الرئيس الروسي ديمتري مدفديف الذي يزور دمشق يحمل على لسانه رسالة اسرائيلية قاطعة وواضحة نقلها في بداية الاسبوع الرئيس شمعون بيرس الذي زار موسكو: اسرائيل تريد السلام ولكنها غير مستعدة للتسليم بتسليح حزب الله. في رسالة يحملها الرئيس الروسي توضح اسرائيل بان ليس في نيتها مهاجمة سوريا وهي غير معنية باشتعال اقليمي. اضافة الى ذلك على سوريا أن توقف محاولاتها لنقل السلاح الى حزب الله. في اسرائيل قلقون مما وصف بانعدام فهم الاسد للخطورة التي تنظر بها اسرائيل للامور. "الاسد يلعب بالنار وهو لا يفهم بان صبرنا آخذ في النفاد"، قال مسؤول كبير في القدس. "يوجد هنا سلاح خطير جدا يتدفق بحرية الى لبنان، واسرائيل لا يمكنها أن تسلم بذلك". في لقاء مع الرئيس الروسي طلب بيرس ان ينقل الى الاسد أمورا واضحة. فقد قال بيرس لمدفديف: "يمكنك أن تنقل له بان خمسة رؤساء وزراء وافقوا على اعادة هضبة الجولان. ولكننا لا يمكننا أن نعيدها اذا ما نصبت فور ذلك بطاريات من ايران مثلما حصل بعد أن انسحبنا من لبنان ومن غزة". وقال بيرس لمدفديف ان على الاسد ان يختار اذا كانت وجهته الحرب والصواريخ أم وجهته السلام مع اسرائيل. الرسالة الاسرائيلية الى سوريا انتقلت ايضا بواسطة وزير الخارجية داني ايالون الذي التقى أمس وزير الخارجية الاسباني ميغال موراتينوس. الوزير الاسباني سيلتقي هذا المساء الاسد ووزير الخارجية السوري وليد المعلم. مصادر سياسية تقول ان الاقوال الاسرائيلية لسوريا نقلت أيضا بواسطة الادارة الامريكية، الاتحاد الاوروبي ومحافل رفيعة المستوى في الامم المتحدة. والتقى الرئيس الروسي أمس في دمشق في لقاء ثلاثي مع الاسد ومع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وأوصى مدفديف مشعل باطلاق جلعاد شليت في اقرب وقت ممكن. وقال الرئيس الروسي ان قضية الجندي المخطوف تعرقل المساعي لرفع الحصار عن القطاع. وامام الاسد حذر مدفديف من أنه اذا لم يكن هناك تقدم ايجابي في المسيرة السلمية مع اسرائيل، فمن شأن الشرق الاوسط ان يعلق في كارثة. اما الاسد من جهته فاتهم اسرائيل بتحطيم مساعي السلام. وقال الرئيس السوري ان "طرد الفلسطينيين من القدس، والاعتداء على الاماكن المقدسة والحصار على الفلسطينيين في غزة ستحطم وتدفع المسيرة السلمية الى الانهيار". في سوريا شددوا على أن زيارة مدفديف الى دمشق هي "زيارة تاريخية" لرئيس روسي منذ عشرات السنين. ووقعت أمس بين الدولتين سلسلة طويلة من الاتفاقات للتعاون. في التقارير من دمشق تم التشديد على النية الروسية لبناء قاعدة عسكرية في ميناء طرطوس والالتزام بتزويد سوريا بالصواريخ والمعدات العسكرية.