خبر : عدل معوق/هآرتس

الخميس 29 أبريل 2010 01:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
عدل معوق/هآرتس



 مأمور شكاوى الجمهور على القضاة، قاضي المحكمة العليا المتقاعد ومراقب الدولة السابق اليعيزر غولدبرغ، رسم أول أمس في تقريره السنوي صورة قاسية عن أداء الجهاز القضائي. غولدبرغ، الذي أمضى اكثر من ثلاثة عقود وهو يعمل في كل الهيئات القضائية، يحتج على التسويف في ادارة الاجراءات في المحاكم وعلى التأخيرات غير المعقولة في اصدار القرارات.  وبروح القول الانجليزي "العدل المؤخر هو عدل مزهق"، يقضي المأمور، بأن "العدل المؤخر هو عدل معوق". في السنة الماضية وصلت الى المأمورية اكثر من الف شكوى، اكثر من 10 في المائة منها تبينت محقة. نصف الشكاوى عنيت بالتسويف ونصفها بسلوك غير مناسب للقضاة في قاعات المداولات. كما كشف الاستيضاح عن استخفاف تجاه المحكمة من جانب المحامين. غولدبرغ لا يتجاهل حقيقة ان القضاة يعيشون تحت ضغط العمل الشديد والمضني، ولكنه لم يرَ في ذلك مبررا دائما واصر على الحاجة الى "المعالجة الجذرية".  في السنوات الاخيرة تبرز مساعي الجهاز القضائي لتقصير الطوابير، وبالفعل يلوح انخفاض في عدد الملفات المعلقة في المحاكم. رئيسة المحكمة العليا دوريت بينش تتصدر ما يسميه "الثورة الهادئة" التي غايتها العمل على سماع الملفات من يوم الى يوم، لاسماع شفوي لمرافعات الاطراف، واصدار القرارات فورا او بعد عدة ايام في ملفات معقدة. وهكذا يمكن للقضاة أن يستندوا الى انطباعاتهم من الشهود، حديثة العهد في اذهانهم. نموذج على الاستماع المتواصل جرى في المحكمة المركزية في القدس، وكذا محاكمة الرئيس السابق موشيه قصاب تجري بتواصل. المعالجة الجذرية للوضع الذي لا يطاق تستدعي الحرص الزائد في اختيار القضاة، عليهم ان يكونوا مؤهلين للوقوف امام الضغط والعبء القائم؛ اخراج القضاة الى التقاعد، قضاة غير كثيرين، ممن لا يستوفون مطالب الجهاز، وتوجيه جزء من الملفات للتحكيم والتوفيق. ويجدر ايضا فحص اقتراح المأمور في اعطائه صلاحيات قانونية للشروع بمبادرته في استيضاح الخلل في سلوك قاضٍ او ادارة عمله.  المعالجة اللازمة تستدعي التعاون بين الجهاز وبين وزارة العدل ورابطة المحامين. في تقدم الجهاز وفي استيعاب واجبه في اعطاء خدمة معقولة لزبائنه الكثيرين توجد مصلحة عامة حيوية.