غزة / سما / خاطب فضيلة الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين المصلين بمسجد الحمد بخان يونس اليوم في خطبته والتي بعنوان ( الجزاء من جنس العمل ) . وقال:"في السياق إن من المتقرر في فطرة النفوس البشرية أن الجزاء من جنس العمل ، فمن عمل صالحاً فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، ولا يظلم ربك أحدا ، من يحسن يجز بالإحسان إحسانا ، ومن يسئ فلا ينتظر إلا هلاكاً وخسرانا خاصة وأن الإسلام قرآناً وسنةً رغب المسلم في تعامله فيما بينه وبين الناس أن يصبر على الإساءة ، ويعفو عن المسيء ،فالفطرة التي جبل الله عليها بني آدم تدعو صاحبها حينئذٍ ليكون محباً لا مبغضا ، وموالياً لا معاديا . وذكر الأسطل بقول الإمام العلامة ابن القيم فقد قال : ( اعلم أن لك ذنوبا بينك وبين اللّه ، تخاف عواقبها ، وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك. ومع هذا لا يقتصرعلى مجرد العفو والمسامحة ، حتى ينعم عليك ويكرمك ، ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله. فإذا كنت ترجو هذا من ربك ، وتحب أن يقابل به إساءتك ، فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه ، وتقابل به إساءتهم؟ ليعاملك اللّه تلك المعاملة. فإن الجزاء من جنس العمل فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل اللّه معك في ذنوبك وإساءتك ، جزاء وفاقا. فانتقم بعد ذلك ، أو اعف ، وأحسن أو اترك. فكما تدين تدان ، وكما تفعل مع عباده يفعل معك ، فمن تصور هذا المعنى ، وشغل به فكره. هان عليه الإحسان إلى من أساء إليه ) . وأردف فضيلة الشيخ" أيها الناس بل إن الله تعالى جعل ثوابه وعقابه في الآخرة مرتباً على نوع التعامل بين الناس ثواباً وعقاباً في الدنيا ، فالجزاء من جنس العمل وهذا الأصل العظيم المتقرر في النفوس ( الجزاء من جنس العمل ) جعله الله سبباً وباعثاً حاثاً على أمرين عظيمين : الأمر الأول ، المبادرة إلى أعمال المعروف والبر والإحسان وصلة الأرحام في أجلى صورها، والأمر الثاني ، اجتناب الآثام والسيئات والفواحش حتى لا نقع فيها ، والإقلاع عن الخطايا والذنوب إن وقعنا فيها بالفعل" . وتابع:"الدنيا مهما طال أمدها ،وزاد مددها ، وصفا ماؤها ، وبرد هواؤها، وأينعت زهرتها ، إنما هي دار الارتحال والفناء ، والبصير اللبيب فيها من أخذ بحاجته من حلالها ولو مازجته مرارةٌ ، ولم يلتفت إلى الحرام فحلاوته كاذبةٌ غَرَّارَة ، فلنتأهب للرحيل قبل حلوله ، ولنستعد للموت قبل نزوله ، ولنشمر عن ساق الاجتهاد والعمل ، قبل أن يُنَادى بنا ونساقَ للركوب فلا مَهَل ، فإن رواحل الموت قد أنيخت بالأبواب ، وإن الآخرة قد جهزت بجهازها من الثواب والعقاب ، فلا يجدينا اعتذارٌ ولا ينفَعُنَا عتاب ، ولن ينصرنا من دون الله الأهلون ولا الأصحاب ، بهذا جاءت السُّنَّة ونطق الكتاب ، فالجزاء من جنس العمل ، والخير بالخير والبادي أكرم ، والشر بالشر والبادي أظلم" . واستطرد قائلاً :" يا أهل فلسطين ما أحرانا أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،فهؤلاء لهم البشرى ، وأما أنتم يا من ألهته آماله ، وأغرته أعماله ، وأعجبه مقاله ، فعمي هو عنه حالُه ، كيف بكم وقد زال ملككم وسُلِبْتُم أملاككم ؟! ..كيف بكم وقد نزل مما بكم ما ينزل ببابكم ؟!..وما يُسْتَقْبَلُ إنه والله لهو الأدهى والأمر ". وتابع :"أيها القوم أحلوا ما أحل الله لا ما أحللتم ، وحرموا ما حرم الله لا ما حرمتم ، صلوا الأرحام المقطوعة ، وأجروا الأرزاق الممنوعة ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، لا تتشبعوا بما لم تُعْطَوا فالمتشبع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبي زور أوفوا بما نقضتم من العقود ، وأحسنوا بما أسأتم من العهود ". كما بين فضيلته في خطبته الثانية ما بينته الشريعة الإسلامية بأن مجازاة العصاة في جهنم من جنس أعمالهم السيئة ومعاصيهم الخبيثة ومنها على سبيل المثال الكانزون الذهب والفضة ، لا يخرجون الزكاة فيها ، والمنتحرون الذين يقتلون أنفسهم يعذبون في النار على الهيئة التي قتلوا بها أنفسهم ،وهكذا من اعتدى على غيره إنساناً أو بهيمة. وختم الأسطل: داعياً اللهم وفق عبدك محمود عباس إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، واجمع به كلمتنا على كلمتك فهي العليا ، وارزقه البطانة الصالحة التي تأمره بالخير وتحثه عليه".