالي ، إلا أن ما تسمى ’الإدارة المدنية’ الإسرائيلية قد سلمت هذا الأسبوع 21 أمرا بوقف البناء بحق مبان يمتلكها الفلسطينيون في قرية ’ بني نعيم ’ بالخليل و’سنجل’ برام الله، بحجة عدم حصولها على تراخيص للبناء وتتضمن هذه المباني 18 منزلا، من بينها 14 منزلا مأهولا والباقي قيد الإنشاء. وذكر تقرير ’ أوتشا ’ أن السلطات الإسرائيلية أبعدت إلى قطاع غزة فلسطينيا أصله من غزة كان يعيش في مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل، ويعد هذا الشخص الفلسطيني الرابع الذي تبعده إسرائيل إلى القطاع، مشيرا إلى أنه بالرغم من استئناف القوات الجوية الإسرائيلية للغارات التي تستهدف الأنفاق الواقعة أسفل الحدود بين غزة ومصر بعد هدوء استمر أسبوعين إلا أنه لم يُبلغ عن وقوع إصابات. وأضاف أن القوات البحرية الإسرائيلية أطلقت خلال هذا الأسبوع، طلقات النار ’التحذيرية’ على قوارب صيد فلسطينية مجبرة إياها على العودة إلى الشاطئ ونتيجة للقيود المفروضة على الوصول إلى البحر، استمر محصول صيد الأسماك في التدهور الأمر الذي يؤثر على مصادر رزق ثلاثة الاف صياد وأسرهم . ووفقا للأرقام الذى أصدرها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم، فقد انخفض محصول صيد الأسماك، بمعدل الثلث في الربع الأول من هذا العام ، فعلي سبيل المثال بلغ الإنتاج 1ر59 طن مقارنة بنحو 8ر88 طن في مارس 2009 ويتوقع أن تؤثر القيود المفروضة على الصيد على محصول أسماك السردين الذي يبدأ موسمه من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران بنحو 70 في المائة من مجمل محصول الأسماك السنوي. وأشار التقرير إلى حدوث انخفاض طفيف هذا الأسبوع على واردات الوقود الصناعي المستخدم لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة، حيث دخل ما يقرب من 35ر1 مليون لتر مقارنة بنحو 46ر1 لتر في الأسبوع السابق، وهي تمثل 43 في المائة من الكمية التي يحتاجها القطاع أسبوعيا من الوقود لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة بقدرتها التشغيلية الكاملة ونتيجة لذلك ما زال معظم سكان غزة يعانون من انقطاع التيار الكهربائي الذي وصل ما بين 8 إلى 12 ساعة يوميا . وأضاف أن نحو 920 طنا من غاز الطهي قد دخل قطاع غزة هذا الأسبوع وهي تعادل 66 في المائة من الكمية الفعلية ، التي يحتاجها سكان القطاع أسبوعيا وفقا لتقديرات جمعية أصحاب محطات الوقود ، ونتيجة لذلك ما زالت تطبق خطة تقنين للغاز منذ تشرين الثاني الماضي . وتشير جمعية أصحاب محطات الوقود أن الطلب على غاز الطهي انخفض مع ارتفاع درجة حرارة الطقس وتقدر الكمية اليومية المطلوبة من غاز الطهي بـ200 طن خلال فصل الصيف مقارنة بـ350 طنا يوميا خلال فصل الشتاء.