خبر : فيلم 'غزة اننا قادمون' يدعم كسر الحصار على الفلسطينيين

الأربعاء 28 أبريل 2010 01:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فيلم 'غزة اننا قادمون' يدعم كسر الحصار على الفلسطينيين



 ’سوف تدفع الثمن لأنك تدعم الارهاب الاسلامي’:   اثينا ـ تشهد العديد من المدن اليونانية منذ اسابيع فعاليات ونشاطات بهدف بناء حركة تضامن واسناد شعبي وسياسي وفني للمبادرة الدولية لكسر حصار قطاع غزة. وقد ساهم انضمام مواطنين بسطاء من كافة الافكارغير العنصرية وغير الفاشية ومن كافة الاعمار والاجناس المتواجدين في اليونان والذين بقوا لفترة طويلة على هامش الاحداث والنشاطات الى شحن حملة ’قارب من اجل غزة’ بحقنة مقوية دفعت نشاطات الحملة الى كبرى الصحف والمجلات والاذاعات اليونانية، ولم يقتصر الامر على ذلك بل توسعت الحملة ووصلت الى المئات من الصفحات الاكترونية. وانضم للحملة المئات من الشخصيات اليونانية والاتحادات العمالية والجمعيات الاجتماعية والعشرات من الفنانين والمغنين والادباء.صعود وتوسع حملة كسر حصار غزة اثار قلق الاوساط الداعمة لاسرائيل في اليونان وحاولت عبر مقالات وصم الحملة بداعمة للارهاب وقد وصل حد انزعاج الداعمين لاسرائيل الى حد تهديد بعض العاملين والناشطين في الحملة. وكشف المناضل اليوناني فاغيليس بيساياس لـ’القدس العربي’ أنه تلقى هذه التهديدات بعد عودته مباشرة من إسطنبول حيث تم الإعلان عن مشروع تسيير اسطول سفن إلى غزة، وصرح لنا إنه تلقى اتصالا هاتفيا عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، خاطبه شخص مجهول باللغة الإنكليزية قائلا ’سوف تدفع الثمن، أنك تدعم الإرهاب الإسلامي’. واضاف ان صاحب التهديد اراد في ان يعطي اثبات عن جديته في صباح اليوم التالي عندما اخبروه جاره أن مجهولين كسروا زجاج نافذة سيارته المتوقفة أمام منزله.واتهم بيساياس عملاء إسرائيل بالوقوف وراء التهديدات واعتبر أن محاولات إرهاب النشطاء تعزز إصرارهم على اكمال المهمة وتحقيق الهدف.قد تحول فلم قناة ’الجزيرة’ ’غزة اننا قادمون’ لعنوان الكثير من النشاطات والفعاليات حيث لا تخلو مدينة ونشاط من عرض الفلم وتحديدا بعد فوزالفيلم بالجائزة الأولى في مهرجان سالونيك الدولي للافلام الوثائقية الثاني عشر وقد التقينا في اثينا بصاحب فكرة ومنتج فيلم ’غزة اننا قادمون’ نسيم الاطرش، وقال ان فكرة الفيلم اتت يوم وصول القوارب لغزة ’كان يوم من الف يوم بعدما شاهدت على ’الجزيرة مباشر’ دخول أول سفينتي كسر الحصار الى قطاع غزة عبر البحر الأبيض المتوسط منذ عام 1967- 2008 أدركت حينها أنه حدث تاريخي ويجب تسجيله بصورة معينة لكي لايمحى من ذهن العالم أو يمر كيوم عابر’وبعد رسوخ الفكرة بدأ العمل الشخصي اولا، فبعد عودة النشطاء الدوليين من غزة الى ميناء بيريوس في اليونان’ توجهت الى الميناء لاستقبالهم والحديث معهم وتم التنسيق معهم على اعداد مقابلة صحافية’ بعد ذلك بأيام تحدث النشطاء امام الكاميرا الشخصية لنسيم في منزل ’فاغيليس بيساياس’ طال الحديث عن الرحلة التاريخية لأكثر من أربع ساعات بعد اطلاع قناة ’الجزيرة’ على الكثير من تفاصيل قصة القوارب والنشطاء وترحيب القناة بالفكرة تم عرض المقابلة على المخرج اليوناني للأفلام الوثائقية ’يورغوس افيروبولوس’والذي أبدى حماسه للفكرة والأتفاق على انتاج الفيلم ،حينها اقترح نسيم على ’يورغوس’ ضم مخرج اخر كان ضمن المتضامنين الذين توجهوا لقطاع غزة وهو ’يانس كاريبيذس’ والذي كان قد حصل على الجنسية الفلسطينية. بعد تجميع هذه الأفكار تم عرضها على المخرجة الفلسطينية ومعدة ومقدمة برامج في قناة ’الجزيرة’ الفضائية ’روان ضامن’ والتي بدورها أبدت استعدادها واستعداد ’الجزيرة’ لدعم انتاج الفلم، طلبت قناة ’الجزيرة’ تعريب