خبر : فلسطينيون ومستوطنون، عقاريون وخضر معا ضد الجدار../هآرتس

الخميس 29 أبريل 2010 01:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
فلسطينيون ومستوطنون، عقاريون وخضر معا ضد الجدار../هآرتس



استئناف الاشغال لاقامة جدار الفصل في جنوب القدس خلق تحالفا مفاجئا واستثنائيا. فلسطينيون، مستوطنون، عقاريون واعضاء في منظمات الخضر – كلهم ينطلقون ضد المسار المخطط، بدعوى أن الحديث يدور عن مشروع هدام سواء للسكان أم للبيئة. جماعة شركة "جفعات يعيل"، الذين يحثون اقامة حي يهودي كبير في المنطقة، يخشون من أن يقسم مسار الجدار الحي الى قسمين فيمس بقيمة الارض. والان يستعدون للشروع في صراع قضائي جندوا له ايضا رئيس مديرية مسار الجدار في غلاف القدس، العقيد احتياط داني تيرزا.  ويقترح تيرزا تغيير المسار الذي خططه هو نفسه، فيثير بذلك انتقادا عليه من جانب زملائه السابقين في وزارة الدفاع. في وثيقة أعدها لشركة "جفعات يعيل"، ووصلت الى صحيفة "هآرتس" كتب تيرزا يقول ان المسار الحالي يمس بالفلسطينيين وبشركة "جفعات يعيل"، ليس ناجعا من ناحية أمنية وضار شديد الضرر بالطبيعة. وكبديل للمسار الذي رسمه هو نفسه، اقترح تيرزا مسارا يضم قرية الولجة في الجانب الاسرائيلي من الجدار. ويعطي هذا المسار برأيه جوابا أمنيا افضل، يمنع "الاحساس بالاختناق" الذي يسود لدى الفلسطينيين، يقلص الضر بالطبيعة ويسمح في المستقبل باقامة الحي. المسار الجديد اقصر واقل ثمنا من المسار الحالي، ولكنه يستدعي اقامة نقطة عبور اخرى بين الولجة وبيت جالا. اقتراح تيرزا يثير الانتقاد في جهاز الامن الذي يدعي بان المسار الجديد يتعارض والمبادىء الامنية والقانونية التي خطط بناء عليها، والتي تقضي بانه يجب الامتناع قدر الامكان عن ضم مناطق ومنازل للفلسطينيين. مصدر أمني أعرب امس عن غضبه من سلوك تيرزا فقال: "يخيل لنا أنه ليس سليما ان ينتقل فجأة رجل خطط المسار ودافع عنه أمام المحكمة الى الجانب التجاري فيهاجم الخط". وقالوا في وزارة الدفاع معقبين ان "مسار الجدار قررته حكومة اسرائيل والهيئات القضائية. المسار يعطي الجواب الامني الافضل ويمس باقل قدر بالسكان وبالبيئة. كل التوجهات الى المحاكم لوقف الاشغال ردت".تيرزا من ناحيته يشرح المسار بموقفه في أنه منذ أن خطط الخط الاصلي نجح أصحاب "جفعات يعيل" في اثبات ملكيتهم للارض. سبب آخر هو الانخفاض الكبير الذي طرأ على حجم الارهاب والحاجة الى بناء جديد في القدس. وقال ان "هذا المسار افضل، لليهود وللعرب على حد سواء. المبدأ الذي قررته المحكمة  يتحدث عن الحد الادنى من الضرر – اقتراحاتي تقلص الضرر. يؤسفني أن جهاز الامن بقي عالقا دون البحث في جوهر الامر". منذ تقرر استئناف الاشغال قبل نحو اسبوع، عقد الفلسطينيون عدة مظاهرات ضد الجدار في المنطقة في اثنائها نشبت مواجهات عنيفة مع قوات الامن. السكان يحتجون على المسار المخطط الذي من المتوقع أن يتركهم في الجانب الفلسطيني. واليوم من المتوقع أن تعقد مظاهرة مشابهة يشارك فيها اعضاء المنظمات الخضر والمستوطنون. الخطة لاقامة الحي الذي سيضم 13 الف وحدة سكن، سيثير معارضة من جانب الادارة الامريكية ولكن الامر لا يردع المستثمرين. رجلا الاعمال بيني وداني كوهين، اللذان اشتريا 2.500 دونم في المنطقة قبل عشرين سنة، غير يائسين: "انا افهم أن في هذه اللحظة، في الوضع الناشيء، الحي ليس ذات صلة، ولكني اؤمن بانه سيكون حي حتى لو انتظرنا عشر سنوات اخرى"، قال داني كوهين، "من ناحية المدينة، من ناحية الصورة الكبرى اؤمن بان هذا ما سيكون. لا يوجد بديل آخر".