غزة / سما / طالبت الطواقم الطبية العاملة في المنظمات الأهلية الصحية الفلسطينية بتحرك المجتمع الدولي لحماية المرافق والطواقم الطبية ومحاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمة بحق ابناء الشعب الفلسطيني وبخاصة المؤسسات والطواقم الطبية. جاء ذلك خلال المسيرة الحاشدة التي نظمها القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية بمناسبة يوم الصحة العالمي وتقدمت المسيرة التي انطلقت من قبالة مقر الشبكة مرورا بمقر منظمة الصحة العالمية وصولا الى منطقة عزبة عبد ربة شرق جباليا سيارت الاسعاف والطواقم الطبية بزي عملها الابيض تحت وقع صوت سرينا الاسعاف والهتافات التي تندد بجرائم الاحتلال وممارساته بحق الطواقم والمرافق الطبية وتطالب بضغط دولي جاد لرفع الحصار عن قطاع غزة. ورفعت الطواقم الطبية شعارات تندد باستمرار الحصار الاسرائيلي على القطاع وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل من اجل تمكين مرضى قطاع غزة من تلقي الرعاية الصحية خارج القطاع وبخاصة توفير الادوية واعادة اعمار المرافق الصحية التي دمرها الاحتلال وتوفير الحماية للطواقم والمرافق الطبية. وخلال المؤتمر الصحي الذي عقد في منطقة عزبة عبد ربه التي درها الاحتلال الاسرائيلي قال الدكتور يوسف عوض الله في كلمة القطاع الصحي بشبكة المنظمات الأهلية ان العالم يحتفل اليوم 7 نيسان بيوم الصحة العالمي وهو اليوم الذي نستذكر فيه أهمية وقيمة صحة الإنسان على الحياة الإنسانية وفرص تطور البشرية ، وقد رفعت منظمة الصحة العالمية شعار "التحضر والصحة " شعاراً لهذا العام لما للحياة في المدن من تأثير سلبي على صحة الإنسان وفيه تدعو إلى التخطيط والعمل في المناطق الحضرية بما يعزز السلوكيات الصحية والسلامة. واضاف الدكتور عوض الله تحل هذه الذكرى في واقعنا الفلسطيني بينما لا يزال القطاع الصحي الفلسطيني يعاني أشد المعاناة جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي الخانقة والمتمثلة بالعدوان و الحصار ومنع دخول الأدوية والمعدات الطبية ومنع وصول المرضى بحرية إلى المستشفيات والمراكز الطبية خارج قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد مئات المرضى هذا إضافة إلى المخاطر الصحية الناتجة عن الأضرار بالبيئة ومياه الشرب . وأكد أن الاحتلال الاسرائيلي تعمد استهداف الطواقم والمرافق الصحية مما أدى إلى استشهاد العشرات وجرح المئات من العاملين في القطاع الصحي والحاق الضرر والدمار بالمرافق الصحية وسيارات الإسعاف وبخاصة في الحرب الأخيرة التي استخدم فيها الاحتلال الأسلحة المحرمة دولياً. وقال إن سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي هذه تعيق تقديم الخدمات الصحية الأساسية والمناسبة للمواطنين وتحرمهم من هذا الحق وتحد من فرص تطور النظام الصحي الفلسطيني بشكل كبير مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية وضارة جداً على البيئة وصحة المواطنين. واعتبر إن وجودنا اليوم هنا في هذا المكان في عزبة عبد ربه الذي شهد أبشع أنواع العدوان والانتهاكات بحق المواطنين الذين قتلوا وأصيبوا وشردوا من منازلهم بعد هدمها وقصفها من قبل آلة الحرب الإسرائيلية .فإننا في القطاع الصحي بشبكة المنظمات الأهلية نوجه رسالة إلى العالم أجمع من أجل ضرورة التحرك الجدي والفعلي لإنهاء المعاناة الإنسانية والصحية التي يعيشها أبناء شعبنا وخاصة هؤلاء المواطنين الذي فقدوا مقومات العيش الكريم بما فيها أن يعيشوا وأطفالهم في بيئة صحية آمنة يتمتعون فيها بالكرامة الإنسانية كبشر و ذلك لن يتم إلا عبر إنهاء الحصار واعمار ما دمره الاحتلال من منازل وبنية تحتية وعودة هؤلاء المواطنين إلى بيوتهم وأحيائهم السكنية. وطالب القطاع الصحي بالشبكة المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية