استكملت وزارة الدفاع أول أمس تنفيذ أمر محكمة العدل العليا الصادر في أيلول 2005، لتغيير مسار جدار الفصل في منطقة مستوطنة الفيه منشيه. وأمس كان يظهر العمال، برفقة سيارة أمن اسرائيلية، وهم يفككون أجزاء من الجدار في الوادي في المسار الملغى. ومع الغائه وازاحته، أخرجت ثلاث قرى فلسطينية من الجيب الذي خلقه جدار الفصل: راس الطيرة، الضبعة ووادي رشا. والان، فان نحو 900 من السكان مرتبطون مرة اخرى بقلقيلية والقرى المحيطة. كما فككت أيضا البوابة التي كانت على المسار القديم، والتي كانت مفتوحة 12 ساعة في اليوم وكان يمر عبرها سكان الجيب ومقدمو الخدمات ممن كانوا يحصلون على التراخيص الخاصة لهذا الغرض. في المسار الجديد ظهر أمس الاسفلت شبه الحديث للطريق الأمني، وبرزت بوابة حديدية صفراء جديدة دائمة في الجدار. نحو 400 من سكان القريتين البدويتين عرب الرمضين وعرب أبو فردة، ممن بقوا في الجيب استنتجوا بأن البوابة جاءت لاستخدامهم، بدل تلك التي ألغيت. غير أن البوابة بقيت مغلقة. ومن أحاديثهم مع ممثلي الجيش الاسرائيلي والادارة المدنية لم يتمكنوا من الفهم اذا كانت السلطات تعتزم فتحه من أجلهم. البوابة المغلقة معناها سد طريق الوصول المباشرة الى محلات البقالة، السوق، العيادات، المدارس وباقي العائلة. التحدي الاول الذي وقفوا أمامه أول أمس، مع استكمال المسار الجديد، هو ضمان خروج الابناء الى التعليم. وصباح أول أمس لم يكن المسار قد استكمل وخرج الاطفال كالمعتاد – عبر البوابة القديمة. وعند الظهيرة مع عودتهم من المدارس اختفت البوابة القديمة ووصلوا الى البوابة الجديدة واكتشفوا بأنها مغلقة بدون جنود يفتحوها. لساعة ونصف الساعة انتظر نحو خمسين طفلا من الصف الاول وحتى الثانونية على مسافة نحو نصف كيلومتر من منازلهم. سكان القرى اتصلوا بالادارة المدنية، وفي هذه الاثناء الى أن يتبين اذا كان الجيش الاسرائيلي يعتزم فتح البوابة من أجل سكان الجيب، عثر على حل مؤقت: التلاميذ سيمرون عبر حاجز حبلة، في الجانب الغربي من الجدار، وهذا ما فعلوه صباح أمس، ووجود ضابط الادارة المدنية ضمن عبورهم السلس في الطريق الذي يطيل السفر ربع ساعة ويخلق مشكلة أخرى: البوابة تفتح ثلاث مرات في اليوم في ساعات محددة. وعندما وصل الباص عائدا في الساعة الثانية الا ربع ظهرا، كانت البوابة مغلقة. وانتظر الاطفال 45 دقيقة اخرى الى ان يأتي جندي مع المفتاح. وحظر على الكبار المرور عبر بوابة حبلة. سكان الجيب الذي خلقه جدار الفصل ملزمون بالعبور من بوابات معينة، تذكر أرقامها في التصريح. ومسموح لهم مع ذلك الصعود الى طريق التفافي قلقيلية رقم 55 ، والمرور في معبر 109 – المخصص للاسرائيليين. ولكن شروط العبور فيه عديدة: للسائق فقط مسموح البقاء في السيارة وباقي المسافرين – حتى لو كانوا مرضى، نساء حوامل، او اطفال صغار فملزمون بالسير على الاقدام بضع مئات من الامتار حتى الفحص الامني في كوخ خاص. واضافة الى ذلك محظور نقل الغذاء عبر الحاجز (فقط بكميات قليلة لا تتناسب والعائلات الكبيرة) محظور نقل أدوات منزلية، أدوات كهربائية، عبوات غاز وما شابه. كما أن محظور على الاطفال المرور فيه دون رفقة ذويهم. ولا غرو أن أمس قال السكان في عرب الرمضين بأنه يشعرون بأنهم محبوسين أكثر من أي وقت مضى. وفضلا عن ذلك: فهم دوما يخشون من أن خلف اسائة الظروف تختبىء نية طردهم من المنطقة. فهم من نازحي 1949 ، من منطقة بير السبع. في الخمسينيات اشتروا الارض التي يقيمون عليها اليوم ويرعون أغنامهم في المنطقة. مستوطن الفيه منشيه اقيمت على مسافة بضع كيلومترات منهم في العام 1983، ولكن اسرائيل تصنفهم كبلدة غير قانونية، ترفض ان تعد لهم مخطط هيكلي وتحظر عليهم اضافة المباني غير تلك التي كانت قائمة في 1967. وهم غير مرتبطين بشبكة الكهرباء ويكتفون بمولد باهظ الثمن يعمل فقط عدة ساعات في اليوم. الطرق الى القرية غير مزفتة، والسكان يعيشون في أكواخ وعرائش ومبان اسمنتية اصدرت بحقها أوامر هدم. الجدار، الذي اقيم في 2003، قطعهم عن مصادر رزقهم: أراضي الرعي والاسواق التي كانوا يبيعون فيها منتجات الحليب خاصتهم. وفي السنوات الاخيرة عرضت عيهم الادارة المدنية عدة مرات الانتقال الى بلدة بديلة تقام في مكان ما في الضفة الغربية. وهكذا يبقى جيب الفيه منشيه (نحو 11 الف دونم قبل ازاحة المسار، نحو 8 آلاف دونم بعد ازاحته) سيبقى بدون فلسطينيين. ولكنهم يرفضون رفضا باتا. وجاء من الناطق العسكري امس بان "حركة الفلسطينيين متاحة في معبر حبلة. ونشدد على انه قبل التغيير أجرت الادارة المدنية حوارا مع الجهات الفلسطينية لشرح معنى الخطوة. التعديل ينقل الى الجانب الفلسطيني اربعة قرى، بينما السكان في القرى المتبقية في الجانب الاسرائيلي أقل، وبذلك فان وضع معظم السكان الفلسطينيين تحسن".