خبر : مؤتمر عربي في القاهرة يؤكد ضرورة مؤازرة ودعم شعبنا

السبت 15 مايو 2010 04:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
مؤتمر عربي في القاهرة يؤكد ضرورة مؤازرة ودعم شعبنا



القاهرة / أجمع متحدثون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ’فلسطين وطن الشعب الفلسطيني’ بالقاهرة، اليوم، على ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمؤازرة الشعب الفلسطيني في محنته، وبشكل يعزز صموده. وتميز هذا المؤتمر الذي ينظمه اتحاد المحامين العرب لمدة يومين في مقره في حي جاردن سيتي بالقاهرة، بمشاركة عربية ونقابية وفلسطينية واضحة. وقال الأمين العام لإتحاد المحامين العرب إبراهيم السملالي: نلتقي لا لنحتفي بكيان صهيوني عنصري، بل نلتقي في الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين لنعيد طرح الرواية الفلسطينية الحقيقية التي جرت محاولات كثيرة لتزويرها، وحاولوا تكريس رواية زائفة يراد منها تجسيد الاحتلال. واعتبر أن هناك تقصير في العمل القومي والعربي بما يخص القضية الفلسطينية، مضيفا: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. وأوضح أنه ’حتى في ظل حالة الضعف التي تعانيها الأمة العربية لا مجال للتوقف عن العمل في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه في ظل ما تعيشه القدس وعموم الأرض الفلسطينية من سياسات إسرائيلية خطيرة وغير مسبوقة، لأن عدم العمل يريح إسرائيل ويمكنها من تنفيذ المزيد من سياساتها العدوانية. وشدد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، معتبرا بأنه لا جدوى للحديث عن عملية سلام ومفاوضات في ظل الاستيطان، مشيرا إلى تصريحات نتنياهو بشأن أن البناء في القدس لا يختلف عن تل أبيب. ودعا السملالي لاستغلال الأزمات التي يعانيها الاحتلال وبخاصة في ضوء نتائج لجنة تقصي الحقائق ’جولدستون’ وفضيحة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين، والأزمة الناجمة عن استخدام جوازات دول أجنبية مزورة في جريمة اغتيال محمود المبحوح، ووجود مقاطعة ثقافية واقتصادية لافتة في عدد من الدول الأوروبية. وطالب بالعمل على تفعيل محكمة العدل الدولية بشأن الجدار والاحتلال، ومتابعة تقرير جولدستون بما يؤدي لمحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية. وقال السملالي: موقف اتحاد المحامين العرب يبقى دائما لحقوق الشعب الفلسطيني، وتأكيد الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية، وهذا ظاهر في أدبياته وبياناته ومؤتمراته. من جهته شكر السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأرض المحتلة في الجامعة العربية اتحاد المحامين باسمه وباسم أمين عام الجامعة العربية لعقد المؤتمر الهام في ذكرى النكبة الأليمة، مشيرا لأهمية القانون في الدفاع عن قضية فلسطين. وقال: نحن في الجامعة العربية نتعامل مع النكبة كل يوم على مستوى الاجتماعات المتخصصة والمنظمات التابعة للجامعة واجتماعات الوزارية، ..ستة عقود ونيف ونحن نعيش الحرب، فأهالي غزة محاصرين بأكبر سجن عرفه العالم، والقدس تهود على مدار الساعة والاستيطان يقطع الضفة ومستوطنون يعتدون على الزرع والأرض والانسان... وأضاف: تعتقد إسرائيل جنونا ووهما انها انتصرت وأنها تستطيع إخضاع المنطقة لإرادتها، ندرك أنها قبلت في منظمات عالمية، وأنها تحاول الدخول في مجلس الأمن وتشارك بدوريات حلف الاطلنطي وهي دولة محتلة، فصحيح أنه نجاح، لكنه جزئي، والأهم أنه بعد مرور 62 عاما من النكبة لم تكسر إراردة الشعب، فرغم الاهمال والتجويع واللجوء لم يتنازل عن حق العودة. وشدد صبيح على ضرورة حل المشكلة الفلسطينية على أسس عادلة، موضحا أن سياسات إسرائيل تظهر أنها ماضية في العدوان، وليس بالسلام. وتابع: هم يعتقدون أن الهواء إسرائيليا وكذلك الحجر، وهذا المنهج سيفشل ولن يستقيم وكل الدول التي تنكر الآخر مصيرها الزوال، ومن الواضح أن هناك مشكلة في الأداء العربي الذي بحاجة لإعادة تفكير وتقييم. وتساءل: هل الأساليب التي استخدمناها في الماضي نستعملها بالمستقبل في ظل التنكنولوجيا والتطور السريع، بالتأكيد لا العالم يتغير، مطلوب التعامل مع الأمور بأساليب خلاقة. وأشار السفير صبيح إلى مطالبة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في قمة سرت بالبحث عن بدائل لفشل السلام، وقال: مطلوب معرفة كيف نرد على أي عدوان إسرائيلي كمؤسسات أهلية ومنظمات شعبية، وحكومات. وأوضح صبيح أن دعم فلسطين فرض عين على كل عربي ومسلمي، مذكرا بوجود 11 ألف أسير فلسطيني من بينهم الأطفال والنساء، وبوجود عشرات الأسر المشردة في غزة والقدس. وأكد أن هناك مسؤولية على المنظمات الأهلية، مشددا على ضرورة الاحتجاج