قررت أربعة فصائل فلسطينية في قطاع غزة هي حماس، الجهاد الاسلامي، الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، وقف اطلاق صواريخ القسام نحو اسرائيل. هذا ما افادت به امس مصادر من الفصائل في غزة. وجاء الاتفاق في اعقاب ضغط مارسته حماس على باقي المنظمات العاملة في القطاع خشية التدهور والتصعيد حيال اسرائيل. ومع ذلك، فان فصائل انسحبت من حماس، بعضها مسؤول عن نار الصواريخ الاخيرة، لا تشارك في وقف النار. وحسب المصادر، فقد اتخذ القرار في ختام لقاء عقد السبت الماضي بين مندوبي الفصائل الاربعة. وفي الغداة أعلن ناطق بلسان الجهاد الاسلامي داود شهاب بان قيادة المنظمة التقت وقررت وقف نار صواريخ القسام على اسرائيل. اما أمس فنشرت وكالات الانباء الفلسطينية نفيا على لسان مصادر من الجهاد. والانطباع المأخوذ هو أن النبأ الاول في هذا الشأن كان مصداقا ولكن المنظمة تسعى الى الا ينشر الامر على الملأ بشكل رسمي خشية أن تتخذ صورة من خضع لحماس وتبنت خطا اكثر كبحا للجماح حيال اسرائيل. وافيد في القطاع امس بان حماس شددت الدوريات على طول الحدود في محاولة لمنع النار على اسرائيل. وافادت مصادر اعلامية عربية مختلفة أمس بان مصر تبذل جهدا مكثفا لتبديد التوتر بين اسرائيل وحماس خشية ان يؤدي هذا الى اشتعال حاد متجدد في الجنوب. مصدر مصري كبير قال ان القاهرة تدير الان اتصالات مع كل الاطراف – بما فيها حماس واسرائيل – في محاولة لوقف التصعيد العسكري. في الشهر الماضي بدا تصعيد كبير على حدود القطاع. عامل اجنبي من تايلند اصيب بعد أن قتل بنار صاروخ قسام اطلق على قرية نتيف هعسرا، وضابط وجندي من الجيش الاسرائيلي قتلا في اشتباك مع خلية وصلت لزرع عبوات ناسفة على مقربة من السياج الفاصل قرب كيسوفيم. وتبنت الحدث الاخير، قبل نحو عشرة ايام عدة منظمات فلسطينية، بما فيها حماس. وفي الجيش الاسرائيلي قدروا بان دور حماس في الحدث كان محدودا وان المنظمة تواصل الامتناع عن اطلاق الصواريخ بنفسها. ومع ذلك، شخصت اوساط الجيش انخفاضا ما في مدى كبح الجماح الذي تتخذه حماس تجاه النار التي تطلقها المنظمات الاخرى. بعد الحدث الذي قتل فيه الضابط والجندي، هاجم سلاح الجو عدة اهداف لحماس في كل ارجاء القطاع. ويبدو ان الانفجارات، الى جانب التهديدات الاسرائيلية بتشديد ردود الفعل فعلت فعلها. ليس لحماس، مثلما ليس لاسرائيل، الان مصلحة في الانجرار وراء فصائل صغيرة والوصول الى صدام متجدد على نمط حملة "رصاص مصبوب" في نهاية 2008. في ضوء ضغط حماس، وافقت الفصائل ايضا على وقف مؤقت للنار. ومع ذلك، فان ترتيبات مشابهة سبق أن انهارت في الماضي. وفي الاعلان الحالي ايضا يمكن ان نجد نقطتي ضعف. الاولى – الاتفاق ليس شاملا وليس ملزما لفصائل "عاقة" انسحبت من حماس وتتأثر اليوم بافكار القاعدة. وهذه هي الفصائل التي تقف خلف معظم احداث اطلاق النار في الاسابيع الاخيرة، وقادتها يصفون رجال حماس بانهم كفار. النقطة الثانية – ليس واضحا كيف ستتصرف الفصائل بالنسبة للنشاطات في المنطقة المحاذية للحدود مع اسرائيل. الجيش الاسرائيلي حاول مؤخرا فرض نوع من منطقة فاصلة بعرض بضع مئات من الامتار، في الاراضي المحاذية للسياج. وهذه اراض لا يسمح بدخول مسلحين اليها. هدف الخطوة هو تقليص الخطر على قوات الجيش الاسرائيلي التي تتحرك على طول السياج. والفصائل كفيلة بان تجعل منطقة الفصل هذه ساحة مناوشة مركزية، ومن هنا قصير الطريق نحو مواجهة اخرى، مثلما سبق أن حصل عمليا قبل "رصاص مصبوب". وصرح رئيس وزراء حماس في القطاع اسماعيل هنية مؤخرا بان المنظمة تحاول الوصول الى اتفاق وطني على وقف نار الصواريخ انطلاقا من الحرص على المصلحة الفلسطينية. توجد مفارقة غير قليلة في هذا الاعلان، عندما يتذكر المرء هجمات شديدة من جانب حماس في الماضي على رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) الذي درج على شجب نار الصواريخ بكلمات مشابهة. تصريح هنية يدل على شدة أزمة حماس. تصعيد عسكري آخر حيال اسرائيل من شأنه من ناحية حماس ان يبشر بنهاية حكمها في القطاع. وفي الخلفية يوجد الضغط الذي تمارسه الدول العربية وكذا ما يبدو كانخفاض في حجم التهريبات في الانفاق في رفح، في ضوء الخطوات المصرية. في هذا الشأن يبلغ الصحفيون من رفح المصرية بان المصريين ينجحون في تدمير عشرات الانفاق في الاسبوع وتدمير اطنان عديدة من البضائع ووسائل القتال على ارض سيناء، والتي هي مخصصة للتهريب الى غزة.