محادثات التقارب بين اسرائيل والفلسطينيين ستبدأ في النصف الاول من شهر ايار – هكذا قالت أمس محافل ذات صلة بالاتصالات لاستئناف المسيرة السياسية. ويوم الخميس الماضي تسلم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) دعوة من الرئيس الامريكي براك اوباما للمشاركة في المحادثات. وذلك بعد أن استجاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدعوة مشابهة في الماضي. عباس لم يرد بعد على رسالة اوباما، ولكن مصدر مقرب من حكمه قال أمس ان رئيس السلطة سيرد بالايجاب على المبادرة في الايام القريبة القادمة. في رسالة نقلت الى عباس، أكد اوباما بانه لن يتمكن من ان ينتزع من نتنياهو التزاما رسميا بتجميد البناء في شرقي القدس. ومع ذلك، فقد أعرب الرئيس الامريكي عن ثقته بانه في اثناء المفاوضات ستمتنع اسرائيل عن مبادرات "ذات مغزى" (significant) في الاحياء في شرقي المدينة. والمقصود هو أغلب الظن مخططات لبناء جديد، مثل 1600 وحدة السكن في رمات شلومو التي اقرت في الشهر الماضي في اللجنة اللوائية عشية زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى اسرائيل. كما أوضح الرئيس اوباما بان محادثات التقارب بين الاطراف ستعنى في كل المسائل الجوهرية (بما في ذلك القدس) – مثلما اتفق في تشرين الثاني 2007 في اعلان انابوليس. محافل اوروبية التقت في الاونة الاخيرة بمسؤولين كبار في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية الامريكية أخذت انطباعا بان ادارة اوباما ليس لها توقعات بان تدفع محادثات التقارب الطرفين نحو تسوية ما. المسعى لتحريك مسيرة السلام يرمي الى تقدم نجاح ما للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط قبيل الاحتفال بالذكرى السنوية لخطاب القاهرة للرئيس. في واشنطن يفترضون بان الاتصالات مع الفلسطينيين ستجبر نتنياهو على كشف المواقف الحقيقية التي تقف خلف خطاب بار ايلان (الذي تبنى فيه حل الدولتين). وهم يعتقدون بانه اذا ما طرح نتنياهو في المفاوضات مواقف متصلبة، كتلك التي عرضها علنا، فان حزب العمل سينسحب من الائتلاف ويفتح الطريق امام تغيير الحكم. مع أنهم في القيادة الفلسطينية ايضا لا يتوقعون ان تؤدي محادثات التقارب الى اختراق، الا ان رئيس السلطة غير معني بان يتخذ صورة "رافض المفاوضات" وعليه، على حد قول مقرب من حكمه، فانه سيستجيب لدعوة اوباما. وأوضح مصدر فلسطيني بان عباس سينفذ قرار الجامعة العربية في عقد تقويم في ختام اربعة اشهر لمحادثات التقارب ووفقا للنتائج سيعاد التقويم لمبادرة السلام العربية من اذار 2002. النبأ الذي نشر يوم الجمعة في "هآرتس" عن مبادرة نتنياهو الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود مؤقتة عززت الاشتباه في اوساط القيادة الفلسطينية في أن يكون هذا هو الهدف الذي يسعى اليه رئيس الوزراء. وأعلن عباس في نهاية الاسبوع بانه يرد الفكرة ردا باتا. وقال مصدر فلسطيني لـ "هآرتس" انه على مدى اشهر طويلة ترفض اسرائيل التعاطي مع طلب فلسطيني متواضع بان تنقل اليهم قاطع من 4 كيلومترات في شمال البحر الميت والمسار المؤدي الى المدينة الجديدة روابي قرب بيرزيت، واللذين يوجدان في المنطقة ج. قبل بضعة اشهر أبلغ عباس الامريكيين بان موافقة على دولة بحدود مؤقتة مشروطة باتفاق يقرر مسبقا بان تقام الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية على أساس حدود 67 وتبادل متساوٍ للاراضي. وقد تبنت هذا المبدأ مؤخرا وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون. ويشدد الفلسطينيون على أن موقفهم بالنسبة لدولة في حدود مؤقتة معروفة جيدا لرئيس الوزراء. رئيس الدولة شمعون بيرس الذي وضع الفكرة قبل نحو سنة، هجرها قبل بضعة اشهر بعد أن ابلغه الرئيس المصري حسني مبارك باعتراضه القاطع لتسوية انتقالية، لا تشترط بتعهد بانسحاب الى حدود 67. في نهاية الاسبوع رفع عباس الى البيت الابيض بضعة أسئلة، قبل أن يرد رسميا على الدعوة لمحادثات التقارب. ضمن امور اخرى طلب ايضاحات بالنسبة للمعنى العملي لـ "بناء ذي مغزى" في شرقي القدس. مسألة اخرى تطرقت لمطلب كبح جماح منشورات التحريض ضد اسرائيل. فقد طلب عباس أن يعرف اذا كانت اسرائيل ايضا مطالبة بان تتخذ اجراءات ضد "التحريضات الموجهة للفلسطينيين".