غزة / سما / انتقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال انه سيحاول خلال زيارته المرتقبة الأسبوع المقبل للولايات المتحدة الضغط على الإدارة الاميركية لتفرض على إسرائيل الشروط والجدول الزمني اللازمين لبدء محادثات السلام مع الفلسطينيين، تفادياً لجولة جديدة من أعمال العنف في المنطقة. ووصف العاهل الأردني في حديث أدلى به لصحيفة وول ستريت جورنال وضع إسرائيل بانه "بات أكثر تعقيداً من وضع كوريا الشمالية، تلك الدولة الشيوعية المنعزلة عن المجتمع الدولي"، مشيرا إلى انه لم يتوقع نتائج ايجابية من سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما التقى به منذ عام تقريباً، وتحديداً بعيد تولي حكومة الليكود رئاسة الوزراء. وأضاف "كنت متفائلاً جداً من رؤية نتنياهو حيال السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وبين الأخيرة والعرب، غير إنني مضطر للإعلان اليوم، انه بعد مرور الاثني عشر شهراً الأخيرة، وبعد ما شهدته ارض الواقع في المنطقة أصبحت متشائماً جداً، رغم يقيني بأنني أكثر المتفائلين". ووجه العاهل الأردني انتقاداً لاذعاً لبناء المزيد من المستوطنات في القدس الشرقية، وقال "إن خطوات نتنياهو على هذا الصعيد أدت إلى تردي العلاقة بين عمان وتل أبيب، ووصولها إلى مستوى متدن، لم تشهده العلاقات بين البلدين منذ توقيعهما على اتفاقية السلام عام 1994، فالثقة السياسية لم تعد متوفرة في إسرائيل". وأوضح الملك عبد الله الثاني "أنه من خلال وجهات النظر الاقتصادية، كان وضعنا التجاري مع إسرائيل أفضل بكثير، فكانت هناك علاقة طيبة وودية تربط بين أبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحاق رابين، غير أن هذه العلاقة تراجعت إلى الوراء". ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال" أشار العاهل الأردني إلى انه وغيره من القادة العرب المعتدلين، تساورهم الشكوك في قدرة نتنياهو على تقديم خطوات لبناء الثقة المطلوبة، لبناء دولة فلسطينية مستقلة، لذلك يتطلب الأمر تدخلاً فورياً من الرئيس الاميركي باراك اوباما. وفي رده على سؤال حول الرسالة التي يرغب في توجيهها لإسرائيل قال العاهل الأردني "إنني اعتقد أن المستقبل بعيد المدى يشكل خطراً على إسرائيل، إذا لم يتم التوصل إلى حل لجميع المشاكل العالقة، فلا تزال 75 دولة على مستوى العالم لا تعترف بالدولة العبرية، لدرجة أن دولة مثل كوريا الشمالية تتمتع بعلاقات دولية أفضل من إسرائيل".