خبر : الدبيك: مخاطر الزلازل في فلسطين تعود لعدم جاهزيتنا لها

الثلاثاء 27 أبريل 2010 02:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
الدبيك: مخاطر الزلازل في فلسطين تعود لعدم جاهزيتنا لها



رام الله / عرض اليوم، مدير عام مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية د. نمر الديبك لسبل الوقاية للتخفيف من مخاطر الزلازل.  وبين الديبك في المؤتمر الصحفي الذي نظمته وزارة الإعلام في برنامجها ’واجه الصحافة’ أن ما تقوم به الأمم قبل وقوع الكارثة أهم بكثير مما تقوم به بعدها، من زاوية مستوى التوعية، القوانين، والضوابط، وتطبيقها قبل الكارثة، وعادة ما تستطيع الأمم التي تعد نفسها للكوارث من التعامل معها بصورة أفضل، لافتا لأهمية وسائل الإعلام في هذه العملية. وأشار الديبك إلى أن مخاطر الزلازل في فلسطين، لا تعود خطورتها لقوة الزلزال، وإنما لعدم جاهزيتنا له، على مستوى الأبنية والقوانين. وأشار لوجود مخاطر زلزالية إضافة إلى مخاطر عدد من البؤر الزلزالية في منطقة إصبع الجليل، وشمال البحر الميت جنوب وادي عربة والعقبة، وبيسان وطبريا والبقاع الغربي ومنطقة الفارعة والكرمل. وأضاف شارحا أسباب حدوث الزلزال، والتي تعود لاستمرار تحرك القارات، مبتعدة ومقتربة من بعضها البعض، تحدث ضغوطا على بلاطات الأرض، وتتصدع مشكلة أحزمة زلزالية. وأشار إلى تحرك البلاطات العربية في اتجاه شمال شرق وتبتعد عن البحر الأحمر بحوالي 2سم، كما تتجه فلسطين جنوبا مبتعدة عن الأردن سنويا بمقدار 5-7 ملم، وتضغط على البلاطات الفارسية، وعلى منطقة غرب شرق تركيا، مما يؤدي إلى صعود الجزر من باطن الأرض مثل جزيرة قبرص، والتي ترتفع سنويا بمقادر0.5 ملم. وأوضح أن ’التسونامي’ تحدث عادة في حال حصول زلزال عمودي في قاع البحر، وهناك زلزال تنشأ من حركة تحويلية في الأرض، وهو مل يميز الزلزال الذي حدث في منطقة البحر الميت في عام 1927. وأكد أن فلسطين دخلت في الزمن الدوري للزلازل، التي تؤثر في فلسطين، وهو زلزال البحر الميت الذي حصل في العام 1927، أو في شمال فلسطين، مبينا أن الزمن الدوري عادة يكون بين 80 -100 عام، حيث لا تعود بلاطات الأرض تحتمل الضغط الحاصل عليها، ودرجته تتراوح بين 6 إلى 6.5 درجة على مقياس ريختر، وقد تصل إلى 7 درجات. وأوضح الديبك، أن هناك عوامل أخرى تساعد في زيادة حجم الخسائر إضافة إلى قوة الزلزال على مقياس ريختر، ومنها نوع التربة، ’فالطينية والرملية أخطر من الصخرية’، وقربه من السطح، فكلما اقترب الزلزال من سطح الأرض، تكون قوته التدميرية أعلى، وكذلك ومستوى قربه أو بعده عن مراكز التجمعات السكانية. ولفت الديبك إلى أن الدراسات في فلسطين، تشير إلى أن قابلية تأثر المباني بالزلازل في الأراضي الفلسطينية مرتفعة، كون غالب المبني غير مصممة لمقاومتها، بما فيها المباني الحكومية وغير الحكومية، ’ورغم حصول تقدم في السنوات القليلة الماضية، إلا انه لا يوازي الجهد المبذول’. ونوه إلى أن تكلفة تصميم مباني مقاومة