أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أول أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الكويتي بان محادثات التقارب بين اسرائيل والفلسطينيين ستبدأ في الاسبوع القادم. وقالت: "نحن ننتظر لقاء الجامعة العربية في القاهرة الذي سيؤيد التزام الرئيس عباس بالتقدم نحو المحادثات". وبالفعل، أعلنت لجنة المتابعة في الجامعة العربية امس عن تأييدها للخطوة. وحسب الجدول الزمني المتوقع ففي الايام القريبة القادمة ستنعقد اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف لاقرار بيان الجامعة العربية. وهكذا، عمليا، يتاح رسميا بدء محادثات التقارب، التي ستتم بوساطة المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل. وعلمت "هآرتس" بان قرار الجامعة العربية الاستجابة للدعوة للمشاركة في محادثات التقارب جاء بعد أن ابلغهم الرئيس الامريكي براك اوباما بانه في الجولة الاولى من المحادثات غير المباشرة سيتم التركيز على مسألة البناء في شرقي القدس. وذلك بعد أن طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الحصول على تعهد صريح من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الا تنشر حكومته في اثناء المحادثات عطاءات جديدة للبناء خلف الخط الاخضر. وأوضحت الولايات المتحدة للطرفين بان ميتشل لن يكتفي بدور ساعي البريد، الذي ينقل الرسائل من جهة الى اخرى، بل سيعرض افكار جسر تستند الى المواقف التي طرحها الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية كلينتون، وبموجبها على التسوية ان تقوم على اساس خطوط 67 وتبادل متوازن للاراضي. ويفترض أن تبحث محادثات التقارب في مسائل التسوية الدائمة: الحدود، القدس واللاجئين الفلسطينيين. وفقط اذا ما تحقق تقدم ذو مغزى في المحادثات فمن المتوقع أن تنعقد مفاوضات مباشرة ايضا. وأمس اقتبست صحيفة "الايام" الفلسطينية التقرير الذي قال ان في نية الرئيس الامريكي براك اوباما عقد مؤتمر سلام في حالة فشل محادثات التقارب. وبتقدير المحللين، في السلطة الفلسطينية يتوقعون أنه في حالة عدم نجاح المحادثات غير المباشرة سيعلن اوباما عن خطة سلام خاصة به تعرض على الطرفين، او كبديل، كما اسلفنا، عن عقد مؤتمر سلام لخلق ضغط على اسرائيل. والى ذلك، ستنشأ في بروكسل غدا منظمة يسارية جديدة ليهود اوروبا جي. كول (J-Call) الداعية الى وقف الدعم التلقائي لقرارات حكومة اسرائيل. المنظمة، التي تستمد الهامها من منظمة جي. ستريت الامريكية، تثير منذ الان عاصفة في اعقاب نشر عريضة تدعو الى تجميد البناء اليهودي في شرقي القدس وفي الضفة الغربية. وقد وقع على العريضة التي سترفع الى البرلمان الاوروبي اكثر من 3 الاف يهودي بينهم مفكرون معروفون. الاسمان البارزان في قائمة الموقعين هما الفيلسوفان الفرنسيان المعروفان برنار انري ليفي والن فينكلكراوت. ويعتبر الرجلان من كبار المدافعين عن اسرائيل في اوساط الدوائر الثقافية في فرنسا. كما وقع على العريضة دانييل كوهن بنديت (داني الاحمر)، زعيم ثورة الطلاب في الستينيات وعضو البرلمان الاوروبي اليوم، عضو برلمان آخر يدعى فينسنت بيلون وكذا قانونيون، صحفيون وغيرهم. ويدعم المبادرة الاوروبية عدد من الاكاديميين والشخصيات العامة في اسرائيل بينهم البروفيسور زئيف شترنهل، البروفيسور ايلي بار نفي ورجل وزارة الخارجية السابق، آفي بريمور. وجاء في العريضة ان "اسرائيل تتصدى لتهديدات وجودية. ودون التقليل من اهمية التهديدات من الاعداء الخارجيين. نحن نعرف بان الخطر يوجد ايضا في الاحتلال وفي استمرار انتشار المستوطنات في الضفة الغربية وفي شرقي القدس. هذه السياسة مغلوطة اخلاقيا وسياسيا على حد سواء وهي تغذي المسيرة غير المعقولة في نزع الشرعية، والتي تمر بها اسرائيل في العالم (...) مستقبل اسرائيل منوط بتحقيق سلام مع الفلسطينيين على اساس دولتين للشعبين. وبينما القرار النهائي هو بيد مواطني اسرائيل، التزامنا لاسرائيل كيهود في الشتات يستوجب علينا العمل باتجاه حل عادل. الدعم التلقائي لسياسة حكومة اسرائيل خطير ولا يخدم المصالح الحقيقية لاسرائيل (...) هدفنا هو خلق حركة اوروبية تنقل صوت المنطق الى قلوب الجميع. الحركة غير حزبية. هدفها ضمان وجود اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وهذا لن يحصل الا باقامة دولة فلسطينية سيادية وقابلة للوجود. دافيد سملا، من مؤسسي المنظمة في فرنسا، مهم له الايضاح بان هذه مبادرة من صهاينة محبون لاسرائيل. وقال: "نحن يهود اوروبيون، صهاينة، مؤيدون لاسرائيل نعارض مسيرة نزع الشرعية التي تمر بها اسرائيل في اوروبا. نحن جد قلقون من الوضع ونعتقد بان الزمن ليس في صالحنا ويجب استغلال الزخم من اجل العودة الى الحوار".