خبر : نجاح كبير للدورة التاسعة من مهرجان ' ليالي العزف المنفرد' في سوسة التونسية

الثلاثاء 20 أبريل 2010 01:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نجاح كبير للدورة التاسعة من مهرجان ' ليالي العزف المنفرد' في سوسة التونسية



إيّاد صالح   تونس ـ بنفس النجاح الذي انطلقت به، اختتمت النسخة التاسعة من التظاهرة الدولية ’ليالي العزف المنفرد’ التي تنظّمها سنويّا المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث في مدينة سوسة في الساحل التونسي. اختتام المهرجان كان بنكهة تركية حيث قدّم عازف القانون التركي قوكسيل بكتاجير عرضا موسيقيّا جمع فيه بين مهارة العزف وإحساسه المرهف، ولا ريب أن يقدم هذا الفنان الذي يتقن العزف بكلتا يديه على آلة من أعقد الآلات الموسيقية وأكثرها تطلّبا. العرض احتضنه فضاء المسرح البلدي وشهد إقبالا جماهيريّا كبيرا ونوعيّا حيث أنّ تلاميذ وطلبة الموسيقى بالجهة يتوافدون على مثل هذه اللقاءات الموسيقية إلى جانب المولعين والمغرمين بموسيقى العالم، أضف إلى ذلك دقة التنظيم على جميع المستويات، حيث كانت دورة هذا العام مميّزة جدا من حيث تنظيم السهرات وقبل ذلك من حيث اختيار الأسماء التي أثّثت عروض المهرجان، ولعلّ في مراهنة إدارة ’ الليالي’ على الطاقات الشابة خير دليل على المستوى الذي وصلت إليه هذه التظاهرة الفريدة من نوعها تونسيا وعربيا وهي تظاهرة تسعى لتكريم العازف والموسيقيّ بشكل أساسي ومن خلاله الموسيقى في شتّى تمظهراتها، وكان الشاذلي عزابو مندوب الثقافة والمشرف الأول على ’ ليالي العزف المنفرد’ قد أكد على هذه النقطة بالذات، وعبّر في غير مرة ضرورة التعويل على الطاقات الشابة ولا عجب أن يكون المدير الفنّي أحد أولئك الشباب المتحمسين للفعل الثقافي بشكل عام والموسيقي بشكل أخص وهو عازف الإيقاع محمد حاتم هميلة.إنّ المتأمّل في دورة هذا العام سيلحظ حتما الجهود الكبيرة التي بذلها طاقم العمل منذ أشهر سبقت المهرجان وحتى ليلة الاختتام وبعدها، وكانت بوادر النجاح بيّنة منذ سهرة الافتتاح التي أوكلت للعازف التونسي الشاب أشرف الشرقي على آلة العود مصحوبا بعازف الناي سيف الدين معيوف الذي تمكّن من تطويع هذه الآلة من خلال دراسة أكاديمية وطرق تطبيقية لأن تعزف أنغاما غربية كلاسيكية وبذلك يكون قدم إضافة هامّة جدا في المجال الموسيقي العربي، في نفس السهرة ملأ عازف الكمان العالم التركي الأصل نديم نلبنت أوغلو ركح المسرح البلدي بمعزوفات رافقتها حركاته وقفزاته في أرجاء الركح الذي يبدو أنه لم يتسع لجنونه وفنون. وتوالت السهرات ليكون الموعد مع الفنان وعازف الكوالا المصري إبراهيم فتحي إبراهيم المشهور بـ ’ إبراهيم كوالا’ الذي قدم هو الآخر عرضا رافقته فيه مجموعة موسيقية تكونت من نخبة من الطلبة الموهوبين وأساتذة الموسيقى بقيادة المايسترو اسكندر غرابي وتجول خلال عرضه بجمهور المسرح بين عديد النغمات والألوان الموسيقية القديمة منها والحديثة، وفي نفس السهرة صنع شاب تونسي آخر الحدث من خلال عرضه على آلة الكلارينيت وهو مصطفى مامي، ومن مفاجآت المهرجان في ليلته الثانية كان طفل عازف عانق عوده وأقبل ممتعا الحضور بأحلى الأنغام والألحان. في السهرة الثالثة من سهرات العزف المنفرد كانت بفضاء آخر في قلب المدينة العتيقة وتحديدا متحف القبّة الذي غصّ بأعداد الجماهير التي تدفّقت عليه من كل مكان لمتابعة سهرة أخرى أثثتها ثلة من العازفين التونسيين على رأسهم عازف الرباب وليد الغربي وكالعادة لم تغب المفاجآت حيث قدم المشرفون على التظاهرة عازفا صغيرا يتمتّع بموهبة رهيبة في مداعبة آلات الإيقاع ولم يتجاوز سنّه تسع سنوات. في السهرة الرابعة حملت الفرنسية إيزابيل أوليفيي آلة ’ الهارب’ وحلّت بمتحف القبّة لتقدم عرضا مدهشا رفقة البرتاغالي عازف القيتار آلان باولو. أمّا عرض الاختتام فقد جمع عديد المفاجآت وتلوّن بألوان الفرح والحلم من خلال مقطوعة مرتجلة بين الفنانين التركيين قوكسيل بكتاجير على القانون ونديم نلبنت أوغلو على الكمان ثمّ من خلال الارتجالات الموسيقية للمطربة الشابة نرجس سلومنة التي رافقت المجموعة الموسيقية بصوتها دون غناء، وصوتها أقرب إلى الأوبيرالي يجمع بين القوة والتطريب.دورة ناجحة بكل المقاييس تجعل الهيئة المديرة للمهرجان أمام تحديات أخرى لتكون الدورات القادمة أكثر نجاحا وأكثر إمتاعا، خاصة وأنّ ’ ليالي العزف المنفرد’ تحتفل السنة القادمة بمرور عشر سنوات على تأسيسها. لذلك من المؤكد أن القائمين عليها لن يدخروا جهدا والبدء من الآن في الإعداد للدورة القادمة قصد توفير كل أسباب النجاح والتفوّق لها.