للزلازل، لا تزيد من تكلفة البناء سوى 3- 5 % فقط من قيمته، ’رغم أن الاستطلاع الوحيد الذي تم إجراءه في فلسطين يشير إلى استعداد 87%من المواطنين لتصميم منازلهم لتكون مقاومة للزلزال’. وأضاف أن المباني في فلسطين ثلث منها مقاوم جيد للزلازل، والثلث الثاني وسط والثالث ضعيف، موضحا أن المباني المتماثلة هندسيا تستطيع المقاومة. ودعا الديبك، إلى التزام بالمعايير الدولية وإلاستراتيجية الدولية المعروفة ’إطار هيجو 2005-2015، وهي معايير دولية ناتجة عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لمواجهة الكوارث في العالم. وهذه المعايير تقوم، كما أوضح، على الحكم الرشيد في الكوارث، من تشريعات، وقوانين في التصميم، والتنفيذ للمباني، والمنشآت، وتحديد مخاطر الكوارث، وتقيمها ورصدها وتعزيز الإنذار المبكر، المعرفة ونشر التوعية، ’ويقع الدور الرئيسي فيه على وسائل الإعلام، والحد من المخاطر الأساسية، تحت عنوان الوقاية خير من العلاج، والاستجابة للطوارئ، وتحديد مراكز غرف الطوارئ وعلاقتها بالمراكز الفرعية في جميع المحافظات’. ونوه الديبك إلى واقع فلسطين التي تقع تحت الاحتلال، وفي حال وقوع زلزال في منطقة البحر الميت، والذي سيؤثر مباشرة على كل من الأردن وإسرائيل، وأن غياب بنية تحتية من مطارات وجيوش ومعدات في عملية الإنقاذ وإيصال المساعدات للمحتاجين، والتي بالعادة تصل خلال 36-38 ساعة، ولكن في الظرف الفلسطيني يصل إلى 72 ساعة. واعتبر، استعداد الجانب الإسرائيلي لتسليم مطار قلنديا للسلطة في حال حدوث كوارث، بأنه أمر غير كافي، ويجب على المستوى الرسمي العمل على ذلك ليكون مركزا لانطلاق عمليات الإنقاذ. وعرض الديبك لمناطق الخطر التي تتهدد فلسطين، وأعدها مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل، وقسمها إلى عدد من المناطق الأكثر خطورة، وتخص مناطق الأغوار، والأقل خطورة وتضم منطقة نابلس وجنين، ومن ثم يصل الخطر لمنطقة رام الله وقلقيلية والقدس والخليل والخطر الأقل سيكون على منطقة طولكرم وقطاع غزة، وهي الأقرب للسواحل. وأوضح أن المركز لدية أجهزة حديثة جدا، يمكن لها رصد زلزال دون قوة 1 على مقياس ريختر، كذلك يمكن لها قياس مستوى تحرك فلسطين بعيدا عن الأردن، وفي حالة حدوث تسارع في هذا البعد، يمكن التنبيه المواطنين لإمكانية وفرص حدوث زلزال، استنادا إلى النظريات العلمية، رغم أن العلم حتى اللحظة لم يتمكن من تحديد وقت ومكان حصول الزلزال. من جهته قال رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث واصف عريقات، إن على المجتمع الفلسطيني أن يشحذ طاقاته، لحماية المواطنين من ’الساعات القاتلة’ التي تلي الزلزال، والتي يقع العبء الأكبر فيها على المجتمع المحلي، لمساندة السلطة الرسمية.  وبين أن هذه القضية لا يمكن تحقيقها دون خطط وبرامج عمل، ولدينا كفاءات كبيرة وطموح كبير، على الرغم من تواضع إمكانياتنا. وأضاف ’العلم والمعرفة والتوعية وتنظيم المجتمع هو العدو الرئيس للكوارث، بعيدا عن الخوف والهلع’.