رام الله / سما / شدد المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشيل اليوم، الجمعة، فى رام الله أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تريد تحقيق السلام الشامل فى وقت قريب وليس "فى مستقبل بعيد وغامض". وفى بيان تلاه ميتشل للصحفيين لدى وصوله إلى مقر الرئاسة الفلسطينية للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أكد المبعوث الأمريكى "أن السلام الشامل فى منطقة الشرق الأوسط يجب ألا يكون مجرد حلم بل يجب أن يكون حقيقة" حسب النسخة المترجمة إلى العربية التى وزعها مكتب الرئاسة الفلسطينية. وتابع ميتشل "نحن نريد أن نجعل هذه الحقيقة فى وقت قريب وليس فى مستقبل بعيد وغامض وندرك أنه كان هناك انتكاسات وصعوبات، وندرك أيضا أنه سوف يكون المزيد منها فى المستقبل لكننا مصممون وسوف نواصل حتى نصل إلى الهدف". وأكد أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون طلبا منه أن "أنقل بشكل شخصى للرئيس عباس والشعب الفلسطينى كله التزامهما بهذا الهدف". وقد وصل ميتشل عصر اليوم إلى رام الله قادما من إسرائيل حيث أجرى مباحثات مع الزعماء الإسرائيليين فى إطار محاولته إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين. من جانبه قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، مساء اليوم، إنه ليس هناك إطلاق للمحادثات غير المباشرة خلال الأيام المقبلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن المحادثات مع الجانب الأميركي ستستمر.وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده عقب لقاء السيد الرئيس محمود عباس بالمبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، ’نحن نأمل أن تكون الأمور واضحة من خلال استمرار محادثاتنا مع الجانب الأميركي، لأننا نريد إعطاء فرصة للجهود الأميركية’. وتابع عريقات قائلا، ’المحادثات الليلة كانت معمقة جدا، ولكن لم نستطع إجمال كافة النقاط، ولكن المحادثات بيننا وبين الجانب الأميركي ستستمر، سواء مع ميتشل أو مع نائبه ديفيد هيل الذي سيبقى في المنطقة لمتابعة التطورات’. وقال، ’قرار بدء المحادثات يتوقف على الإيضاحات التي سنتلقاها من الجانب الأميركي، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هي التي ستقرر بعد وصول الإيضاحات واستكمال الصورة لدينا’. وأضاف عريقات، ’نحن نريد أن يتحقق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ولكن الذي يضع العراقيل أمام بدء المحادثات هو الطرف الذي يصر على لغة الاملاءات والمستوطنات والاقتحامات والاغتيالات والحصار وهو الجانب الإسرائيلي’. وأشار إلى أن السيد الرئيس محمود عباس أبدى عدة تساؤلات حول عدد من الأمور، مؤكدا التزام الجانب الفلسطيني بعملية السلام والقانون الدولي، وتنفيذ الالتزامات الواردة في خطة خارطة الطريق على الجانب الفلسطيني.وقال عريقات، ’عندما نتحدث عن الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي، وفتح المكاتب المغلقة في القدس، ورفع الإغلاق، نحن لا نتحدث عن شروط، وإنما عن التزامات إسرائيلية يجب أن تطبقها حسب البند الأول من خطة خارطة الطريق’. وأضاف، ’بالأمس نتنياهو تحدث عن استمرار الاستيطان وعدم الرغبة في الحديث عن القدس في المفاوضات النهائية، وعدم الرغبة في الحديث عن حدود 1967، بمعنى وضع عدة شروط على الجانب الفلسطيني، ويقول إن على الجانب الفلسطيني أن يأتي إلى المفاوضات دون شروط مسبقة’.وتابع عريقات قائلا، ’هذه المسائل بحاجة إلى وقفة جادة من قبل المجتمع الدولي، ونحن كفلسطينيين وعرب قلنا نعم للمحادثات غير المباشرة قبل شهر، من أجل إعطاء فرصة لجهود الإدارة الأميركية والسيناتور ميتشل، ولكن الذي قال ’لا’ بالإعلان عن 1600 وحدة استيطانية هي الحكومة الإسرائيلية’. وأوضح عريقات أن القيادة الفلسطينية أبلغت رسميا من قبل أمين عام جامعة الدول العربية بأن اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب سيعقد في الأول من أيار المقبل، و’بعد ذلك سيعود ميتشل لاستكمال المحادثات معنا’. وقال إن ميتشل حمل رسالة من الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والإدارة الأميركية للرئيس محمود عباس، أكد فيها على التزام الرئيس اوباما بحل الدولتين، وبعلمية السلام، وبحرية الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير. وأضاف عريقات، ’ميتشل أكد على أن السلام الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية هي مصلحة أميركية عليا، كما هي مصلحة فلسطينية وللسلام العالمي، ونحن كسلطة فلسطينية نبذل كل جهد ممكن لإعطاء فرصة للإدارة الأميركية لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة’.