غزة / سما / قال الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحمد بخان يونس والتي بعنوان ’عباد الله ارحموا أنفسكم..يرحمكم الله’: إن الرحمة عملٌ صالح وأول وأولى ما يدخل في العمل الصالح بعد التوحيد.وتابع: ’بل هي منه عند التفكر، وأولى العمل ما عاد على النفس قبل غيرك، ورحمة النفس تشمل رحمة نفسك، وكذلك رحمة نفس غيرك من ذوي قرابتك، أو الجيران، أو الصُّحبان والخِلَّان وعامة الناس وكذلك الدواب والطير ممن استحق الرحمة، وتشمل الرحمة بالمباشرة كما تشمل الرحمة بالأعمال المسببة والمحصلة، ومن رحمة العبد نفسه أن يكلفها طاقتها وما تستطيع، وعلى المرء أن يعرف قدر نفسه وقدرتها’.وأضاف ’ارحموا أنفسكم في عبادتكم يرحمكم الله، ومن الرحمة في العبادة إتباع السنة، واجتناب البدعة مذكراً ببعض أنواع الرحمة المطلوب توفرها سواء كانت في الإمام كالرفق بالمأمومين، والرحمة بالمصلين وكذلك الخطيب بألا يشق على الناس لا بتطويل ولا بتشقيق وكذلك الحاج والصائم بألا يكلف نفسه فوق طوقها’. وقال: ما أكرم المتراحمين بالطاعات، وما أبأس المتزاحمين على المعاصي والسيئات، فالتراحم سبيل الصلة و الموادة، والتزاحم سبيل التقاطع والمشاقة .وبين في خطبته الثانية نوعاً ثانياً من رحمة أنفسنا، الرحمة في المعاملة وذكر منها رحمة الأمير الرعية: وعن شداد بن أوس وهو أخو حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهما وهو افتتح إيلياء لمعاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما وهو يراجع معاوية رحمه الله يذكر الإمارة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الإمارة فقال: ’أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من رحم وعدل وقال هكذا وهكذا بيده بالمال ثم سكت ما شاء الله ثم قال كيف بالعدل مع ذى القربى’ .وأضاف: ’ليرحم الكبير الصغير، وليوقر الصغير الكبير وليلاطف الآباء أبناءهم وصبيانهم ولنرحم الناس جميعاً من نعرف ومن لا نعرف ولنرحم البهائم والدواب والطير ولا نعذبها وفي الهرة مسجونة بلا طعام ولا شراب حتى الموت ورجل يسقي الكلب فيغفر الله له، فيدخل الجنة’، كما تسائل: من لم يرحم نفسه فمن أين له الرحمة ..؟! داعيا أهل فلسطين يا أهل هذا الكتاب وهذه السنة، يا أصحاب هذه البلوى، وهذا المصاب، بل هذه الفاجعة الباخعة الباقعة (الاختلاف والانقسام): لك الله ثم لك الله سيادة الرئيس، فالمصاب مصابك، والحزن حزنك، يا صاحب المسعى المحمود، حقق الله لك المراد والمقصود في نصرة الدين وطهارة البلاد ورحمة العباد، وحفظ الحقوق، وقطع العقوق، وصلة الأرحام، وشفاء الأسقام، إخوتنا في رام الله فلتتقوا الله فينا ولا نكتفي منكم بمد اليد الواحدة بل نريد اليدين كلتيهما، وأنتم يا إخوتنا في غزة وفقكم الله لأن تلأموا الجراح النازفة، وتوقعوا على الوثيقة المصرية، لا مناص من عودة الوحدة للوطن وأهله أحب من أحب، وكره من كره فالانقسام يأباه الإسلام والآلام، والتاريخ والجغرافيا بل والعروبة والإنسانية، فنحن وأنتم جميعاً ممتحنون بين يدي الله وموقوفون ومسئولون فماذا نحن وأنتم قائلون؟، هذا ضائع، وذاك جائع، وذلك عاري، لا مأوى، ولا مخرج، ولا مدخل؟، ومن للأم الثكلى ؟ ومن للطفل والطفلة اليتيمة واليتيم؟، ومن للمرأة والرجل الأيِّم ؟!!..ولتتذكروا ولنتذكر جميعاً وقوفنا بين يدي الله تعالى وسؤاله إيانا عما نحن فيه لاحشم ولا خدم ولا مال ولا جنود يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه، فماذا أنتم مجيبون.