رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم الطلب من الرئيس المصري حسني مبارك في اثناء لقائهما المخطط له في شرم الشيخ غدا "تخفيض مستوى السرعة" في كل ما يتعلق بدفع الخطوات التي تؤدي الى الاعلان عن الشرق الاوسط كمنطقة نظيفة من السلاح النووي. وكانت "وول ستريت جورنال" نشرت أمس بأن الولايات المتحدة تجري مفاوضات مع مصر حول طلبها دفع الخطوات التي تؤدي الى الاعلان عن الشرق الاوسط كمنطقة نظيفة من السلاح النووي. اضافة الى ذلك قيل ان البيت الابيض معني بعقد مؤتمر خاص بهدف فحص لماذا لم يسجل تقدم في الموضوع. والاقتراح تدفعه الولايات المتحدة الى الامام قبيل المؤتمر النووي الذي ينعقد في نيويورك غدا. اوباما، حسب المنشورات، يحاول ان يتخذ بهذا الشكل صورة الوسيط النزيه في الموضوع النووي. الصفقة المتبلورة بين الولايات المتحدة ومصر، حسب المنشورات، هي "ايران مقابل اسرائيل". بمعنى: اسرائيل تتفكك من السلاح النووي الذي في حوزتها، اذا ما فعلت ايران ذات الشيء. هذه محاولة امريكية شبه اخيرة لوقف المشروع النووي الايراني – كما تدعي الصحف. "اقتراح بعيد الاثر" حسب التقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" يثور الانطباع بأن البيت الابيض مستعد لاتخاذ اعمال غير مسبوقة في هذا الموضوع. وشدد مصدر كبير في الادارة الامريكية قائلا "نقلنا الى مصر اقتراحا بعيد الاثر اكثر مما كنا مستعدين لعمله في أي وقت مضى. نحن مستعدون لاتخاذ خطوات لم يسبق ان اتخذناها من قبل ابدا". وتشدد محافل في الادارة الامريكية على انه من غير المتوقع اتخاذ قرار أحادي الجانب لتفكيك اسرائيل من السلاح النووي. فمثل هذه الخطوة، اذا ما وقعت، لن تتم الا بتوافق الاطراف ذات الصلة في الاتصالات وبعد ان يطرأ تقدم كبير في محادثات السلام بين اسرائيل والدول العربية. مصدر اسرائيلي يقتبسه التقرير يقترح موقفا مشابها وبموجبه تؤيد اسرائيل تفكيك الشرق الاوسط من السلاح النووي، ولكن فقط بعد عقد اتفاق سلام شامل في المنطقة. وأمس قالت مصادر اسرائيلية في القدس انه توجد نية لنقل رسالة الى مبارك تفيد بأن ليست اسرائيل هي المشكلة، بل البرنامج النووي الايراني "الذي يهدد مصر ايضا"، وأن التركيز على النووي الاسرائيلي "لا يجدي في هذا الكفاح". مصدر كبير في محيط رئيس الوزراء يضيف: "المشكلة الحقيقية في هذا السياق في الشرق الاوسط ليست الانضمام الى الميثاق بل عدم طاعة الميثاق. والدليل هو ان أربع من أصل خمس دول في العالم، وقعت على الميثاق لمنع نشر السلاح النووي، ورغم ذلك وجدتها وكالة الطاقة الذرية وهي تخرقه بقدم فظة، وهذه دول شرق اوسطية: العراق، ليبيا، سوريا وايران التي تواصل السير نحو نيل السلاح النووي وتدعو علنا الى ابادة اسرائيل". وتتصدر مصر منذ 1995 خطا متشددا ضد اسرائيل مطالبة بأن يرفض عليها أن توافق على الرقابة على منشآتها النووية ومخزونها من السلاح النووي – حسب منشورات أجنبية – واجبارها على التوقيع على ميثاق عدم نشر السلاح النووي. حتى اليوم، عرفت الولايات المتحدة كيف تصد هذا الطلب ونجح البيت الابيض في منع التقدم في هذا الموضوع. ولكن منذ انتخاب براك اوباما في القدس يشعرون بتغيير في الموقف الامريكي. موظفون كبار في القدس قالوا انهم يخشون من ان يكون اوباما يحاول قيادة تغيير في الموقف التقليدي للولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالغموض النووي لاسرائيل. قبل نحو شهر دعت مصر الولايات المتحدة الى الاعلان عن الشرق الاوسط بأسره كمنطقة مجردة من السلاح النووي. دعوات كهذه انطلقت في الماضي ايضا، الا ان الولايات المتحدة حرصت على منح اسناد لاسرائيل التي تحتفظ حسب منشورات أجنبية بسلاح نووي. في المؤتمر النووي الذي سينعقد في نيويورك غدا من المتوقع ان يشارك الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ايضا. وينعقد المؤتمر كل خمس سنوات. اسرائيل هي بين الدول القليلة التي لم توقع على ميثاق منع نشر السلاح النووي، مثل الهند، الباكستان وكوريا الشمالية. تأييد امريكي في انعقاد المؤتمر كما تحاول دفعه محافل مصرية، سيساعد الادارة الامريكية في تحسين صورتها كوسيط نزيه يتصرف مع الطرفين بشكل متساو. وحسب التقديرات من المتوقع للاتصالات الاخيرة بين اوباما ومصر أن تأخذ مسارا رسميا مع تعيين مبعوث خاص يعمل على تقدم المؤتمر النووي لدول الشرق الاوسط.