باستمرار الضغط وتكاثف الجهود لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة وتمكين أبناء الشعب الفلسطيني من العيش بحرية وإعادة إعمار ما دُمر، فإننا أيضاً نطالب بتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل القطاع الصحي الفلسطيني ليتمكن من أداء دوره في توفير الرعاية الصحية الملائمة للمواطنين و الانتقال من حالة الدعم الإنساني والإغاثي إلى الدعم التنموي طويل المدى. وتوجه القطاع الصحي بالنداء من أجل المصادقة وتنفيذ التوصيات الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية وبخاصة تقرير جولدستون حول جرائم الحرب الإسرائيلية ومحاكمة المسئولين عن ارتكاب هذه الجرائم بما فيها الاستهداف المتعمد للطواقم والمرافق الصحية كما توجه القطاع الصحي بالتحية والتقدير الكبير إلى كافة الطواقم الصحية الفلسطينية التي تعمل في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد من أجل تقديم الخدمات الصحية للمواطنين من أبناء شعبنا ونترحم على شهداء الكوادر الصحية الفلسطينية الذين سقطوا في الحرب الأخيرة على غزة وفي كل المواقع وكذلك جميع شهداء شعبنا العظيم مع أمانينا بالشفاء العاجل لجرحانا مستذكرا أسرانا البواسل خلف القضبان الذين يعاني الكثير منهم من الأمراض جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي تنتهجه إدارات السجون الإسرائيلية بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي مطالبين بتقديم الخدمات الصحية اللائقة بهم، متمنين لهم أن ينعموا بالحرية في المستقبل القريب إنشاء الله. من جهته عبر مدير شبكة المنظمات الاهلية عن بالغ القلق تجاه التدهور الحاصل المتلاحق في الوضع الصحي في قطاع غزة والذي نجم عن تداعيات العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة والاستهداف المتعمد للطواقم والمرافق الطبية حيث سقط خلال الحرب الأخيرة على القطاع ستة عشرة شهيدا من الطواقم الطبية كما أصيب ثمانية وثلاين أخرين وألحق الضرر والدمار الكلي والجزئي بثلاثة وثلاثين مركز رعاية صحية وسبعة مستشفيات وخمسة عشرة سيارة اسعاف. واوضح الشوا التبعات الخطيرة للعقوبات الجماعية التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال استمرار فرض الحصار المشدد وإغلاق المعابر ومنع إدخال معظم المواد الأساسية التي يحتاجها قطاع غزة الذي تعرض لعملية تدمير منظم . كما اشار الى الواقع الصعب للمرضى في قطاع غزة وبخاصة الذين يحتاجون للعلاج في الخارج وحرموا من مغادرة القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي الأمر الذي أدى إلى وفاة أكثر من 315 مواطن في ظل احتمالات تزايد أعداد ضحايا الحصار . من ناحيته قال عضو القطاع الصحي بالشبكة حسام النونو أن الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد بحق شعبنا الفلسطيني يعتبر جريمة ضد الإنسانية وخرقاً فاضحاً لكافة المعاهدات والاتفاقيات وخاصة حقه في الصحة محذرا من استمرار تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة بسبب استمرار تداعيات الحصار والعدوان الإسرائيلي. واشاد النونو بالجهود الجبارة والمباركة لكافة الطواقم الطبية التي عملت وتعمل من أجل القيام بواجبها الانساني تجاه المرضى على الرغم من ظروف العدوان والحصار وتبعاتهما. ودعا النونو المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والانسانية وبخاصة منظمة الصحة العالمية العمل الجاد من أجل محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وبخاصة جرائمة بحق الطواقم والمرافق الطبية ووضع آليات حقيقية لحماية الطواقم والمرافق الصحية الفلسطينية وضمان سلامتها وحرية عملها في القيام بواجبها الإنساني مؤكدا على ضرورة توفير الدعم اللازم من أجل بناء وتطوير النظام الصحي الفلسطيني وتعزيز قدراته .