وزير الخارجية المصري، احمد ابو الغيط، قال هذا الاسبوع في حديث مغلق في اعقاب زيارة عقدها في بيروت ان "يوجد في لبنان فزع مطلق" من امكانية هجوم اسرائيلي وحرب جديدة. الخلفية لهذا الفزع هي التقارير عن نقل صواريخ سكاد من سوريا الى حزب الله. ولكن دبلوماسيون كبار افادوا "هآرتس" بان بعض وكالات الاستخبارات الغربية، بما فيها الامريكية ايضا، والتي طلب اليها فحص المعلومات، قضت بان ليس بوسعها التأكيد "بشكل مستقل" لتفاصيل نقل الصواريخ. في أثناء الاشهر الاخيرة عملت اسرائيل بقنوات دبلوماسية حيال الولايات المتحدة ودول اخرى في الاتحاد الاوروبي، ونقلت رسائل حادة بشأن نقل وسائل قتالية متطورة من سوريا الى حزب الله. رغم قيود الرقابة داخل اسرائيل، نشرت مؤخرا تقارير مختلفة في وسائل الاعلام الاجنبية تحدثت في كل مرة عن نوع آخر من السلاح الذي تزعم اسرائيل أن سوريا نقلته الى حزب الله – صواريخ مضادة للطائرات، صواريخ سكاد وفي حالات معينة حتى سلاح كيماوي. وطلبت اسرائيل من الولايات المتحدة ودول اخرى مثل فرنسا، ايطاليا والمانيا ان تتوجه الى سوريا وتحذرها من نقل السلاح. وهذه الدول نقلت الرسائل، ولكنها طلبت أيضا من وكالات استخباراتها أن تتأكد من مصادرها الخاصة من المعلومات التي رفعتها اسرائيل، والفحص اذا كانت توجد معلومات تشير الى وسائل قتالية كهذه ولا سيما صواريخ سكاد.حقيقة أنه قبل بضعة اسابيع نشرت وسائل الاعلام في العالم العربي بان اسرائيل تدعي بان سوريا نقلت الصواريخ الى حزب الله جعلت الحوار في الموضوع علنيا، وشطبت بعض الشيء قيود الرقابة في اسرائيل وبالتالي زادت التوتر بين اسرائيل وبين سوريا ولبنان.ومع ذلك، في عدة دول غربية ذات قدرة وصول استخبارية لما يجري في سوريا وفي لبنان جيدة، بما في ذلك الاستخبارات الامريكية، توجد شكوك كبرى حول صحة المعلومات الاستخبارية التي لدى اسرائيل، او على الاقل بالنسبة لتحليل معناها. في بعض التقارير في العالم اعترفت محافل في الادارة الامريكية بانه لا يزال ليس واضحا اذا كانت الصواريخ قد نقلت بالفعل. وحسب دبلوماسيين غربيين كبار، فان فحوصات اجرتها بعض وكالات الاستخبارات الغربية، بما فيها الامريكية، لم تظهر بشكل واضح بان الصواريخ قد نقلت. واشار الدبلوماسيون الى أن الاستخبارات الامريكية كانت الوحيدة التي قدمت معلومات حول الموضوع بشكل مستقل ولكن هذه ايضا اشارت فقط الى حقيقة أن رجال حزب الله يتدربون على تشغيل صواريخ سكاد في سوريا وليس الى أن الصواريخ قد نقلت الى لبنان.واضاف ابو الغيط بان التقدير في لبنان وفي الكثير من الدول العربية هو أنه لم تنقل الصواريخ. وقال: "هذا ليس منطقيا. فهذه صواريخ كبيرة ولا يمكن اخفاءها". وحسب ابو الغيط فان المنشورات عن نقل الصواريخ تخلق انطباعا وكأن اسرائيل تحاول ايجاد ذريعة لحرب اخرى في لبنان. للانطباع العسير لدى ابو الغيط عن المزاج لدى القيادة اللبنانية، تضاف انطباعات مشابهة لمسؤولين كبار في عدة دول اوروبية تلقوا طلبات منفعلة من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي طلب منهم نقل رسائل كبح جماح لاسرائيل. فمثلا، قبل نحو اسبوع ونصف زار الحريري روما والتقى رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني الذي ذهل من الضغط الشديد الذي مارسه الحريري. وتحدث الرئيس المصري حسني مبارك ايضا مع الحريري عن الخوف من هجوم اسرائيلي ومن المتوقع أن يطرح الامر في لقائه مع نتنياهو الاسبوع القادم. وزير الدفاع ايهود باراك بحث في موضوع نقل السلاح في محادثاته مع كبار رجالات الادارة في واشنطن. في لقائه أمس مع وزير الدفاع روبرت غيتس، قال غيتس ان سوريا وايران تزود حزب الله بالصواريخ وقال: "لدى حزب الله صواريخ ومقذوفات صاروخية أكثر مما لدى معظم الحكومات في العالم.
