خبر : في ظل تنامي ملحوظ لعدد المترددين لطلب المشورة والدعم النفسي.. ملتقى زاخر النسوي ملجأ لعلاج الأعراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية

الإثنين 26 أبريل 2010 07:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
في ظل تنامي ملحوظ لعدد المترددين لطلب المشورة والدعم النفسي.. ملتقى زاخر النسوي ملجأ لعلاج الأعراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية



غزة / سما / لم تتوقع السيدة (س- س) من سكان منطقة الشجاعية في يوم من الأيام أن تخف ضربات زوجها عن جسدها ويكف لسانه عن إطلاق سيل الشتائم التي اعتادت على سماعها يوميا وكانت بالنسبة لحياتها كالماء والهواء بعدما وجدت ضالتها في ملتقى زاخر النسوي التابع لجمعية زاخر لتنمية قدرات المرأة الفلسطينية و الذي غير من مسار حياتها ولم تعد تتعرض لتلك السوط الذي كاد يفقدها حياتها وكرامتها . توجهت ( س –س ) لملتقي زاخر النسوي في حي الزيتون في مدينة غزة التي سمعت عنه من جيرانها ، وجلست مع الأخصائيين هناك وتحدثت عما تعانيه من سوء معاملة زوجها لها ولأبنائها وتعديه عليهما بالضرب وبعد عدة جلسات استطاعت هذه السيدة أن تغير من مجري حياتها ويتحول بيتها الذي كان مصدر إزعاج وخوف إلى بيتا أكثر أمنا وأمانا واستقرارا . وتضيف السيدة أنها بمجرد جلوسها مع الأخصائي المختص وإسدائه لبعض النصائح والإرشادات لها والعمل على تطبيقها داخل الأسرة تغيرت حياتها ، وهنا وجهت هذه السيدة نصيحتها لكل أمراه تعاني داخل بيتها بأن لا تتردد بأن تذهب لتلك المراكز التي وجدت من أجل خدمة الأسرة الفلسطينية وعلاج المشاكل النفسية التي تواجه تلك الأسر والتي زادت وتيرتها بعد الحرب مباشرة . السيدة ( س – س ) هي واحدة من مئات الحالات التي تتوجه يوميا لطلب المساعدة من الملتقى حيث وجدت العديد من النسوة ضالتهن وحلول لمشاكلهن الأسرية والاجتماعية وساهم في عودة الأمن والسلم الأسري لهن . لم تقتصر خدمات الملتقى على شريحة النساء بعينها فحسب ولكن امتدت لجميع الشرائح و الفئات فهناك الكثير من الشباب الذين يعانون من مشاكل نفسية وجمسانية ويتوجهون لطلب المساعدة من الأخصائيين والأخصائيات العاملين في الملتقى . فهذا الشاب ( م – ع ) والذي يعاني من التبول اللاإرادي منذ طفولته ولم تفلح جميع المحاولات الطبية في علاج مشكلته التي أصبحت تؤرقه في كل مكان وزمان ولكنه وجد أخيرا حلا لمشكلته داخل هذه المراكز بعد عدة جلسات مع الأخصائي المختص الذي بدوره قام بدراسة وبحث جميع نواحي هذه المشكلة من الناحية الطبية والنواحي الاجتماعية الأخرى ، وبعد عدة جلسات تنجح محاولات الأخصائي في تخليص هذا الشاب من مشكلة كان يعتقد أنه لا يوجد حل لها ، ولكنه شفى منها تماما ، وأصبح في قمة السعادة ويمارس حياته بشكل طبيعي وتحسنت معنوياته وانعكس ذلك على مستواه ألتحصيلي وعلى علاقاته الاجتماعية داخل المجتمع وخارجه . وعند الحديث عن الأطفال ومشاكلهم فالحديث هنا بلا حرج خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حيث دفع ثمنها غالبية الأطفال والتي تجلت في العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية فزيادة العنف والعدوان لدي الأطفال والكوابيس الليلية واضطراب ما بعد الصدمة ، والفزع ، الخوف من الأصوات وغيرها من هذه الأعراض اقتحمت حياة الطفل النفسية وقضت مضجعه وسلبت طفولته ولكن العديد من الأطفال أيضا لقوا ضالتهم وحلا لمشكلاتهم داخل هذه الملتقيات التي جاءت كضرورة ملحة فرضها الواقع الذي يحياه سكان قطاع غزة . فهذا الأب (ش- أ)وهو والد الطفل (أ- أ) لم يتردد في طلب مساعدة طفله ذو 14 عاما في هذا الملتقى والذي يقطن في المناطق الحدودية من حي الشجاعية حيث أن طفله أصبح عدوانيا ويتعدي بالضرب علي كل من حوله من إخوته أو أصدقائه علي سبيل اللعب وحركة زائدة بشكل ملحوظ في البيت ويصدر عنه حركات وتصرفات عنيفة بشكل واضح داخل المنزل حيث باشر الأخصائي بالعمل مع الطفل وتم تنفيذ جلسات علاج و دراسة حالة الطفل من قبل الأخصائي من جميع جوانبها وتشخيصها بالإضافة لتحديد الخطة العلاجية وعمل جدول متابعة سلوكية وتم دمجه داخل المؤسسة في أنشطة عديدة جلها الرياضية وبعد عدة جلسات ومتابعة ومراقبة الطفل لاحظ الأخصائي أن الطفل (أ) يحب الرياضة بشكل كبير وخصوصا كرة القدم وكرة اليد ووجهت له بعض الإرشادات والنصائح ولوحظ أن الطفل (أ) يوجد عنده طاقة كبيرة يحتاج إلى تفريغ من خلال اللعب وبالفعل أخذ الطفل يهدأ داخل بيته بشكل ملحوظ وهذا ما أكده والد الطفل وبات يلحظ الفرق الكبير في سلوك الطفل قبل وبعد جلسات العلاج النفسي والتغير الذي حدث في وقت قياسي . إنعام حلس رئيسة مجلس إدارة جمعية زاخر لتنمية قدرات المرأة الفلسطينية قالت : " إن الملتقى تم تجهيزه بناءا على الاحتياجات المحلية في المنطقة التي تتركز في الجانب النفسي والاجتماعي نظرا لان المنطقة تعد منطقة حدودية تكثر فيها التوغلات والاجتياحات الإسرائيلية مما يخلق نوعا من الاضطرابات النفسية والتي تحتاج إلى تدخل من قبل مختصين " آملة أن يساهم الملتقى في تحقيق السلم الأسري والمجتمعي وتحقيق مستوى عالي من الصحة النفسية للأسرة ، موضحة أن الجمعية تواصل أداء رسالتها الإنسانية تجاه الأسرة والمجتمع المحلي وأن العديد من المشاريع تستمر وغير مرتبطة بانتهاء فترة تمويل المشروع انطلاقا من ورؤية وأهداف الجمعية