خبر : قدورة فارس: العزل سياسة لإذلال الأسرى وتعذيب نفسي وجسدي لهم

الأحد 02 مايو 2010 05:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
قدورة فارس: العزل سياسة لإذلال الأسرى وتعذيب نفسي وجسدي لهم



رام الله / سما /  قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أن سياسة العزل التي تفرضها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية على الأسرى، هي عقوبة تهدف إلى إذلال الأسرى ومحاولةً لكسر إرادتهم وتحطيم نفسيتهم، وذلك عبر ابقائهم معزوليين عن العالم الخارجي دون التمكن من الاتصال مع أي إنسانٍ سوى السجان، وهي بمثابة تعذيب نفسي وجسدي وفق معايير القانون الدولي. وأضاف ان عزل الأسرى أصبح نهجا منظما لسلطات الاحتلال، في محاولة منها لجعله قانونيا، بحيث صاغت له بعض القوانين والإجراءات العنصرية ليتماشى وسياستها السادية . وأشار إلى وجود محكمة صورية يعرض عليها الأسير كل ستة شهور إذا كان العزل انفراديا ( أي شخص واحد في الزنزانة)، أو كل سنة إذا كان العزل مزدوجاً ( أي شخصان في الزنزانة)، وهذه المحكمة تأتمر بأمر المخابرات الإسرائيلية’ الشاباك’ ومصلحة السجون ’الشاباص’، وغالبا ما تقضي بتمديد فترة وجود الاسير في العزل دون ابداء الاسباب لذلك، وهي تفتقر لأدنى صور ومقومات المحاكمة العادلة. وقال انه يوجد عدد كبير من الاسرى الذين يعانون من سياسة العزل الانفرادي، حيث يوجد أسرى امضوا ما يزيد عن 13 عاما في العزل، منهم الأسير تيسير سمودي من اليامون في جنين، وأسرى امضوا أكثر من ثماني سنوات منهم الأسيرين سامح الشوبكي من قلقيلية، ومعتز حجازي من مدينة القدس، وبلغ عدد الأسرى المعزولين حتى اليوم 23 أسيرا، وآخر من عزل منهم: يحيى سنوار، و ثابت مرداوي ، و صالح دار موسى، وعاهد غلمه. ويمنع على الأسرى المعزولين الاختلاط مع اسرى آخرين، او التزاور او الالتقاء بالساحه، ولا تصلهم اي اخبار من السجون الاخرى نظرا لندرة نقل الاسرى من والى العزل. واذا احتج أحد الأسرى على وجوده في العزل، تقوم الإدارة بقمعه ووضعه في العزل الانفرادي وتغريمه، وهناك أسرى مضى على وجودهم في العزل الانفرادي خمس سنوات منهم: جمال ابو الهيجان، واحمد المغربي، وحسن سلامه. وبين فارس ان غرف العزل صغيرة الحجم، حيث تبلغ مساحتها 1.8م x 2.7م تشمل الحمام ودورة المياه، ولا يوجد مكان أو متسع للمشي، وحتى لا يوجد متسع لأغراض الأسير وحاجياته. وقد تتضاعف المأساة إذا كان هناك أسيرين في الزنزانة. وأضاف، أن غرف العزل تتميز بقلة التهوية والرطوبة العالية، حيث يوجد في زنزانة العزل شباك واحد، صغير ومرتفع وقريب من السقف بينما باب الزنزانة لا يوجد فيه سوى شباك صغير مساحته 8 سمx 8سم، مما يتسبب في انتشار الأمراض وبالذات أمراض الجهاز التنفسي، كما حدث مع الأسير المقدسي جهاد يغمور والذي يعاني من التهاب رئوي حاد، اما بخصوص مدة الخروج إلى الساحة ( ما يسمى بالفورة ) فهي لا تزيد عن ساعة يومياً،ً وهذه مدة ليست كافية، حيث يحتاج الأسير للتعرض للشمس والحصول على فيتامين D ولعب الرياضة والركض والمشي، وهذه المدة القصيرة لا تسمح بكل ذلك، كما أن توقيت الخروج لهذه الفورة غير ثابت ويعود لمزاج إدارة السجن، لذلك قد يخرج الأسير المعزول في الساعة السادسة صباحاً حتى لو كان الجو ممطراً وبارداً، وإذا طلب الأسير تأجيل الموعد ساعة أو أكثر يفقد الحق في الخروج طوال ذلك اليوم. وغالبا ما يتم ادخال مساجين جنائيين إسرائيليين وعرب في قسم العزل مع الأسرى الفلسطينيين الامنيين والذي