غزة / سما / طالب متحدثون و شباب بتعزيز الحوار الهادف الذي يعزز مفهوم الشراكة بين الشباب(..)وحذر المتحدثون من الآثار السلبية لغياب الحوار بين الشباب الذي يعاني من غياب مفهوم الحوار البناء المبني على تقبل الآخرين .جاء ذلك خلال ورشة عمل شبابية نظمها تحالف السلام الفلسطيني بعنوان حوار الشباب لشباب حيث شارك فيها عشرات الشباب و الشابات ضمن مشروع السلام الداخلي (Peace at home) بالشراكة مع مؤسسة ألف بالمه السويدية(The Olof Palme International Center) . كما أكد المشاركون على أهمية تعزيز لغة الحوار بين الشباب و تعزيز دورهم في نشر مفاهيم تقبل الآخر ، والتركيز على ثقافة التسامح والرأي و الرأي الآخر، والانتماء للهوية الفلسطينية وترسيخ الوحدة الوطنية. وطالب المشاركون باحترام التعددية في المجتمع الفلسطيني وتقبل الرأي والرأي الأخر لأن ذلك عنوان للديمقراطية والنجاح للمؤسسات والأحزاب كافة وشددوا على ضرورة تشكيل أجسام ضاغطة من الشباب أنفسهم تعمل على متابعة القضايا الخاصة بهم وتدعم حقوقهم وإنشاء شبكة شبابية، بغرض التشبيك بين مختلف المؤسسات الشبابية على مستوى الوطن.وطالب المشاركون الشباب بالتصدي لكل حالات القمع التي تمارس ضدهم من أية جهة كانت، داعيين إلى ضرورة اخذ دورهم في المجتمع. و نبذ مظاهر التعصب الحزبي داخل المجتمع . وأكد المشاركون أن الشباب الفلسطيني ساهم بجدارة مميزة في المحطات والمفاصل الرئيسية في تاريخ الشعب الفلسطيني، كما احتلوا مواقعا ريادية وقيادية عززت دورهم بالمشاركة الفاعلة في صياغة وصناعة القرارات المصيرية السياسية منها والاجتماعية. وأضاف هؤلاء انه وعلى الرغم من قسوة الظروف التي نجمت كانعكاس طبيعي للحالة التي يمر بها الواقع الفلسطيني، إلا أنهم ما زالوا يمثلون وجهة الإرادة الحقيقية التي لابد من عدم التخلي عنها، كي تظل جذوة الانتماء الحقيقي في الوجدان و متجذرة في التكوين والإبداع الإنساني الخلاق، الذي من شأنه الدفع باتجاه إحداث التغيير الجدي والملموس في المجتمع . خلال مداخله أكد الدكتور عاطف أبو مطر أستاذ الاجتماع في جامعة القدس على أهمية الحوار بين الشباب لان الحوار ينهى كافة الخلافات القائمة لان العنف لا يولد إلا العنف و هذا يترتب عليه تدمر كل مقومات الحياة و النسيج الاجتماعي .و أضح أن للجامعات دور كبير في تعزيز لغة الحوار بين الشباب داخل الجامعات باعتبارها جامعة كافة أطياف التوجهات و الأفكار المختلفة من خلال اللقاءات المباشرة و ورش العمل الدورات التدريبية التي تعزز الحوار بينهم . كما انتقد أبو مطر عمل الأحزاب السياسية و المؤسسات ، مؤكدا أنها لا ترتقي لروح المسؤولية، مطالبين بضرورة إشراك الشباب بمواهبهم وإبداعاتهم المتنوعة في إعداد الخطط والبرامج التي تلبي احتياجاتهم وتعبر عن تطلعاتهم المستقبلية، والاستفادة من مبادراتهم الخلاقة وإبراز أدوارهم الحقيقية في شتى الميادين، والتركيز على إبراز المنجزات التي يحققونها عبر وسائل متعددة وفي مقدمتها الإعلام بأشكاله المختلفة .وقال أبو مطر أن الجميع مقصر في قضايا الشباب، داعيها إلى مراجعة مواقفه اتجاه قضايا الشباب وبين المشاركون إلى انه ترتب على هذه السياسة الخاطئة فقدان ثقة الشباب بالأحزاب السياسية المختلفة، مشيرين إلى وجود تيارات في الشارع تستطيع أن تغير إذا رغب الجمهور في التغير.ورأى المشاركون انه مطلوب عمل مشترك على مستوى السلطة والأحزاب لتحسين أوضاع الشباب، داعيين في الوقت ذاته إلى تنظيم حملات ضغط على السلطة والأحزاب لتغيير سياساتهم.وعبر المشاركون عن حالة النقص والحاجة الموجودة لدى الشباب الفلسطيني والتي اضطرتهم مكرهين إلى الانخراط في مجالات غير سليمة الأمر الذي أدى إلى انعكاسات خطيرة طالت كافة مناحي حياتهم، وأدى إلى انقسام وضعف حالتهم.وشددوا على ضرورة تسلح القيادات الشابة بالوعي والمبادرة والريادة حتى يستطيعوا النهوض بمجتمعهم نحو التقدم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، مؤكدا على ضرورة إنهاء الانقسام ومحاربة الفساد، داعيا الشباب إلى بذل كافة الجهود من أجل تجاوز ذلك. ومن جهته قال سليم الهندي منسق التحالف في غزة أن التحالف حريص على تعزيز لغة الحوار بين الشباب وعلى أهمية تعزيز مفهوم الشراكة فيما بينهم وأكد الهندي على أهمية تعزيز المفاهيم الايجابية لسلم الأهلي الاجتماعي و ثقافة التسامح والحوار والعيش المشترك والديمقراطية الهادفة التي تعزز قبول الأخر بعيدا عن ثقافة الإقصاء وتغييب الآخرين وفتح حوار شامل أمام الشباب فيما بينهم في كافة المجالات.