خبر : محلل امريكي: العدوان الاسرائيلي على غزة قادم لا محالة والجيش اجرى مناورة واسعة ونشر بطاريات صواريخ على طول الحدود

الأربعاء 07 أبريل 2010 01:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محلل امريكي: العدوان الاسرائيلي على غزة قادم لا محالة والجيش اجرى مناورة واسعة ونشر بطاريات صواريخ على طول الحدود



القدس المحتلة / سما / في ظل الانباء عن تدخل مصري لمنع انفجار برميل البارود في قطاع غزة، الامر الذي سيدفع الجيش الاسرائيلي الى اخراج خططه للقضاء على سلطة حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، من الملاحظ انّ حدّة التوتر بين الجانبين، الاسرائيلي والفلسطيني بدأت تأخذ منحى جديدا، اذ انّ ديناميكية صراع الحدود باتت تسير، برأي العديد من المحللين في الدولة العبرية وفي امريكا، في اتجاه قيام اعمال تصعيد، وللتدليل على ذلك، يورد المحللون العدوان الاخير على غزة، والذي لم يرغب الطرفان في الدخول اليه، ولكنّه في نهاية المطاف وقع.ويرى الباحث جيفري وايت، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى، انّ الاشتباكات الجارية حاليا على طول الحدود او بالقرب منها تزيد ايضا من حدة التوتر. فهي جزء من صراع بين الفصائل الفلسطينية والجيش الاسرائيلي للسيطرة على السور والمنطقة العازلة الموازية له. ويوضح انّ العقيدة العسكرية الاسرائيلية للرد على مثل هذه الحوادث هي اتباع نهج هجومي، لذلك يُتوقع قيام القادة العسكريين بالرد بقوة، باشتباكهم بصورة مباشرة مع النشطاء الفلسطينيين داخل المنطقة العازلة وحتى بمخاطرتهم في تحمل خسائر بشرية. ويبدو انّ الخلافات السياسية الفلسطينية تؤدي ايضا الى حدوث توترات. ويضيف الباحث الامريكي انّ مثل هذه النزاعات واضحة على عدة جبهات: النقاش الداخلي داخل حركة حماس بين المتشددين والبراغماتيين حول دور العمليات ضد اسرائيل في البيئة الحالية؛ جهود حماس الرامية الى احتواء العناصر الجهادية في غزة، وتنافس حماس مع السلطة الفلسطينية حول اي منهما تقود المقاومة ضد اسرائيل. وعلى الرغم من انّ الجيش الاسرائيلي، برأي وايت، لا يسعى لخوض حرب كهذه، فانّه يقوم فعلا بالتحضير للجولة القادمة منذ نهاية عملية (الرصاص المصبوب)، فقد اكملت القيادة العامة الجنوبية للجيش الاسرائيلي مناورة عسكرية رئيسية ركزت على تجدد الصراع في قطاع غزة، كما قامت اسرائيل بنشر بطاريات مدفعية اضافية قرب الحدود. ويرى الباحث انّ الوضع الحالي معقد وآخذ في التغير، فقد ادّت زيادة حدة التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الضفة الغربية الى زيادة عمليات اطلاق الصواريخ من غزة، في الوقت الذي تقوم فيه الفصائل الفلسطينية في القطاع باظهار دعمها لتلك العاملة في الضفة الغربية. وقد يؤدي التنافس السياسي الفلسطيني داخل وخارج قطاع غزة الى دفع حماس، ولو على مضض، الى اتباع سياسة اكثر ميلا الى المغامرة بشان القيام بهجمات على اسرائيل، وعندما يتم اطلاق صواريخ على اسرائيل، غالبا ما يقوم الجيش الاسرائيلي بالرد عن طريق ضربه اهدافا تابعة لحركة حماس، وعندما يقترب نشطاء فلسطينيون من السياج الحدودي، تقوم القوات الاسرائيلية بالرد بقوة. وقال الباحث ايضا انّ اسرائيل تسعى الى تعزيز مستوى الردع الذي حققته في عملية (الرصاص المصبوب) عن طريق القيام بغارات جوية واصدار تحذيرات، ولكن هناك شعورا بأن هذا لا يكفي، حيث يتآكل ذلك الردع في ظل الظروف الراهنة.ويشعر المدنيون الاسرائيليون في الجنوب ايضا بشكل متزايد بعدم الارتياح ازاء تصاعد الهجمات الصاروخية وحوادث الحدود، مما يزيد من الضغط القائم على الحكومة والجيش للرد بقوة. وعلى الاغلب كان كبار المسؤولين الاسرائيليين حذرين من الوضع، على الرغم من ان وزير المالية، يوفال شتاينتس، قال انّ اسرائيل قد تضطر الى اعادة احتلال قطاع غزة لكي تدمر نظام حماس. بالاضافة الى ذلك، اتخذ بعض ضباط القيادة الجنوبية موقفا عاما اكثر تشددا من الموقف الذي يتخذه رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي، الذي كان حتى الآن حذرا جدا. وقال الباحث الامريكي ايضا انّه منذ عملية (الرصاص المصبوب)، تتمتع اسرائيل بهدوء نسبي في جنوب البلاد وتفتقر الى مبررات كافية للقيام بعملية كبيرة في غزة، كما تجد نفسها في خضم الجدل السياسي الصعب الدائر مع واشنطن، والذي يمكن ان يتفاقم باندلاع حرب اخرى. ويبدو انّ حماس قد تعلمت من التصعيد غير المنضبط التي حرضت عليه قبل عملية (الرصاص المصبوب)، وتحتاج ايضا الى فترة هادئة لاسبابها الخاصة. ووفقا لذلك، فقد انفقت راسمالا سياسيا كبيرا لمنع الهجمات على اسرائيل.واشار الباحث الى انّه في 20 آذار (مارس)، ادلى محمود الزهار، احد كبار المسؤولين في حركة حماس في غزة، ببيان علني ادان فيه اساسا الهجمات الصاروخية ضد اسرائيل بقوله انها تفيد العدو. وحتى حين تتبجح الحركة بالاشتباك الذي وقع في 26 اذار، الا انّها تسعى جاهدة لكي تشير بانها كانت تتصرف بطريقة دفاعية، وانها لم تُغير قواعد اللعبة. وقد انعكس قلق المجموعة ايضا في التقارير التي افادت بانّ القيادة في غزة كانت قد هرعت الى ملاجئ تحت الارض خلال ذلك الحادث. وخلص وايت الى القول انّه وعلى الرغم من هذه التحفظات على كلا الجانبين، تتجه ديناميات الوضع في غزة نحو حدوث المزيد من العنف وقيام عمليات عسكرية اكبر حجما، وانّ ادارة هذه الديناميات، ومنع وقوع صراع كبير ستشكل تحديا لكل من اسرائيل وحماس، على حد تعبيره.