القدس المحتلة / سما / تساءلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن السبب الذي دفع بعائلة يهودية كانت تسكن في حياة مُريحة وسط إسرائيل إلى الانتقال للعيش في مكان منعزل بمدينة " كفار سابا " في قلب حي سلوان شرقي القدس . فأجاب رب العائلة "بوعز تتعافى " ابن 28 عاماً ويسكن الآن في منزل اسمه " بيت العسل " قائلاً، " جئنا إلى هنا لان شرقي القدس هي جزء لا يتجزأ من إسرائيل الكاملة ". وقالت زوجته شيرا بنت 27 عاماً وهي ربة بيت " قبل أن اترك المكان قالت لي صديقاتي احذري إذا ذهبت إلى القدس فيوجد لهذه المدينة سحر". وأوضحت الصحيفة أن منزل " بيت العسل " سمي بهذه التسمية نسبة لإحدى العائلات العربية التي سكنت المكان في الماضي وكان يطلق عليها عائلة العسل، مشيرة إلى أن العائلة اليهودية تمكنت من شراء المنزل عبر تمويل من تبرعات كندية وإسرائيلية بواسطة جمعيات يهودية . وأفادت الصحيفة أن عائلة " تتعامى" انتقلت للعيش في المنزل قبل 6 أعوام تقريباً، عندما كان الوالدان مازالا في سن الشباب حيث أنجبا طفلين وهم "نخشون" ابن 4 أعوام ، و"أموناه" وعمرها عام واحد فقط، ويتكون المنزل الصغير من 3 غرف تمتلئ بالأسرة ولعب الأطفال, وتعتبر أجرة الشقة مريحة فهي تصل إلى 1500 شيكل سنوياً، مضيفة أن " بوعز تتعامى " رب العائلة يعمل في هندسة الالكترونيات، وزوجته "شيرا" أنهت تعاليمها في كلية "هداسا", وكل صباح عندما يخرجون لأعمالهم يصطحبون أولادهم إلى المدرسة عبر طلب سيارة خاصة لأخذهم من المنزل إلى العمل وبالعكس، وفي مدخل المنزل يقف حراس وبشكل دائم. وقال "بوعز" متطرقاً لوضعهم كأقلية يهودية وسط قرية عربية، " من ناحية علاقتنا بالجيران فهي عدية فنحن أربع أشخاص أمام الغالبية، وهذا يشبه وضع إسرائيل كأقلية في الشرق الأوسط "، مؤكداً أن علاقتهم مع الجيران العرب جيدة فهم يغضون البصر عن مشاكل القرية . ولفت "بوعز"، "عندما وصلنا إلى هنا لم تكن (الدولة) تطبق القانون في مجالات مختلفة، فعلى سبيل المثال لم يكن يوجد في القرية كهرباء وكانت هناك مشاكل كثيرة أخرى ولذلك استشرت محامين كثر وكتبت رسالة شديدة اللهجة لسلطة الكهرباء، وبعد ذلك أوصلوا الكهرباء لكل الشارع بالإضافة إلى ذلك تم إصلاح الشوارع وحاويات القمامة وكل شيء بدأ يترتب عندما وصلنا، والحي شكرنا على ذلك "، منوهاً " نحن لا نؤيد عملية الترحيل الجماعي (الترنسفير ) لجميع السكان العرب في القدس وإبقاء اليهود فقط " . ومن جهتها قالت الزوجة " شيرا تتعامى "، " أن العلاقات مع الجيران العرب تغيرات بعد عملية الرصاص المصبوب فخلال العملية بدأ العرب بأعمال الشغب، والشرطة تلقت الأوامر بعدم فتح جبهة إضافية بالقدس وكانت سياسة غض البصر وإغلاق الأذنين تُعطي للعرب المجال لمزيد من أعمال الشغب " . وتابعت "شيرا" قائلة, " في أيام الجمعة بدأ العرب بالصلاة في الشارع وكان غير ممكن إرسال أولادنا للمدرسة وبكل بساطة تم إلغاء التعليم في هذا اليوم وفي غربي المدينة لم يكونوا ليسمحوا لمثل هذا أن يحصل" . وأضافت " أن ألقاء الحجارة والتعرض للعنف تحولت كروتين يومي فالجيب التابع لنا ألقيت عليه الحجارة والزجاجات الحارقة كما القوا على منزلنا الحجارة بشكل يومي " . وحمل "بوعز" مسؤولية ذلك على (الدولة) قائلاً, "لم أشاهد هنا ملعب كرة قدم واحد للشباب العرب وما يفعلونه أكيد بسبب ظروفهم وان كانت لهم ظروف وبنية تحتية جيدة فمن المؤكد أن الكره لليهود سيكون أقل ". وأوضحت العائلة خلال حديثها لصحيفة أنه على الرغم من الصعوبات التي تمر بها إلا أنها لا تشعر بالخوف. وأشار "بوعز" إلى أن هذا المكان بالنسبة للعائلة يساوي كل شيء فأنت تصعد على السطح وتشاهد المسجد الأقصى وكل ما حوله". كما أكدت العائلة أنها لا تريد أن تسكن في مكان أخر موضحين " أن حي اليمتية وحي الإرسال هي جزء لا يتجزأ من القدس مثل راموت ومثل مركز المدينة ونحن موجودين على كل حال " .