على كل من يعطي إسرائيل قطعة سلاح واحدة لأنها نستغل السلاح في شن العدوان، منتقدا سياسة الكيل بمكيالين كما يجري مع سوريا التي تخضع لحصار خانق في هذا المجال. بدوره أشار سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية د. بركات الفرا إلى المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات نتيجة السياسات الإسرائيلية العنصرية وعدم استجابة دولة الاحتلال لقرارات الشرعية الدولية. وقال: أشدد في كلمتي باسم كل فئات الشعب الفلسطيني وأطفاله، على أنه رغم وجود قرن من المعاناة، سنستمر رغم كل ما قدم ويقدم من تضحيات، ورغم الآلام، فشعبنا لن يتوانى لحظة عن النضال، وهو قدم أكثر من 750 ألف شهيد، وأكثر من هذا العدد من الجرحى، وعشرات الألاف من الأسرى. وأضاف: نناضل على أرض النضال بكافة الوسائل المتاحة وليس بالكلام، ونؤكد للمزاودين بأن المفاوضات ليس المسلك الوحيد، فجميعا نسعى لتحقيق حقنا بالعودة وتقرير المصير، ولن تنكسر إرادتنا مهما حاولت إسرائيل وحلفاؤها. وشدد على أن إسرائيل ’ليست أكثر من دولة محتلة عابرة’، وقال: نذكركم بمصير الصليبين والتتار ودولتي فارس والروم، وهذه المنطقة لم تكن إلا عربية وستظل عربية مهما حاولت إسرائيل تزوير الحقائق’. وأكد الفرا أن شعبنا لن يقبل بأقل من سلام عادل وشامل يعيد كامل الارض المحتلة وفي مقدمتها القدس، مضيفا: القدس لها مكانة لا ينازعها بالكون مكانا آخر نظرا لمكانتها في الاسلام وبقية الديانات السماوية، ولن نفرط بها مهما كالنت التضحيات. وقال: حاولتنا النكبة رغم المعاناة إلى شعب مكافح يقف معه كل الأحرار في العالم، عملنا لتحويل النكبة الى قضية عودة لكل من له شبر في فلسطين، وهذا ما تعمل من أجله القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، وكل مقدرات وممتلكات شعبنا مقدسة. وتطرق السفير الفلسطيني إلى أن المفاوضات غير المباشرة، موضحا أنها تتم بغطاء عربي، وأنه من خلالها تم وضع الكرة بالملعب الإسرائيلي، لافتا إلى أن إسرائيل ما زالت غير مهتمة بالقانون، وبالشرعية الدولية. وأكد الفرا أن السياسة الإسرائيلية تهدد السلام والأمن في العالم بأسره، وأن المماطلة والحصار والتسويف لن تفيد شيئا ولن تتمكن إسرائيل من خلالها إخضاع وتركيع الشعب الفلسطيني. واعتبر أن الموقف العربي الحالي لا يتناسب مع إمكانات الأمة العربية، مشيرا إلى أن 30% من انتاج النفط في العالم هو عربي، وأن 60% من احتياطي النفط في العالم موجود في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الطاقات الهائلة والعقول والمبدعة. وأشار إلى أن إسرائيل تحاصر القطاع وإلى وجود 100 ألف فلسطيني يعيشون في الخيام بسبب منع مواد البناء من دخول القطاع، متسائلا: وكيف ترى واشنطن راعية السلام ذلك ولا تتحرك؟!، وكيف يقبل العالم الذي يتحدث عن الحريات وحقوق الانسان ذلك. بدوره، قال مقرر لجنة القدس في اتحاد المحامين العرب سيد عبد الغني: رغم معاناة النكبة وسياسة القهر والتشريد بحق شعبنا العربي الفلسطيني، سنعود إلى أرضنا في فلسطين بفضل الصمود والمقاومة. وأوضح أن لجنة فلسطين  في الاتحاد تضم مجموعة عروبيين من العراق ومصر وفلسطين ورسالتهم هي دعم الشعب الفلسطيني ونضاله وصموده. واستعرض د.جمال عبد السلام في كلمته باسم اتحاد الأطباء العرب طبيعة السياسات الإسرائيلية الخطيرة في القدس المحتلة. وبين أن عنوان الإجراءات الإسرائيلية في القدس هو محاربة الوجود العربي والإسلامي من خلال تهجير الفلسطينيين، وتصعيد الاستيطان، وعزل القدس العربية عن محيطها من خلال جدار الضم العنصري. وحيا د. عبد السلام القائمين على المؤتمر، معربا عن أمله بأن يحقق أهدافه وأن يخرج بتوصيات وقرارات تسهم في تخفيف الآثار الناجمة عن النكبة، وتسهم في مؤازرة الشعب الفلسطيني. ومن الجدير ذكره أن المؤتمر يتخلله إقامة معرض صور وتراث فلسطيني لاتحاد المرأة الفلسطينية وللفنلنين التشكيليين: لطيفة يوسف، وياسر أبو سيدو وبدعم من سفارة فلسطين بالقاهرة وحركة فتح. وسيخصص اليوم الثاني من المؤتمر للعمل السينمائي والامسيات الشعرية والغنائية بمشاركة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والشاعر الفلسطيني هارون هاشم الرشيد، والشاعر المصري فاروق جويدة، والشاعر المصري محمد التهامي، والشاعر المصري جمال بخيت، والشاعر سيد حجاب، والفنان المصري المغني على رشيد إسماعيل. وقد زود قطاع فلسطين في جامعة الدول العربية المؤتمر بصور قيمة حول القدس وتراثها ومقدساتها وشخصياتها التاريخية والوطنية، كما أن نقابة الفنانين التشكيليين المصريين تعرض أعمال تشكيلية مرتبطة بالحدث، بالإضافة إلى تنظيم معرض حول العمارة في القدس من قبل نقابة المهندسين المصريين.