الفيلم بعد انتاجة. وقد اقترح نسيم الاطرش على مراسل ’الجزيرة نت’ في اليونان ’شادي الأيوبي’ بما لديه من خبره في اللغتين اليونانية والعربية بمهارة عالية المشاركة في الفيلم واعرب عن موافقتة. وبعد تشكيل الطاقم الرئيس للانتاج تم ارسال اقتراح كامل الى القسم المالي في قناة ’الجزيرة’ ممثلها زيدون البدري وتمت الموافقة على الاقتراح والبدء في انتاجه. وقد اعرب هنا منتج الفيلم عن شكره لقناة ’الجزيرة’ لان ’تنزلها عن حقوقها في عرض وتوزيع الفيلم في اليونان ساهم في اعطاء دفعة قوية جدا لحركة التضامن مع فكرة ومبادرة كسر حصار غزة’.تحدث نسيم عن الصعوبات التي واجهت النشطاء واوضح انه لم يكن سهلا على الاطلاق ارسال سفينتين لقطاع غزة حيث الامكانيات المادية التي يحتاجها شراء واصلاح القاربين كان اكبر بكثير من امكانيات النشطاء الصعوبة اخرى كانت في الناحية الأمنية وضرورة عدم معرفة احد بوجهة القاربين لا الموساد الاسرائيلي ولا المخابرات اليونانية حتى ان النشطاء اخفوا عن عمال المرافئ ممن ساهموا في اصلاح القاربين من ضمنهم عمال مصريين ان القوارب التي بين ايديهم ذاهبة الى غزة. لم يعرف أحد يعرف الى اين وجهة القاربين الا شخص وزوجته’ من جزيرة ’سبيتسس’ ويدعى ’تاسوس’ حتى ان صاحب مرفأ ’أريتريا’ وهو ’ماسترو ثوذوري’ كان يعتقد أن اصلاح القوارب بهدف الترفيه والسياحة مع اقتراب فصل الصيف.تم العمل في سرية تامة والتنسيق مع المتضامنين بأمنية عالية، كانت الاتصالات تتم بهواتف عمومية بين الأطراف حتى لا يعلم أحد بالأمر.تم نقل السفن لأكثر من جزيرة ’كريت’’ومن ثم ’ كستالوريزو، الجزيرة التي يكن اهلها حبا وعرفانا خاصا لغزة واهلها. واضاف منتج الفيلم عن دور رئيس البرلمان القبرصي السابق ’فاسوس ليساريديس في توفير حماية امنية للقوارب من البحرية القبرصية في ميناء لارنكا، والتي شكلت نقطة لقاء وانطلاق المتضامنين الى غزة.وهنا بدأ حديث نسيم الاطرش لـ’القدس العربي’ عن الصعوبات والعراقيل التي رافقت انتاج الفلم وانها لم تتمكن من ايقاف العمل الانتاجي، حيث ان الافراد المنضوية في طواقم الانتاج قادمة من افكار وثقافات وافاق مختلفة ومتصارعة على اصغر التفاصيل الفنية والسياسية، ’كانت كلقاء فصائل فلسطينية وعربية واحزاب يونانية معا، كنت اتخوف ان نصل الى ’واتفقوا على ان لا يتفقوا’ لكن صوت غزة وشعبها ومقاومتها كانت اعلى من اي صوت’. اضاف ان صعوبات واجهت طاقم المونتاج في لقطات الفيديو التي التقطها النشطاء بانفسهم اثناء رحلتهم الى غزة ’لقطات رديئة الصورة والصوت، فهم مناضلون وليسوا مصورين وعليه كان علينا تحويل اللقطات الرديئه الى لآلئ في شريط الفيلم’. وبعد الانتهاء من التصوير اتت ساعة التعريب وأجريت العديد من الاتصالات مع شباب عرب من جنسيات عربية مختلفة من : سورية، لبنان ، ليبيا، فلسطين ولكل منهم ثقافة واتجاه سياسي وفكري مختلف،تم الالتقاء والاجتماع في مقر شركة الانتاج اليونانية للمشاركة في تعريب الفيلم الذي تم اعداده.وبدا التعريب وسهر شادي الايوبي الليالي وكان يتابع ويدقق في كل كلمة وعبارة ونفس وهمسة وساعدته رغم جهلها التام باللغة العربية السيدة ’أنا بروكو’.اتفق العرب واليونانيون على الرغم من اختلافاتهم الحضارية والدينية على هدف واحد هو ارسال رسالة للعالم من خلال هذا الفيلم ’بامكان اي مواطن في العالم ان يشارك في كسر الحصار عن قطاع غزة، وجعل’ البحر الابيض المتوسط بحرا حرا كما كان على مر العصور، ولا يحق لاحد ان أن يحوله لسجن أو يسجن شعب من خلاله. في النهاية تحدث نسيم انه ’مثلما وصلت قوارب المتضامنين الى ميناء غزة وكسروا الحصار المفروض عليها كذلك هو حال فيلم ’غزة اننا قادمون’ ببداياته وصعوباته تم وصوله الى ميناء ’الجزيرة’ الفضائية ليوثق التجربة التاريخية.