نقل سلاح متطور من سوريا الى حزب الله وحماس من شأنه أن يشعل حربا في الشرق الاوسط – هكذا حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اثناء الانعقاد السنوي للجنة يهود امريكا (AJC) في نهاية الاسبوع. على خلفية التقارير التي افادت بأن سوريا نقلت صواريخ سكاد الى حزب الله في جنوب لبنان، سعت كلينتون الى اطلاق تحذير من مغبة اشتعال في المنطقة: "نقل سلاح الى هؤلاء الارهابيين، ولا سيما سلاح بعيد المدى، من شأنه ان يشكل تهديدا ذا مغزى على أمن اسرائيل"، اوضحت كلينتون وأضافت: "مثل هذه القرارات معناها – الحرب او السلام". وزير الدفاع ايهود باراك، الذي شارك في المؤتمر في واشنطن، اوضح بأن لبنان سيتحمل المسؤولية عن اطلاق الصواريخ من أراضيه نحو اسرائيل: "حكومة لبنان، التي تقف خلفها سوريا، ستكون مسؤولة عن التدهول في المنطقة". بالمقابل، نفى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم أمس ادعاءات اسرائيل والولايات المتحدة في أن بلاده سلحت حزب الله بصواريخ سكاد. وقال في مقابلة مع وكالة الانباء السورية الرسمية ان "هذا تشهير امريكي يرمي الى أغراض الدعاية". بل ان وزير الخارجية وجه اصبع اتهام لواشنطن كمن تساهم في انعدام الاستقرار في المنطقة من خلال تسليح الجيش الاسرائيلي وقال: "سوريا تشكل نموذجا للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، خلافا للامريكيين وحلفائهم الصهاينة". بل شبه المعلم الاتهامات الامريكية بـ "الحملة الدعائية الامريكية ضد نظام صدام حسين"، والتي استندت الى "مزاعم كاذبة بموجبها كان لدى العراق سلاح للدمار الشامل – الامر الذي تبين انه لا اساس له من الصحة". اما الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اجرى معه التلفزيون الكويتي لقاء أمس فقد رفض التأكيد او النفي للتقارير حول نقل صواريخ سكاد الى منظمته. وقال ان "دمشق نفت هذه الادعاءات نفيا باتا، ونحن نحبذ أن نتصرف في هذا الشأن كما تصرفنا دوما وألا نعقب". وقدر نصرالله ايضا بأنه من غير المتوقع مواجهة عسكرية مع اسرائيل: "لسنا نحن الذين سنهاجم أولا". ومع ذلك فقد حذر بأنه لا يستبعد امكانية أن تمس منظمته بمسؤولين اسرائيليين كبار انتقاما لتصفية مسؤول حزب الله الكبير عماد مغنية. وقال "ضرب اهداف اسرائيلية في الخارج ليس المشكلة. نحن نفضل ضرب شخصيات كبيرة في القيادة الاسرائيلية وكذا الصهاينة يعرفون ذلك ولهذا فقد عززوا الحراسة حول مسؤولي قياداتهم". ومقابل سوريا وحزب الله، تواصل ايران اطلاق تحذيرات متشددة تجاه اسرائيل. نائب الرئيس الايراني، محمد رضا رحيمي، الذي زار دمشق في نهاية الاسبوع حذر من أن بلاده سترد بشدة على كل عدوان اسرائيلي ضد سوريا ولبنان وقال: " سنقطع أرجل اسرائيل اذا ما هاجمت سوريا".