غزة عقدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مؤتمر صحافي لعرض رؤيتها من قضايا المصالحة الوطنية والوضع السياسي الراهن وعدد من القضايا الأخرى التي تهم الشأن الفلسطيني والعربي، آخذين بعين الاعتبار انعقاد مؤتمرها الخامس. وتحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية صالح زيدان عن نتائج المؤتمر الخامس والذي بدأ التحضير له بعد عامين من انتهاء المؤتمر الرابع للجبهة، وذلك يعتبر مؤشر ايجابي على الالتزام بالنظام الداخلي وصيانة الديمقراطية الداخلية، مشيرا الى أن المؤتمر ناقش عددا من التقارير ومشاريع القرارات التي كانت موضع نقاش وحوار واسع خلال المؤتمر الذي صادق بالإجماع على مشروع التقرير السياسي والبرنامجي والتنظيمي للإقليم وما حمله من عناوين برنامجية جديدة واستخلاصات وتوجيهات. وأشار الى أن الأولوية الوطنية القصوى هي الخروج من حالة الانقسام الكارثية والتوقيع على الورقة المصرية وإعادة بناء المؤسسات الوطنية والمجتمعية بانتخابات شاملة، خاصة الرئاسية والتشريعية ووفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل, داعيا الى مواصلة العمل واستمرار التحركات الشعبية الضاغطة على حركتي "فتح" و"حماس" وبناء أوسع ائتلاف وطني ديمقراطي للقوى خارج الاستقطاب الثنائي لتلعب دورا فعالا لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية. وشدد على التمسك بخيار المقاومة وعلى الحق المشروع للشعب الفلسطيني في اتباع كل الوسائل المشروعة في مقاومة الاحتلال والاستيطان، كذلك أكد على ضرورة قياد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة بحدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتابع زيدان سرد نتائج المؤتمر الذي جدد التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني, وإجراء انتخابات لمجلسها الوطني على أساس التمثيل النسبي الكامل وإدخال إصلاحات على آليات عمل المنظمة لتكريس الدور القيادي للجنة التنفيذية في اتخاذ القرار ووضع حد لسياسة التفرد. وأكد على ضرورة العمل لتوثيق العلاقة الكفاحية بين قوى اليسار الفلسطيني، وإزالة العراقيل أمام بناء القطب اليساري سبيلا لوضع حد لسياسة الاستقطاب الثنائي المدمرة، داعيا الى ضرورة الاهتمام بقضية الدفاع عن الحريات العامة والديمقراطية. وأشار زيدان الى أن المؤتمر الخامس أقر بضرورة استمرار الكفاح ورفع الصوت ضد السياسات الضارة والخاطئة الاقتصادية والخدماتية لحكومة حماس, ولاقتصاد التهريب والأنفاق والذي يدر الأرباح الفاحشة لفئة محدودة من أصحاب الملايين ويدفع بالأسعار نحو ارتفاع جنوني على حساب الغالبية من أبناء الشعب الفلسطيني، وأدان المؤتمر إجراءات الحكومة المقالة في غزة بزيادة الضرائب والرسوم والسماح بإطلاق العنان للارتفاع غير المسبوق في الأسعار مع ازدياد تودي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ودعا الى وقف تلك السياسة ومناهضتها شعبيا. ودعا المؤتمر حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله الى وقف التعاطي مع قطاع غزة بالتمييز والإجحاف ووقف التوظيف وتجميد موازنات الخدمات، مطالبا بضرورة رفع الصوت وتحريك احتجاجات الفئات الاجتماعية المعنية والشعبية دفاعا عن حقوق العاملين في القطاع العام وحقهم بالمساواة مع موظفي الضفة وتثبيت التوظيفات لأكثر من 9700 عسكري لأعوام 2005 و2006 و2007 كموظفين وليس كبدلات بطالة، وإعادة صرف الرواتب المقطوعة لـ 2350 معلم ولجميع من توقفت رواتبهم بعد أحداث حزيران (يونيو) 2007. وأشار المؤتمر الى ضرورة تظافر الجهود للتخفيف من حدة الفقر المشكلة الكبرى للمرأة وترجمة الرئاسة الفلسطينية لموافقتها على اتفاقية سيداو بمساواة المرأة، داعيا الى الاهتمام بالنضالات الاجتماعية والديمقراطية بشكل عام, وأكد على ضرورة حلول العدالة الاجتماعية وبناء اقتصاد الصمود ومحاصرة الفقر والبطالة وتحرير المرأة والحريات العامة بديلا عن سياسات الاستبداد ووصفات الدول المانحة وأثرياء اقتصاد التهريب. ونوه زيدان أن المؤتمر الخامس أكد بروح نقدية على ضرورة معالجة الثغرات والأخطاء التي شابت عمل الجبهة، مشددا على ضرورة رفع الوعي بالبرنامج الجديد للجبهة في قطاع غزة والاهتمام بالتثقيف والتأهيل وعقد مؤتمرات المنظمات الديمقراطية العمالية والنسائية والطلابية والمهنية خلال الخطة السنوية القادمة وتعزيز الديمقراطية في المجال الحزبي.ودعا الى انتشار شامل في البناء الحزبي والديمقراطي القطاعي وتطوير دور كتائب المقاومة الوطنية, والعمل على دمقرطة الحياة الفلسطينية بالانتخابات الشاملة في المجتمع والجامعات والنقابات العمالية والمهنية والبلديات وصولا الى المؤسسات التشريعية والتنفيذية للسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية. وانتخبت الجبهة الديمقراطية خلال المؤتمر قيادة مركزية جديدة من 66 عضوا وبنسبة تجديد وصلت الى 44,5 في المئة منهم حوالي 25 في المئة يمثلون قطاعي الطلاب والمرأة.