خبر : فريق امني امريكي يتفقد الحدود اللبنانية السورية سرا

الجمعة 30 أبريل 2010 01:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فريق امني امريكي يتفقد الحدود اللبنانية السورية سرا



بيروت اعلن مسؤول في سفارة الولايات المتحدة في بيروت امس الخميس ان فريقا امريكيا متخصصا في شؤون ’مكافحة الارهاب’ زار هذا الاسبوع المركز الحدودي الرئيسي بين سورية ولبنان.وتأتي هذه الزيارة في اعقاب اتهام اسرائيل والولايات المتحدة سورية وايران بنقل صواريخ متطورة الى حزب الله، وهو ما نفته دمشق.واوضح المسؤول في السفارة الامريكية ان زيارة هذا الفريق من برنامج المساعدة على مكافحة الارهاب التابع لوزارة الخارجية الامريكية، تقررت منذ اشهر بناء على طلب الحكومة اللبنانية.وزار الفريق، الذي تكمن مهمته في تقييم التدريب الذي اجرته واشنطن لقوات الامن اللبنانية، نقطة المصنع في منطقة البقاع (شرق لبنان)، بحسب وسائل الاعلام اللبنانية.وبرنامج المساعدة على مكافحة الارهاب هو برنامج دولي يهدف الى ان يوفر للشرطة واجهزة الامن تدريبا في مجال مكافحة الارهاب.ورد النائب نواف الموسوي من كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) على ذلك بالقول ان خبر زيارة الفريق الامريكي لنقطة المصنع الحدودية ’لا شك انه صدم كل لبناني اصيل حريص على كرامة وطنه وحريص على سيادة بلده، واعاد طرح المشكلة مجددا، مشكلة محاولة السفارة الامريكية الهيمنة على لبنان، الهيمنة على الامن اللبناني وجعل لبنان بمثابة جمهورية موز خاضعة للسيطرة الامريكية’.وتساءل الموسوي بحسب ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للاعلام ’متى ستبادر السلطة الاجرائية الى حماية الوحدة الوطنية من التدخل الامريكي الذي يصنف اللبنانيين بين ارهابي وغير ارهابي؟’.من جانبها اتهمت الخارجية اللبنانية البعثة الامريكية بمخالفة اتفاقية فيينا عندما زارت المركز الحدودي اللبناني مع سورية في منطقة المصنع، شرق لبنان.وقالت الخارجية اللبنانية في بيان ان ’هكذا تحركات مخالفة لمضمون التعميم الذي أرسلته (الوزارة) إلى جميع البعثات الديبلوماسية المعتمدة في أول آذار (مارس) المنصرم، حول ضرورة التقيد بأحكام المادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية في ما يتعلق باتصالاتهم وتحركاتهم الرسمية في الدولة المضيفة’.وقالت ’انها لم تبلغ بالزيارة التي قامت بها لجنة أمنية امريكية إلى مركز المصنع الحدودي، وهي لم تكن على علم بهذه الزيارة’.الى ذلك نسبت صحيفة ’هآرتس’ امس الخميس لدبلوماسيين رفيعي المستوى قولهم إن عددا من أجهزة الاستخبارات الغربية بينها أجهزة امريكية قالت انه ليست لديها القدرة على التأكيد ’بشكل مستقل’ على تفاصيل حول تمرير صواريخ ’سكود’ من سورية إلى حزب الله في لبنان.يشار إلى أن إسرائيل مررت من خلال الشهور الماضية من خلال قنوات دبلوماسية مع الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي رسائل شديدة اللهجة ضد تمرير أسلحة متطورة من سورية إلى حزب الله وخصوصا صواريخ مضادة للطائرات تخشى إسرائيل من أن حصول الحزب عليها سيمنع طيرانها الحربي من مواصلة التحليق في الأجواء اللبنانية.وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة ودول أخرى بينها فرنسا وايطاليا وألمانيا بالتوجه إلى سورية وتحذيرها من تمرير أسلحة.ووفقا لـ’هآرتس’ فإن هذه الدولة مررت رسائل التحذير الإسرائيلية إلى سورية لكنها طلبت من أجهزة استخباراتها التأكد بواسطة مصادرها من المعلومات التي زودتها بها إسرائيل والتدقيق في ما إذا تتوفر معلومات حول تمرير صواريخ ’سكود’ أو صواريخ مضادة للطيران. وأدى النشر في وسائل إعلام عربية عن تمرير سورية صواريخ ’سكود’ إلى حزب الله إلى إزالة الرقابة العسكرية المفروضة على الإعلام الإسرائيلي في هذا الموضوع، وجعل الحديث حول ذلك علنيا ما أدى إلى رفع مستوى التوتر بين إسرائيل وبين سورية وحزب الله ولبنان. وقالت ’هآرتس’ ان لدى أجهزة الاستخبارات الغربية وبينها الامريكية شكوك حيال مصداقية المعلومات الإسرائيلية أو على الأقل حيال تحليل تبعات هذه المعلومات ،حتى أن الاستخبارات الامريكية تقر بأنه ليس واضحا ما إذا كان قد تم تمرير هذه الصواريخ.وقال الدبلوماسيون الذين تحدثوا لـ’هآرتس’ ان الاستخبارات الامريكية كانت الوحيدة التي زودت بشكل مستقل معلومات بهذا الخصوص لكن هذه المعلومات أشارت فقط إلى أن نشطاء حزب الله يتدربون على إطلاق صواريخ ’سكود’ في سورية وليس عن أنه تم نقل هذه الصواريخ إلى لبنان. وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش العلني حول الموضوع هو الذي دفع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى التحذير من أجواء ’ذعر بالغ’ في لبنان من احتمال إقدام إسرائيل على مهاجمته مجددا. من جانبه اكد وزير الخارجية اللبناني علي الشامي الخميس ان الاتهامات الاسرائيلية لحزب الله بحيازة صواريخ سكود تهدف الى الحاق الضرر بالموسم السياحي في لبنان وتزيد التوتر العسكري في المنطقة.وقال الشامي خلال لقاء مع عدد من السفراء المعتمدين في بيروت، بينهم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، ان ’تهديدات اسرائيل تزيد التوتر العسكري في المنطقة وتلحق ضررا بالاستثمار والموسم السياحي في لبنان’.واضاف في رسالة غير رسمية سلمها الى السفراء وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها ان هذه التهديدات ’تهدد السلم والامن الاقليمي والعالمي، مضيفا ’نحن في حالة حرب مع اسرائيل والهدنة تعبير عن وقف اطلاق نار’.