غزة سما اكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور محمد الهندي "إن قرار استئناف المفاوضات هو تنكر لما تتعرض له فلسطين وشعبها من عدوان طافح". وانتقد الهندي في تصريحات له المبررات التي ساقتها الجامعة العربية لدعم خيار استئناف المفاوضات، وقال ما من توصيف لما حدث سوى أنه تماشي مع الرؤية والسياسة الأمريكية"، واستهجن "الحرص العربي" على تحقيق الرغبة الأمريكية بينما يتم التنكر لإرادة الشارع العربي المطالب بكسر الحصار الصهيوني المفروض على غزة كحد أدنى". وشدد الدكتور الهندي على أن ما جرى لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يخدم مصالحنا كعرب، وأن المفاوضات تخدم سياسات ومصالح أمريكيا والكيان الصهيوني. ووصف ما يتم الترويج له من أن هناك ضمانات أمريكية بأنه خداع وتضليل، وأضاف بان تجربة السنوات الماضية تؤكد ذلك، إضافة إلى الدلائل الواقعية والممارسة على الأرض. وقال ما الذي يجعل الأمور هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، ما الذي تغير على الأرض، وأضاف: " العرب لم يحسنوا استغلال المتغيرات التي أحدثتها المقاومة والصمود المشرف لشعبنا، ولذلك المفاوضات هي انعكاس لضعف العرب الذين أضاعوا كثير من نقاط القوة ولم يعد بحوزتهم سوى القدرة على تحقيق التنازلات. وحول الحديث عن ضرورة استثمار الموقف الأمريكي خاصة بعد الخلاف الذي برز بين المسئولين الأمريكيين والصهاينة، قال الدكتور الهندي: "إن الخلاف لم يتعلق بالاستراتيجيات ولكنه خلاف على المصالح المتبادلة بين الطرفين.." واستطرد "حتى هذه لم يحسن العرب استغلالها". وأكد على أن الموقف العربي ساعد الكيان الصهيوني على تجاوز الخلاف الشكلي مع الإدارة الأمريكية. ونوه الدكتور الهندي إلى أن "نتنياهو" سيصفع العرب كما فعل في المرات السابقة، ولن يكون بمقدور أبو مازن ولا العرب رد هذه الصفعات. ووجه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد انتقادات شديدة للموقف الفلسطيني "من قال إن السلطة أوقفت التفاوض؟ فماذا يعني التنسيق الأمني الجاري على أوسع نطاق؟ وماذا تعني إجراءات السلطة البوليسية ضد المقاومة وسياسة الاعتقالات والملاحقات وغير ذلك من أشكال القمع".. وشدد على أن المفاوضات لم تتوقف يوماً، وما تطالعنا به التسريبات من هنا وهناك شيء مذهل، خاصة ما يتعلق بتبادل الأراضي وحدود الدولة وغيره. واضاف "هذه المفاوضات شجعت العرب على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأصبحنا نرى ونسمع عن تسيير رحلات للمتطرفين اليهود إلى مناطق ودول عربية لزيارة مزارات بينما يغلق كل الحدود في وجه الفلسطيني" متسائلاً هل نسي العرب أن عشرات آلاف الأسرى الأبطال يمنعون من زيارة ذويهم؟؟!! وكيف نتنكر لمعاناة وآلام هؤلاء الأسرى ومنهم أسرى من دول عربية شقيقة؟؟ وحذر الدكتور الهندي من أهداف خفية تكمن وراء استئناف المفاوضات خاصة في ظل ما نسمعه صباح مساء من تهديدات ووعيد لسوريا ولبنان.