الشرطة والمخابرات الاسرائيلية سمحت امس بنشر ما نشر في كل العالم قبل ذلك: أمير حنا مخول، ابن 52 من حيفا، وعمر رضوان سعيد عبدو، ابن 50 من كفر كنا، اعتقلا للاشتباه بارتكابهما مخالفات أمنية خطيرة بينها التجسس والاتصال مع عميل اجنبي من حزب الله. مخول هو شقيق النائب السابق عصام مخول. في الشرطة وفي المخابرات يلمحون بان اعتقال الرجلين ليس الامر الوحيد وتحتمل اعتقالات اخرى. أمس، في أعقاب ضغط عام، وبسبب حقيقة أن أسماء المعتقلين كشف في وسائل الاعلام في أرجاء العالم، قرروا في الشرطة وفي المخابرات الطلب من المحكمة السماح بنشر جزئي للقضية في اسرائيل ايضا، ولكنهم طلبوا التقييد على نشر تفاصيل القضية. وكان المشبوهان اعتقلا قبل بضعة ايام. عمر رضوان اعتقل في منزله في كفر كنا قرب الناصرة في 24 نيسان؛ بعد اسبوعين من ذلك، في 6 أيار، اعتقل امين مخول، في بيته في حيفا. المباحث ومعهم المخابرات وصلوا الى منزله ونفذوا الاعتقال في ما نفذوا بالتوازي تفتيشا واسعا في المكان وجمعوا وثائق عديدة وأربعة حواسيب ايضا. في بيان نشرته أمس الشرطة جاء ضمن امور اخرى: "الرجلان اعتقلا للاشتباه بارتكاب مخالفات امنية خطيرة، بما في ذلك التجسس الخطير والاتصال مع عميل اجنبي عن حزب الله. التحقيق مع الرجلين مستمر. ويعتبر المشبوهان نشيطين سياسيين في الوسط العربي في الشمال وكانا عضوين في حركة التجمع الديمقراطي. قضية الاعتقال ذكرت الكثيرين في جهاز الامن بالتحقيق الذي ادير ضد رئيس الحركة، النائب السابق عزمي بشارة، الذي هرب من اسرائيل بعد وقت قصير من بدء التحقيق في قضيته وحتى اليوم يعد مطلوبا للمخابرات وللمباحث. وروى أقرباء الرجلين بانه منذ عودتهما الى اسرائيل، قبل بضعة اسابيع، عبر الاردن اوقفا للاستجواب من مصادر الامن التي امتنعت عن تنفيذ اعتقالهما وفقط بعد عدة ايام طويلة اجتاحت منزليهما في ظلمة الليل ونفذت الاعتقال على مرأى من ابناء عائلتيهما. "في الساعة الثالثة فجرا بينما الظلمة تسود في الخارج وكلنا نيام، فجأة سمعنا ضربات قوية على الباب"، تستعيد جنان مخول لحظات الاعتقال التي لن تنساها ابدا. عندما فتحت ابنتي الباب رأت 16 شرطيا، ومعهم شرطية واحدة. وفي غضون ثوان صاروا داخل البيت. قلبوا الاشياء وبدأوا يحملون الوثائق"، على حد قولها. "وحتى الثلاجة ازاحوها من مكانها. تصرفوا بوحشية، بعنف، بكراهية. هم ببساطة اقتحموا بيتي، تحدثوا باستخفاف مع تلميحات جنسية وقلبوا البيت". أمير مخول يعتبر منذ سنين أحد الزعماء المدنيين البارزين والمقدرين لدى الجمهور العربي في اسرائيل وفي اوساط منظمات وجمعيات سلام في ارجاء العالم. وهو يترأس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا لعرب اسرائيل. وقالت أمس جنان بألم، التي تعرف عليها حين كانا طالبين في جامعة حيفا: "انت تفهم السخافة. رئيس لجنة الحريات يقاتل الان في سبيل حريته هو". كما أن لاصدقاءه ومعارفه يردون الزعم بان مخول التقى مع جهة لبنانية وعمل ضد الدولة، كما تدعي الشرطة. "مرت ايام الاسكات من انظمة الظلام"، قال أمس رئيس مركز مساواة جعفر فرح الذي وقف على رأس كفاح العرب. أمس عقدت مظاهرة تأييد لمخول في شوارع حيفا شارك فيها ابناء عائلته، اصدقاؤه ومئات العرب الاسرائيليين من جمعيات مختلفة. ويوم الخميس ستبحث لجنة المتابعة في الناصرة في مواصلة النشاط من أجله. 11 مايو 2010