يشكل معاناة أخرى، حيث رفع أصوات المسجلات ليلاً ونهاراً، والصياح المستمر والشتائم والكلام البذيء، ناهيك عن وجود مساجين مرضى نفسيين، حيث الصراخ والضرب والطرق على الأبواب، والسباب والشتائم التي يكيلونها للأسرى الآخرين ولأعراضهم ولأهاليهم. وتستهدف المداهمات الليلية وحملات التفتيش التي تقوم بها الفرق الأمنية الإسرائيلية في السجون، بث حالة من الذعر والرعب في نفوس الأسرى الفلسطينيين، وتبلغ قمة الاستفزاز والاهانه في التفتيش العاري، حيث تحضر قوة خاصة وتقتحم غرف الأسرى المعزولين، وتقوم بتعريتهم وتفتيشهم تفتيشاً جسدياً دقيقاً، وكذلك تفتيش الغرفة وبعثرة محتوياتها، كما حدث خلال شهر آذار (مارس) 2007 في قسم عزل سجن عسقلان. ويمنع الأسرى المعزولين من إكمال دراستهم الجامعية كما حدث مع الأسير محمود عيسى من عناتا، والذي مضى على عزله ما يقارب خمسة سنوات، ويعتبر عيسى من قيادات الحركة الأسيرة في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي. اما إستهداف قيادات الحركة الأسيرة بعقوبة العزل، وخاصة في المرحلة السياسية الأخيرة بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، فقد تم عزل الكثير من قادة الحركة منهم عزل امين عام الجبهة الشعبيه احمد سعادات، وعزل القيادي مروان البرغوثي وجهاد يغمور وموسى دودين من الخليل، والأخير محكوم بالمؤبد، وقد تعرض للعزل والخروج من العزل أكثر من مرة، وخاض في إحدى فترات عزله إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وصل إلى مرحلة الإضراب عن شرب الماء، وامتد إلى ما يقارب خمسة وعشرين يوماً، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ودخوله إلى المستشفى، ولم يفك الإضراب الا بعد تلقيه وعد بالخروج من العزل، وهو ما تم آنذاك، إلا انه أعيد مؤخراً إلى العزل، وهو يعاني من أمراض مختلفة في جسمه. أما العقوبات الشديدة والتي تشمل إرسال الأسير إلى ’السنوك’، وهو عبارة عن غرفة صغيرة جداً طولها 180سم وعرضها150 سم، وبالكاد تكفي للنوم، ولا يوجد فيها متسع للصلاة، كما إنها لا تحتوي إلا على الفرشة وقارورتان إحداهما لشرب الماء والأخرى للاستنجاء من البول، والخروج للغائط مسموح به مرة واحدة في اليوم، مما يجعل الأسير يقتصد في الأكل كي لا يحتاج للخروج لقضاء حاجتة. ويمنع فيها ’السنوك’ إحضار ساعة لمعرفة الوقت، حيث لا يعلم الأسير الوقت من اليوم، وبالتالي مواقيت الصلاة كذلك، ولا يسمع الأخبار حيث لا راديو ولا تلفاز ولا صحف. ولا يسمح كذلك بشراء الطعام أو أي احتياجات أخرى من الكنتين. ويمنع فيها أيضاً إستعمال الوسادة فب النوم. وتقوم إدارات السجون بإعاقة زيارات المحامين للأسرى، ويضطر المحامي إلى الانتظار وقتاً طويلاً دون زيارة أي أسير، وتدعي الإدارة في بعض الأحيان بعدم وجود الأسير في القسم أو السجن، رغم عدم صحة ذلك. وتعاني الأسيرات الفلسطينيات أيضاً من عقوبة العزل، ويوجد حاليا في العزل الاسيرتين وفاء البس من غزة، ولطيفة ابو ذراع حيث تجاوز عزل الاسيرة ابو ذراع الثلاث سنوات.  وقال النادي، إن لأسرى المعزولين اتخذوا عدة خطوات على مدى السنوات السابقة، وخاصة في الآونة الأخيرة، منها إرجاع وجبات الطعام ووصل الأمر في عدة حالات إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، وكان هدفهم الرئيسي هو الخروج من العزل الانفرادي، ليعيشوا مع الأسرى الباقين في الأقسام المفتوحة، وكان هدفهم الثانوي هو تحسين ظروف الحياة في أقسام العزل، حتى تمثل الحد الأدنى للحياة البشرية الملائمة.